اعتراضات على إجراءات دار الفتوى في صور

عادت إلى الواجهة أمس، الخلافات في دوائر الطائفة السنية في صور، التي كانت بدأت قبل نحو سنة، مع رحيل المفتي الشيخ محمد دالي بلطة، وتكليف المفتي الحالي الشيخ مدرار الحبال. وكان تعيينه قد أثار جدلاً، في أوساط الطائفة، لناحية «تكليف مفتٍ من خارج المنطقة»، علماً أن المفتيين الحالي والراحل هما من صيدا.

وبعد تحريك عدد من مشايخ الطائفة في صور، منذ ما يقارب الشهر، لموضوع انتهاء مهلة تكليف المفتي، التي كانت محصورة بعام واحد حسب هؤلاء، والتمديد له من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نتيجة رغبة سياسية مشتركة («الجماعة الإسلامية»، و«تيار المستقبل»). واستكمال تلك الخطوة، بتعيين مجلس إداري جديد، وإجراء تغييرات في «أزهر صور»، و«صندوق الزكاة». ووفق المعترضين، صدرت عن «دار الفتوى» قرارات، تمثلت بتوقيف راتبي الشيخين هشام عبد الرازق إمام «مسجد الواسطة» (يقوم وسط مخيم صغير للفلسطينيين شمال الليطاني)، وحسين قاسم إمام «مسجد مخيم البصّ»، وتجميد عمل رئيس «دائرة أوقاف صور الإسلامية» أحمد جودي، وتكليف الشيخ عصام كساب مكانه.

وقد لاقت تلك الخطوات، التي جاءت بعد توصية من «المجلس الإداري»، ومن خلفه إدارة أوقاف صور، بناء لسلسلة من المخالفات الإدارية، وفق ما رفعه هؤلاء إلى قباني، ردوداً من قبل «الجمعية الخيرية الإسلامية» في صور (يرأسها الدكتور خليل جودي)، والشيخين عبد الرازق وقاسم، ومتضامنين آخرين.

ووصف بيان صادر عن المجتمعين، في مركز الجمعية، حضره ممثلون عن مجموعة من العائلات السنية الصورية، وتلاه المحامي رجب شعلان، ما يجري بأنه «وضع اليد على مؤسسات الطائفة وتفريغها من أبناء المدينة ورموزها». وقال: «إن القرارات الجائرة بحق العلماء الناشطين الأوفياء، تمهّد للجرّ على غير مواقع الاعتدال والعيش المشترك، الذي تعودنا عليه ومارسناه طويلاً بالتعاون مع جميع مكونات مجتمع المدينة». وأشار إلى أن «اللقاء ليس دفاعاً عن شخص بعينه، رغم كل ما يحمله تاريخه الوطني والقومي والإسلامي، إنما لوضع الأمور في نصابها ولإفهام من لم يفهم بعد، بأنّ أهالي صور لن يرضوا أبداً بأن يكون قرارهم خارج مدينتهم، وهم وإن ارتضوا بالمفتي الحالي فإنما لامتصاص الأزمة التي نشبت منذ أكثر من عام إثر الوفاة المفاجئة للمفتي الراحل الشيخ محمد دالي بلطة، ولمدة محددة، وبصورة مؤقتة، وعلى أن يكون المفتي المكلف «متوازناً في علاقته عاملاً على المصالحات، ناهضاً بالمؤسسات، مجدداً في أساليب العمل والدعوة. وهذا كله لم يحصل». وأضاف «إنّ صور الوطنية العربية المؤمنة المجاهدة ستقاوم بشدّة محاولات البعض أخذها إلى مواقع تناقض تاريخها الوطني والقومي والإسلامي المعتدل. إنّ الجمعية الخيرية الإسلامية في صور، بعائلاتها المئة، وبأعضائها الخمسمئة، وبكل تاريخها الاجتماعي والإنساني والوطني، تؤكد مجدداً أنها لن تسمح بأخذ قرار المدينة من أهلها ولن يثنيها قرار جائر من هنا، وخطوات اعتباطية من هناك وأحقاد دفينة من هنالك».  

السابق
ضرورة تجهيز مراكز الدفاع المدني في النبطية قبل تزايد الحرائق
التالي
فاشلون.. حتى الاستباحة!