يخطبان ود إسرائيل

اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية دفع الرئيس الديمقراطي باراك اوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني إلى اغداق الدعم والتأييد على اسرائيل فالأول سارع إلى التوقيع على منحها سبعين مليون دولار والثاني بالغ في التودد إلى حدّ المزايدة على زعمائها المتشددين ليس مجاملة أورياء فهما ينفذان ما تريده وما يدفع بها إلى مزيد من التعنت في وجه مساعي السلام والحل بدولتين.
ولم يكن لأزمة المنطقة وكيفية تحقيق امتها واستقرارها ولا للاعتداءات المتكررة على قطاع غزة والضفة العربية ذكر في محادثات روميني في تل ابيب إذ انشغل بالكامل بالتأكيد مرة بعد مرة على ان الصديق الأفضل لاسرائيل وانه منحاز بالكامل اليها وصولاً إلى اعتبار القدس عاصمة لها من دون التفات إلى مواثيق ومعاهدات ورأى عام دولي وبإرادة فلسطينية وعربية تقر بأن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد أنكر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ذلك التوجه الذي يضع واشنطن في موقف المشجع على العدوان والرافض لميثاق الأمم المتحدة القائل بمنع احتلال ارض الغير بالقوة اضافة إلى قرار مجلس الامن القاضي بعودة النازحين الى وطنهم.

موقفا اوباما ورومني يعطيان بلدهما صفة اصغر بكثير من مكانته ومساحته وقوته وجعله بما يمتاز به من إمكانات وقدرات يدور في فلك سلطة محتلة وكأن لا يملك حرية الحركة الا بمقدار ما يتفق مع الرغبة الاسرائيلية وعندما تكون الانتخابات الرئاسية رهناً بأصوات اليهود الأميركيين فإنها تفقد ما تدعيه من حرص على الحرية وسيادة الشعوب على أرضها واحترام حقوق الانسان لتتحول من دولة كبرى إلى دولة تدور في فلك من لا يصل عددهم إلى ثلث عدد سكان مدينة اميركية. وهذه ظاهرة لا يرتضيها نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وعندما يعاد انتخاب اوباما او يتم اختيار رومني فإن أيّاً منهما لن يكون مستقلاً بالكامل ما دام مرتهناً لمن وفر له النجاح من اصوات اقل شريحة في شعب يبلغ تعداده اكثر من ثلاثمائة مليون. وهذه ظاهرة لا وجود لها في الدول القوية المستقلة الامر الذي يؤدي إلى خلخلة في النظام المتبع وكيفية ممارسة مبدأ العدل والمساواة نتيجة الدوران في فلك سياسة من يحتل ارض الغير بالقوة، ويملك ترسانة اسلحة دمار شامل ويخطط للعدوان على ما تسعى ايران لامتلاكه لأغراض سلمية وانمائية.

واللافت ان كلا من اوباما ورومني لا يعيران اهتماماً يجب ان يكون مفروضاً وهو الأخذ بعين الاعتبار الدول العربية ذات الامكانات والقدرات المالية والاقتصادية وتسهم في نهضة الولايات المتحدة الاميركية وبروزها بما هي عليه من نفوذ، لذا فإن الحراك المؤثر ايجاباً مطلوب للتأثير على واشنطن كي تدرك ان مصلحتها مع العرب وليست مع اسرائيل، وهذا يحتاج إلى قرار حازم وموحد.  

السابق
الأسد أحرق سوريا ودورها
التالي
هند صبري تكشف عن صورة ابنتها