الولادة من الخاصرة 2 تراجيديا بلا نهاية

استثمار نجاح الجزء الأول من مسلسل "ولادة من الخاصرة" نتج عنه جزء ثان مكمّل للأول بعنوان "ساعات الجمر"، يظهر فيه المؤلف سامر رضوان مسترسلا في عرض الوجع بكل أشكاله وفصوله، إضافة إلى تسليط الضوء على الفساد السياسي والإجتماعي وانعكاسه على حياة مجموعة من الأبطال تعرضوا للقهر والظلم.

في الجزء الثاني، ورغم انسحاب بعض الأسماء اللامعة مثل سلاف فواخرجي ومكسيم خليل، حافظ المسلسل على أبرز أبطاله مثل قصي الخولي ومنى واصف، وعابد فهد وكندة علوش وغيرهم… مع انضمام أسماء كبيرة مثل باسم ياخور وديما قندلفت وأمل بشوشة…
المسلسل في جزئه الثاني حرص على جمع نخبة من الممثلين السوريين، معظمهم استمرت أدوارهم حيث انتهت في الجزء الأول والبعض الآخر ستكون لهم إطلالات خاصة في الحلقات المقبلة.
انطلاقاً من الحلقات الأولى حافظت مخرجة المسلسل رشا شربتجي على الهوية نفسها من حيث مواقع التصوير والإضاءة والكادرات، مع حركة كاميرا هادئة، تماماً كما الحوادث البطيئة بعض الشيء، مما كان يتطلب بعض التغيير التقني كي لا نشعر أننا لا نزال في حوادث الجزء الأول.
في هذا الجزء أيضاً ارتفع منسوب الظلم والقهر إلى أعلى المستويات لنشهد بعض المبالغة غير المنطقية، وخصوصاً في هذا العصر المنفتح حيث يصعب على أي مواطن مهما اشتدت الدنيا عليه أن يرضخ لقدره بهذه السهولة بدل أن يسعى الى تغييره.
الإستسلام للظلم قد يكون نقطة ضعف المسلسل الأساسية الأمر الذي يُشعر المشاهد بالسودواية كما لو أننا أمام ملحمة تراجيدية لا نهاية لها… إذ يستمر استبداد الظالم واستسلام الضعيف، والغريب أن خطوط المسلسل في معظمها لا تحمل أي أمل أو بشرى سارة، بل على العكس يستمر التطاول على القانون ويبقى الكذب والنفاق والفقر عنوان كل القصص. كما أن حوادث المسلسل تفتقد الهواء النقي أي بعض الحب والخير الذي كان يمكن تجسيده من خلال خطوط تحمل بعض الإيجابية، كانت أكثر من ضرورية من أجل تنفس الصعداء لأن الحياة ببساطة تتضمن الخير والشر ولا تنفرد بأي منهما…
من ناحية الأداء تسجل لمنى واصف براعتها، وخصوصا أنها تعتبر وجه الخير شبه الوحيد في المسلسل، إضافة إلى الممثل عابد فهد الذي حافظ على سلوكه الظالم إنما بأسلوب مختلف يدل على احترافيته، وكان من المتوقع أن يبدل أداءه أو على الأقل أن يطوره، وخصوصاً أنه قرر في هذه المرحلة ألا يسكت ويرد الصاع صاعين.
"ولادة من الخاصرة" في الجزء الثاني "ساعات الجمر"، لا يُنبئ بمصير مختلف جداُ عن الجزء الأول حيث لم ينكسر جبروت الظالم، ولم يتعب الظلم، بل يظهر أننا أمام فصول وحالات أصعب يتحدى من خلالها المؤلف قدرة المشاهد على التحمل… لكن عسى أن ينتهي هذا الجزء على أمل أن للظالم يوما مهما تأخر وصوله!  

السابق
في كواليس نادين الراسي
التالي
يطلب لنفسه السجن مدى الحياة