اليوم تصعيد في ملف المياومين، وتصعيد في ملف الاساتذة وموظفي القطاع العام، وتصعيد في صيدا، وتصعيد في ملف العلاقة بالجيش، وتصعيد في ملف المخطوفين. ووسط كل هذا الضجيج ينعقد مجلس الوزراء اليوم وغدا للبحث في قانون للانتخاب، وعلى جدول أعماله مشروع وحيد أعده وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، يعتمد على النسبية في عشر محافظات، يرفضه النائب وليد جنبلاط، فيما لم تنه لجنة بكركي الاتفاق على مشروع يرضي المسيحيين. ويتركز عمل اللجنة، استنادا الى معلوماتنا، على مشروعين: الاول دوائر صغرى عددها نحو خمسين، والثاني يعتمد النسبية في دوائر متوسطة يبلغ عددها 15. والمشروعان يحسنان التمثيل المسيحي الى ما بين 51 و56 نائبا ينتخبون بتأثير مباشر للصوت المسيحي. وستضع اللجنة اللمسات الاخيرة على المشروعين الاربعاء المقبل لرفعهما الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وتخوف معنيون من ان "ترحّل" الحكومة المشروع الى مجلس النواب لـ"تفكيكه" هناك.
الجيش – المرعبي
الى ذلك، برز امس بيان عنيف لقيادة الجيش (في اطار القرار الذي اعلنته بالتخلي عن الصمت) ردت فيه على النائب معين المرعبي ومن خلاله على كتلة "المستقبل" النيابية. واذ دعت المرعبي الى عدم "استغلال" حصانته النيابية، لوحت باللجوء الى القضاء المختص" كونه يصر على مواصلة افتراءاته من دون رادع". وسأل بيان الجيش" الكتلة النيابية التي ينتمي اليها" عن موقفها " من الافتراء والتجريح بحق المؤسسة العسكرية وقيادتها".
وكان المرعبي تحدث امس الى اذاعة "لبنان الحر"، فقال انه "يتم تهجير أهالي عكار من منازلهم والجيش لم يحرك ساكنا"، مشيرا الى ان "الجيش ليس لديه تعليمات ان يطلق النار عليهم"، مؤكدا ان "منطقة عكار تتعرض للقصف بشكل يومي والحكومة تتفرج على شعبها يذبح يوميا".
واضاف ان "قائد الجيش جان قهوجي انسان فاشل وهو مسؤول عن كل الاخطاء والفتن وكلامه لا طعم له"، لافتا الى انه "موظف يجب ان يقوم بواجبه وهو يستخدم المؤسسة ليصل الى رئاسة الجمهورية".
صيدا الأسيرة
وفي صيدا التي انفرط سريعا عقد اتفاقها ولم يصمد يومين، ارجىء الاضراب العام الشامل اليوم، واتهم النائب اسامة سعد الامين العام لـ "تيار المستقبل" احمد الحريري بأنه يتفاوض مع الشيخ احمد الاسير "ويبرم الصفقات معه". واذ تعذر الاتصال بالحريري امس، افادت معلوماتنا ان الخلاف وقع على خلفية بيان مشترك أصرت فيه "الجماعة الاسلامية" على التنديد بكل التجاوزات في المدينة بما فيها ارتكابات لانصار سعد و"التنظيم الشعبي الناصري". وازاء رفض الاخير الاقتراح، صار عدم اتفاق.
ولكن في المحصلة بدا الشيخ الاسير اقوى من محاولة الاتفاق الصيداوي عليه، وأسرّ الى محدثيه امس بأنه ذاهب الى تصعيد.
المياومون والاساتذة
حياتياً، بدا ان الاتصالات على خط عين التينة – الرابية لم تثمر الغاء التصعيد، وإن ظهرت مؤشرات لامكان الحل بتفويض المياومين رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، القريب من الرئيس نبيه بري، اجراء مفاوضات لمعالجة قضيتهم، بالتنسيق مع وزير العمل سليم جريصاتي، وهو ما اكده غصن لـ"النهار". وعلى رغم التخوف من مواجهة في حرم المؤسسة اليوم قد تكون الاخيرة، علمنا ان فتيل التفجير قد سحب مع سحب الفواتير من المؤسسة الجمعة، تمهيدا لتوزيعها على شركات مقدمي الخدمات اليوم. وسيعقد المياومون اجتماعا صباحيا لتقرير الخطوات التالية.
وفي ملف الاساتذة، قال مصدر وزاري لـنا إن الحكومة لن تخضع للابتزاز ولن تبحث في سلسلة الرتب والرواتب تحت الضغط وقبل البدء بتصحيح الامتحانات. في المقابل، اكد المعلمون انهم لن يقبلوا بسلسلة رتب ورواتب جديدة يجري اعدادها حاليا.
وعلمنا ان على جدول اعمال الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس المقبل (ارجئت من الاربعاء بسبب عيد الجيش في الاول من آب) ملحقاً ببند واحد يهدف الى اعطاء وزارة التربية سلفة خزينة بقيمة 200 مليار ليرة لتغطية نفقات اعطاء اساتذة التعليم الاساسي في القطاع الرسمي أربع درجات استثنائية.
وفي البنود الـ 45 المدرجة ايضا اصدار وزارة الاتصالات طابعاً بريدياً خاصاً بذكرى عميد "النهار" الراحل غسان تويني.
المخطوفون
وفي تحريك جديد لملف المخطوفين الـ 11 في سوريا، اكد المتهم بالخطف عمار الداديخي لقناة "الميادين" ان اي تفاوض لم يحصل معه لاطلاقهم من الجانب التركي. فيما تحدث عدد من المخطوفين في شريط مصور للـ"ال بي سي " وحمّل احدهم علي عباس السيد حسن نصرالله المسؤولية لانهم "ضحايا السياسة الفاشلة لمن رفض الاعتذار من الشعب السوري". ولم تتّضح "المصادفة" التي اظهرت الخاطف والمخطوفين اعلاميا في وسيلتين اعلاميتين معا.
