الأنوار: مؤسسة الكهرباء بلا معتصمين… ومطار بيروت بلا تكييف

في الوقت الذي كان فيه مياومو مؤسسة الكهرباء يزيلون خيمة الاعتصام ويخلون مبنى المؤسسة ظهر امس، كان المسافرون في مطار بيروت يتصببون عرقا الى جانب الموظفين والمستقبلين، نتيجة توقف المكيفات عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ولم يعد الامر الى طبيعته الا بعد ساعتين وعلى اثر اتصالات متلاحقة مع المؤسسة، من دون اي تفسير لغياب المولدات التي يفترض ان يكون المطار مجهزا بها لمثل هذه الحالات.
وقد ظل هذا الانقطاع، وغياب المولدات في خانة الاحاجي، كما هي الحلول السحرية التي انهت الازمات التي كانت تتخبط فيها الحكومة دفعة واحدة وحتى من دون مساهمتها. وقد فسرت مصادر معارضة هذه التطورات بالقول ان الأمور بين مكونات الاكثرية كانت قد بلغت حافة الخيارات الحاسمة التي تهدد مصير الحكومة. وقد جاءت الحلول السحرية نتيجة ايعاز خارجي بضرورة تسوية الامور بالتي هي احسن منعا لسقوط الجدار الحكومي المتصدع بالخلافات اليومية.
وقالت المصادر ان موجة الايجابيات التي شهدتها الساحة الداخلية في اليومين الماضيين، فاجأت حتى وزراء الحكومة انفسهم واثارت استغراب بعضهم الى درجة دفعت الى التساؤل عن الاسباب التي تولد الازمات دفعة واحدة وترسي الحلول فجأة من دون تبريرات.
مقاطعة افطار ميقاتي
ولكن ما تكاد الحكومة تعمل على لملمة قواها حتى تنفجر بوجهها ازمة جديدة، كان آخرها ترحيل السوريين ال 14 الى دمشق، في خطوة جددت الانقسام في الصف الحكومي، وجعلت معظم مفتي المناطق يقاطعون الافطار الذي اقامه الرئيس نجيب ميقاتي في السراي مساء امس.
وقد حاول رئيس الحكومة في كلمته في الافطار تبرير خطوة ترحيل السوريين وقال ان الواقع الانساني للاخوة النازحين من سوريا الذي يلقى منا كل رعاية وحدب، لا يجوز ان يكون عائقا امام تطبيق الاحكام القضائية التي تصدر عن المحاكم المختصة بحق مرتكبين لجنايات او جنح لا ارتباط لها بالسياسة التي يجب ان تبقى بعيدة عن عمل القضاء اللبناني النزيه والعادل.
وكانت المديرية العامة للامن العام اصدرت بيانا امس حول الموضوع اكدت فيه ان أي قرار تتخذه ينطلق من القوانين ويستند الى مرجعية القضاء.
وقد بحث الرئيس فؤاد السنيورة الموضوع امس مع كل من السفيرة الاوروبية انجلينا ايخهورست وممثل الامم المتحدة ديريك بلامبلي بحضور النواب مروان حماده وفؤاد السعد وعمار حوري وباسم الشاب وغازي يوسف ونهاد المشنوق.
وقال السنيورة هذا الظرف بالذات الذي تمت فيه العملية يثير الكثير من الريبة، وهذه سابقة تعتمدها الحكومة اللبنانية بناء على طلب أو ضغط من الحكومة السورية، من أجل تسليم هؤلاء، وبالتالي تكون سابقة من أجل تسليم غيرهم. لذا نطلب من المسؤولين في الاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة توجيه رسالة قوية بأقسى العبارات الى الحكومة اللبنانية على هذه السابقة الخطرة التي ارتكبتها في هذا الصدد، والامتناع عن أية عملية مشابهة في المستقبل.
اسهم ومفرقعات
وعلى صعيد الانفراجات، علق مياومو الكهرباء اعتصامهم لكن الحكومة لم تعلق تبايناتها وانقساماتها. وامس بدت حكومتين والسلطة سلطتين. نواب من كتلتي حزب الله وحركة امل واكبوا فتح ابواب مؤسسة كهرباء لبنان تحت وابل من المفرقعات والاسهم النارية واطلقوا مواقف تطمينية للعمال المياومين، وفي المقابل عقد الوزير جبران باسيل مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن انتصار منطق الدولة والمؤسسات.
وفي المشهدين بدا ان اتفاق اركان الحكومة في موضوع المياومين هو اتفاق الضرورة لأن تفجير الحكومة ممنوع، وبقاءها حاجة استراتيجية لا يمكن التهاون فيها.
وقد قال العماد ميشال عون حول الموضوع امس ان اطرافا عدة دخلت في الوساطة، والاتفاق السياسي حصل تحت سقف القوانين، املا ان يكون الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري محدود، وان تفتح صفحة جديدة. وقال كل علاقة بين طرفين لا يمكن ان يحددها فريق لوحده، ودائما كنت اعلن عن نية طيبة واعتبر ان التفاهم الذي حصل في قضية المياومين، اسقط كل المناوشات التي اعترت العلاقة مع الحلفاء.
في غضون ذلك، وبعد استعادة صيدا نشاطها الطبيعي في اعقاب انهاء اعتصام انصار الشيخ احمد الاسير، يعقد مجلس الامن الفرعي في صيدا اجتماعا اليوم لتقييم الوضع في ضوء المستجدات. وعلم ان وزير الداخلية مروان شربل سيتوجه الى المدينة لترؤس الاجتماع.   

السابق
المستقبل: 14 آذار ستتابعها مع الأمم المتحدة ومن خلال البرلمان
التالي
اللواء: حرب ال 100 يوم في الكهرباء تضع أوزارها.. وباسيل يمدّد العتمة