لبنان تحت عجز الطاولتين!!

ماذا سيطرح مجلس الوزراء على طاولته غداً؟
أكثر من قضية داهمة لا يُعرَف كيف سيتم التعاطي معها:
فغداً هو اليوم الأخير في السلك للقاضي سعيد ميرزا كمدّعٍ عام للتمييز، ثم يُحال على التقاعد. فهل سيشغر المنصب؟ أم سيتم ملؤه بالوكالة أو بالأصالة؟
صباح اليوم سيُصعّد المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان التحدي بإقفال أبواب المؤسسة، فكيف ستتعاطى الحكومة مع هذا التحدي؟
واعتباراً من مطلع هذا الاسبوع ستعاود هيئة التنسيق النقابية تحركها، ما يعني أنّ الأساتذة لن يُصححوا المسابقات. وعليه فإنّ مصير السنة الدراسية المقبلة للطلاب ولا سيما منهم اولئك الذين سيلتحقون بالجامعات، هي على كف عفريت.

هذا في التحديات المعيشية والإدارية والقضائية، لكن هناك تحديات أكثر إيلاماً، وهي الوضع الأمني، فكيف ستتعاطى الحكومة مع قضية الشيخ أحمد الأسير؟ هذه القضية تجاوزت في خطرها حدود صيدا، فهل سيقتصر الكلام على أن لا غطاء سياسياً للتعاطي معها؟
وبالانتقال من صيدا الى طرابلس، الاستقرار في عاصمة الشمال هش جداً، وقد بيّنت الاضطرابات المتقطعة فيها أنّ كلمة السر بإعادة الاستقرار الثابت اليها، لم تأتِ بعد. فكيف سيتعاطى رئيس الحكومة، ابن طرابلس، مع هذا التحدي؟

رئيس الحكومة عائد من لندن، وبعدما تمتّع بروعة إفتتاح دورة الألعاب الاولمبية وسحرها، يعود الى الواقع المرير الذي يعيشه لبنان في كنف حكومته، فكيف سيتعاطى معه؟
قد يقول انّه سهّل عمل الأجهزة من خلال إعطائها داتا الاتصالات، هذا كلام حق يُراد به باطل. فالداتا كانت محجوبة عن الأجهزة منذ ولادة هذه الحكومة، وما إعادة إعطاء الداتا سوى رضوخ للمطلب الشعبي ولا سيما لقوى الرابع عشر من آذار بعدما تصاعدت وتيرة محاولات الاغتيال، مستفيدةً من حجب داتا الاتصالات. إذاً المسألة ليست مسألة كِبَر أخلاق من الحكومة، بل على طريقة مكره أخاك لا بطل.

لكن هل يكفي إعطاء الداتا ليعود فريق 14 آذار الى طاولة الحوار؟
الطاولة هذه المرة ستكون المشاركة فيها أكثر صعوبة، ليس على فريق 14 آذار فقط بل على معظم الأفرقاء، والدواعي أمنية. فالطاولة هذه المرة، إذا انعقدت، ستكون في بيت الدين، المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية. فمَن مِنَ الأقطاب المهددين أمنياً سيتوجّه الى بيت الدين؟
هكذا، قد يمرّ شهر آب من دون حوار، وكذلك سيمر من دون أي مقررات بارزة تصدر عن طاولة مجلس الوزراء، وفي ظل عجز الطاولتين يبقى المواطن اللبناني أسير مأزق السلطة التنفيذية.  

السابق
العرب المكروهون!
التالي
لماذا تأجيل إعلان وفاة النظام؟