السفير: تسوية المياومين إلى النور.. والعتمة تتسع

بعد أشهر من المد والجزر في الشارع والسياسة، يمكن القول إن أزمة المياومين في مؤسسة الكهرباء، دخلت في طور النهاية السعيدة، مع نجاح الاتصالات المكثفة التي قادها "حزب الله" والوزير سليمان فرنجية، على خط عين التينة ـ الرابية، في إنضاج صيغة اتفاق، لم تعد تحتاج سوى الى لمسات أخيرة، قبل خروجها الى النور في الساعات القليلة المقبلة، ما لم يطرأ أي جديد سلبي يعيد الأمور الى الوراء.

وعملاً بتقاليد "الطريقة اللبنانية"، فإن التسوية المرتقبة ستأخذ من الجميع وتعطي الجميع، فلا يخرج منها خاسر ورابح، ولا يشعر أي من أطرافها أنه منكسر او مغبون. أما المواطن، فيستمر ضحية العتمة الآخذة في الاتساع، والتي دفعت عدداً من الشبان ليلاً الى إشعال الإطارات عند الأوتوستراد المؤدي من طريق المطار الى جسر صفير احتجاجاً. كما عمد بعض الشبان الى إشعال الإطارات عند جسر الحكمة الذي يربط الاشرفية بالدكوانة للسبب ذاته.

ولئن كان الخلاف حول ملف المياومين قد انتهى، أو يكاد، إلا أن هناك حاجة على الأرجح الى مزيد من الوقت، لتنقية جسم العلاقة بين الحلفاء من الآثار الجانبية التي أفرزها هذا الخلاف، لاسيما أن الأدبيات التي رافقت التجاذب حول قضية المياومين أظهرت وجود نقاط ضعف في مجمل العلاقة، تتطلب معالجة عميقة.

وقد شهد يوم أمس مروحة واسعة من المشاورات السياسية، شارك فيها الوزراء علي حسن خليل ومحمد فنيش وجبران باسيل والوزير السابق يوسف سعادة، بمواكبة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فيما عقد في قصر بعبدا بعد جلسة مجلس الوزراء لقاء سداسي حضره الوزراء خليل وفنيش وباسيل ونقولا صحناوي وسليم جريصاتي وشكيب قرطباوي، خصص للبحث في مشروع الحل.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ"السفير" إن صيغة الاتفاق المفترض شاملة ودقيقة، وتغطي كل العناوين المتصلة بقضية المياومين، ومن بينها امتحانات التثبيت وعدد الذين سيتم تثبيتهم، ويبدو أنه تقرّر في هذا الإطار تدوير الزوايا، فلا يجري التقيد بعدد مسبق (700) ولا يُترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام كل المياومين، بل تُعتمد معادلة مرنة تأخذ بالاعتبار حقوق المياومين من جهة، وقدرة مؤسسة الكهرباء على الاستيعاب من جهة أخرى.

وتشمل التسوية ايضاً إيجاد مخرج للتباين في النظرة الى قانون المياومين، الذي يعتبره الرئيس نبيه بري شرعياً بعد إقراره في مجلس النواب، بينما يرفض "التيار الوطني الحر" الاعتراف به، لأنه أُقر بطريقة ملتبسة كما يقول، ويلحظ الإخراج المحتمل إعادة مقاربة القانون في أول جلسة نيابية بشكل سلس ولبق، لا يُحرج بري ولا "التيار"، ولا يوحي بأن أياً منهما قد تراجع عن موقفه المبدئي.
كما أن التفاهم يتناول الرواتب والتعويضات العائدة الى المياومين.

وأوضحت المصادر أن المشاورات تواصلت ليل أمس لمعالجة ما تبقى من تفاصيل صغيرة، وبالتالي استكمال الصياغة النهائية لـ"تفاهم المياومين"، لافتة الانتباه الى ان مضمون هذا التفاهم، بات في معظمه منجزاً، لكن بعض الاجتهادات التي كانت تطرأ عند البدء بالصياغة المكتوبة، هي التي استوجبت إجراء المزيد من المشاورات لـ"توحيد القراءة".
وعلمنا أن مستشار رئيس الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي دخل على خط الاتصالات أمس، حيث عُقد أكثر من اجتماع في مكتبه لمتابعة النقاش، كما تولى تقديم اقتراحات لتسوية بعض العقد، علماً ان أوساط القصر الجمهوري أكدت لـنا أن الحل بات وشيكاً جداً.

وبينما أكد العماد ميشال عون أن "القضيّة محلولة بالنسبة إلينا، ويبقى الآن البدء بالتّطبيق"، أبلغ الوزير علي حسن خليل "السفير" أن "المفاوضات اتسمت بالجدية، لبلورة اتفاق حول كل القضايا، عبر سلة متكاملة". واضح أن هناك نقاطاً خلافية ما يزال النقاش يدور حولها، "لكننا نقترب من الحل".
وكان رئيس مجلس إدارة "مؤسسة كهرباء لبنان" ومديرها العام كمال الحايك، قد لوّح بـ"التعتيم الشامل"، بعدما فقدت الإدارة السيطرة، على غرفة التحكم في المقر الرئيس للمؤسسة، على حد قوله. وحذر في مؤتمر صحافي عقده في معمل الذوق الحراري، من أن "التعتيم ممكن.. لكن لا نعرف متى". وأشار إلى أن المؤسسة تعمل حالياً بصورة بدائية عبر غرفة التحكم المؤقتة في الذوق.
"لجنة السلسلة"
على خط مواز، تعقد اللجنة الوزارية الموسعة المعنية بملف سلسلة الرتب والرواتب اجتماعاً عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم في السرايا الكبيرة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، للبحث في موضوع سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، على وقع استمرار مقاطعة المعلمين لتصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية، وهو الأمر الذي يبقي عشرات آلاف الطلاب رهينة شد الحبال بين الحكومة والمعلمين.
وقال عضو اللجنة الوزير بانوس مانجيان لـ"السفير" إنه من المتوقع إقرار سلاسل العسكريين والموظفين الإداريين والمعلمين في هذه الجلسة، بحيث لا يعود هناك أي مبرر لتحرك هيئة التنسيق النقابية وتعود الأمور الى مجراها في القطاع العام كله.
 
على صعيد آخر، من المتوقع ان يلقي الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة اليوم، خلال حفل الإفطار المركزي الذي تقيمه برعايته هيئة دعم المقاومة الاسلامية. 
 

السابق
الشرق الأوسط: تشكيل مجلس أمناء للثورة والجيش الحر: نلتزم باتفاقية الأسرى
التالي
الأخبار: أزمة المياومين فُرِجَت: نهاية الملهاة