غارة حلب !

يمثل شهر رمضان للمسلمين القداسة والارتباط بالخالق سبحانه وتنزل البركات والرحمات، كما يرتبط هذا الشهر بالجهاد على مدى التاريخ والانتصار على الأعداء، فقد كانت غزوة بدر التي سماها الله تعالى بالفرقان في رمضان، وكان فتح مكة الذي كان بداية مرحلة جديدة في انتشار الاسلام في رمضان، وكانت معركة القادسية ضد الفرس وفتح بلاد الاندلس ومعركة عين جالوت التي كانت تمثل بداية النهاية للغزو التتاري المرعب في رمضان، ومعركة حطين التي كانت بداية النهاية للغزو الصليبي الحاقد في رمضان، كما كانت حرب 1973 ضد العدو الاسرائيلي في رمضان والتي تمثل المرة الوحيدة التي انتصرت فيها الجيوش العربية على الكيان الصهيوني لولا الخيانات التي لحقتها أيضا في رمضان، والتي دمرت خط بارليف الحصين.

في اعتقادي بأن أسباب تلك الانتصارات لم تكن فقط بسبب الإعداد الكبير بعد توفيق الله تعالى، ولكن بسبب بركة هذا الشهر والطاقة الايمانية التي يعطيها للمسلمين.
(أم المعارك) التي أطلقها النظام النصيري المجرم على هجومه على حلب والتي حشد لها كل ما يقدر عليه من دبابات وطائرات نفاثة وجنود، والتي قدر الله تعالى ان تبدأ في شهر رمضان الفضيل يراها البعض مقدمة لمجزرة كبيرة يرتكبها النظام، وهذا حق، ولكني أرى بأنها ستكون بإذن الله تعالى بداية النهاية لتلك الدولة الشيطانية التي نبتت كما ينبت النبات الضار في منطقة من أبرك المناطق على حين غفلة من أهلها.

أسأل الله تعالى ان تحسم معركة حلب ومعركة سقوط النظام الطاغية قبل نهاية رمضان وأن يفرح المسلمون كما فرحوا في المعارك الرمضانية الماضية.
إن أقصى ما يهدد به النظام الشعب السوري هو باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين إذا تمت محاصرته، لكن الشعب السوري قد حسم أمره وقرر الاستمرار الى النهاية حتى ولو كان الثمن هو التعرض لتلك الأسلحة، كما ان ذلك سيضع الدول الغربية في أحرج المواضع حيث طال تحذيرها من استخدام ذلك السلاح ثم هي تصمت أمام استخدامه ضد شعب أعزل لا يملك الرد عليه.
كل ما علينا هو ان نرفع الأيدي الى الله تعالى ان يمن على الشعب السوري بالنصر على أعدائه في هذا الشهر الفضيل وأن يلحق به حزب الشيطان في لبنان وحزب الملالي في ايران، اللهم آمين.  

السابق
الاحتلال يعزز قدراته التجسسية على الحدود
التالي
السياحة الدينية خارج الحدود اللبنانية.. مستمرة رغم المنع