فعاليات صيدا تبحث مرحلة ما بعد الاعتصام

كثفت الفعاليات والقوى السياسية والاقتصادية في صيدا، من اجتماعاتها خلال الساعات الماضية، لبحث المرحلة المقبلة في المدينة، إثر الانتهاء من اعتصام الشيخ أحمد الأسير الذي أصاب صيدا بشلل اقتصادي وتجاري كبير.
ومن المنتظر أن يترأس وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في محافظة الجنوب، في الساعة 11 من قبل ظهر اليوم، في سراي صيدا.
وعقد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي سلسلة لقاءات مع مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني وممثلين عن المؤسسات التي تُعنى بشهر رمضان، من أجل تفعيل الحركة التجارية في صيدا.
كما أجرى الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري لقاءاتٍ مع عددٍ من أصحاب المحلات والمؤسسات التجارية وشاغليها لتقييم حجم الخسائر ونسبتها التي تعرّض لها الاقتصاد الصيداوي، وأكّد البزري أن من يتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً هو الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة التي سمحت باستمرار الاعتصام، ولم تقم بمعالجته بالسرعة الكافية ما أدّى إلى إحداث ضررٍ مادي ومعنوي كبير على المدينة وأهاليها. وناشد أهل صيدا الحفاظ على الوحدة بين أبناء المدينة، مطالباً الرئيس نجيب ميقاتي بضرورة قيام الهيئة العليا للإغاثة بتقدير حجم الخسائر والبدء بتقديم التعويضات للمتضررين.
من جهة ثانية، ردّت النائبة بهية الحريري على التساؤلات التي تناولتها بشأن اعتصام الأسير وسر ابتعادها عن صورة الحل النهائي. وقالت أمام «اللقاء التشاوري الصيداوي»: لن أقول سوى إنّ الله وحده يشهد على ما قمنا به في الأيام الماضية وسعينا إليه لما فيه خير الجميع، فنحن نريد العيش معاً كأسرة واحدة في مدينة واحدة وجوار واحد.. مع كلّ تقدير واحترام لحقّ الاختلاف في الرأي والاعتقاد والتّوجّهات تحت سقف الأسرة الواحدة والوطن الواحد والدولة الواحدة.
وأعلنت أن «اللقاء الصيداوي» أعرب عن ارتياحه الكبير لإعادة فتح الطريق مثمناً الجهود والإرادات الخيرة التي بذلت على أكثر من مستوى وصعيد وأثمرت معالجة هادئة وفعالة لهذه القضية. وشدّدت على أهمية العمل لإعادة تفعيل وتحريك عجلة الحياة الاقتصادية والتجارية والسياحية في المدينة لتعويض ما لحقها من أضرار اقتصادية ومعنوية جراء تداعيات هذا الاعتصام.
وجدّدت تأكيد أن صيدا كانت وستبقى عاصمة الجنوب ومدينة التنوّع ضمن العيش الواحد، التي تفتح قلبها وحضنها لجميع اللبنانيين والمقيمين والزائرين والعابرين. ودعت الحكومة إلى إنصاف صيدا ومنطقتها على صعيد تأمين الخدمات الحياتية الأساسية ولا سيما الكهرباء والمياه.
في هذه الأثناء، جال الأسير يرافقه الفنان فضل شاكر في الأسواق التجارية في مدينة صيدا، والتقى عدداً من التجار وأصحاب المؤسسات وصافحهم، طالباً منهم السماح على الضرر الذي سببه لهم الاعتصام..، كما تفقد سوق الخضار والتقى الباعة وتوقف في حارات صيدا القديمة ودخل الى محال السمانة والذهب والحلوى.
وأكد أنه فك اعتصامه من صيدا بعد أن أعطيت ضمانات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل ببحث مسألة السلاح جدياً على طاولة الحوار. وقال خلال خطبة الجمعة إنه وفي حال عدم الالتزام بهذه الضمانات والإخلال بها، فعندها «لكل حادث حديث»، مؤكداً أن الاعتصام ليس آخر المطاف.
وهاجم الأسير خصومه السياسيين في المدينة، معتبراً أنهم كانوا منسيين لولا مواقفهم من اعتصامه.
من جهته، اعتبر الشيخ ماهر حمود خلال خطبة الجمعة من على منبر مسجد القدس، «أن الفترة الحرجة التي شهدناها قد طُويت بأقل الخسائر..». وحذر من مخطط مذهبي جديد داعياً الى «وقفة حقيقية من الجهات التي تعتبر نفسها واعية».
الى ذلك، قام الشيخ حسام العيلاني برفع لافتات في شوارع المدينة كتب عليها «ألم أقل لكم إن سلاح المقاومة باقٍ شاء من شاء وأبى من أبى». كما رفع لافتة في المكان الذي كان يعتصم فيه الأسير على بوليفار البزري كُتب عليها «ثبت للجميع أن سلاح المقاومة باقٍ ولن يستطيع أحد نزعه».  

السابق
لأن الجعفري لا يفهم
التالي
عيد الجيش يصالح نوال ونانسي