إنها إسرائيل يا غبي


لم يكن الرئيس الاميركي باراك أوباما بحاجة الى تلك الصورة وهو يوقع على ” قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل في العام 2012 ” والذي يتيح لإسرائيل المزيد من المساعدات العسكرية والمالية ، ليثبت نواياه الحسنة والدائمة تجاه المحافظة والالتزام بأمن إسرائيل . فبالرغم من الأزمة المالية التي تعيشها أميركا هذه الأيام ، والظروف المالية الصعبة ، كما جاء في بيان البيت الابيض ، أصر أوباما على تأمين إستمرار التمويل لإسرائيل في العام الحالي من ضمنه ثلاثة مليارات دولار كتمويل عسكري وهو أعلى تمويل في التاريخ الاميركي ، وأعلن عن التزام إضافي تجاه منظومات القبة الحديدية المضادة للصواريخ قصيرة المدى بقيمة 70 مليون دولار .

هذه الصورة التي نقلتها بعض وسائل الاعلام العربية بخجل ومن دون إهتمام وتحليل واسع ، نتيجة الانشغال بأحداث الربيع العربي لا سيما في سوريا ، أرادها أوباما استعراضية أيضاً في الشكل ، من خلال إحاطته بمجموعة من المسؤولين الأميركيين من أصل يهودي أو يهوديي الهوى ، وعلى رأسهم رئيس مجلس ” إيباك” الحالي لي روزينبرغ وسلفه هوارد فريدمان ورئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية الرئيسية ريتشارد ستون ، إضافة الى السيناتور الديمقراطي من أصل يهودي باربرا بوكسر والنائب الديمقراطي أيضاً من أصل يهودي هوارد بيرمان ، وإستعراضية في المضمون من خلال كلامه الذي إعتبر فيه مشروع القانون الذي وقعه بعد توقيع الكونغرس ، بأنه برنامج ” حساس جداً يمنع الهجمات الصاروخية على إسرائيل ” ومشيرا الى ان وزير دفاعه ليون بانيتا سيزور إسرائيل ( وهو وصل اليوم الثلاثاء ) للتداول مع كبار المسؤولين في إسرائيل بشأن كيفية تطبيق قانون توسيع التعاون العسكري وحاجات بلدهم الأمنية .

ٕهذا المشهد الاميركي ، والذي تزامن مع زيارة المرشح الجمهوري ميت رومني الى إسرائيل ولقاءاته مع القادة الإسرائيليين ، التي أرادها أيضاإستعراضية ، في محاولة للحصول على تأييد من بعض الأصوات اليهودية في الانتخابات الاميركية المقبلة ، والمعروفة عادة بتأييدها للمرشح الديمقراطي ، من خلال زياراته ورفع سقف تصريحاته التي أطلقها وأعرب فيها عن دعمه المطلق لإسرائيل . وبالرغم من أنه لم يتعهد بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال إنتخابه رئيساً للولايات المتحدة ، إلا أن مستشاره دان سنور قال ” إن رومني سيحترم موقف إسرائيل في حال إتخاذها قرارا يقضي بشن هجوم على هذه المنشآت ” .

الاعلام الاميركي والإسرائيلي الذي خصص حيزا للنقاش في الانتخابات الاميركية وأهمية الصوت اليهودي إنطلاقا من حركة المرشحين الجمهوري والديمقراطي بإتجاه دعم إسرائيل ، ذهب أيضاً الى الحديث عن الكيمياء المفقودة ما بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، بدءا بملف تجميد الاستيطان وصولا الى إفشال كل المحاولات للتسوية في الملف الفلسطيني الإسرائيلي ، وهو ما حاول رومني إستغلاله في زيارته لإسرائيل من خلال قوله “ ان الجفاء الدبلوماسي العلني بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يعزز قوة أعداء إسرائيل” .

في العام 92 وأثناء حملته الانتخابية الرئاسية ، رفع المرشح الديمقراطي آنذاك بيل كلينتون شعار ” إنه الاقتصاد يا غبي it is the economy stupid ” واعدا بإخراج البلاد من الركود والدخول في سنين من النمو ، اليوم يبدو أن الشعار المطروح بين المرشحين نتيجة الفارق البسيط في إستطلاعات الرأي وهو لم يتجاوز الثلاث نقاط لصالح أوباما ، فإن شعار الحملة بغض النظر عن الفائز سيكون ” إنها إسرائيل يا غبي ” .  

السابق
مياومون…
التالي
رسالة شكر من مرسي إلى بيريز يؤكد فيها العمل من أجل إحلال السلام