اللواء: ثلاث جلسات لمجلس الوزراء والعمالي على خط المياومين

يمكن اعتبار الاسبوع الطالع اسبوع اختبار جديد لمدى قدرة الحكومة على مجابهة التحديات الامنية والاحتجاجية والمطلبية والتشريعية، بعدما تأكد ان مجلس الوزراء سيعقد ثلاث جلسات بدءاً من اليوم الاثنين، مخصصة لمناقشة سلسلة من المواضيع تبدأ بقانون الانتخاب ولا تنتهي بإقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام من اساتذة واداريين تمهيدا لانهاء مقاطعة تصحيح الامتحانات واصدار النتائج، هذا في وقت دخل فيه رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن على خط الوساطة في قضية مياومي الكهرباء، منعاً لاحتكاك خطير اليوم بين المعتصمين وادارة المؤسسة والشركات، حيث سيتم تسليم فواتير الجباية واطلاق ورشات تصليح الاعطال.

وكشفت مصادر قريبة من المشاورات التي جرت بين فعاليات صيدا لا سيما السياسية منها، ان المساعي التي جرت مع الشيخ احمد الاسير، في ضوء تعهد الحكومة ممثلة بوزير الداخلية مروان شربل ايصال الاتصالات إلى نتائج ايجابية، ستصل إلى نهاية سعيدة تسمح برفع الاعتصام، واعادة فتح الطريق الشرقي التي تربط مدخل صيدا الشمالي بالجنوب.
وقالت هذه المصادر انه حرصاً على عدم وضع الشيخ الاسير في الزاوية، ارتؤي تمديد مهلة المساعي، في وقت تشدد فيه القوى الامنية من منع تمدد الاعتصام لئلا يأتي الاضراب الذي كان مقررا اليوم بنتائج سلبية تدفع الموقف إلى التأزم.

وجاءت هذه المساعي على صعيد وضع صيدا، في وقت خطت فيه المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاعادة فريق 14 آذار إلى جلسة الحوار المقررة في 16 آب، خطوة متقدمة، تمثلت بحل قضية اعطاء "داتا" الاتصالات للأجهزة الامنية، وفق ما كان هذه الفريق يطالب به من ضمن لائحة "مستلزمات" طالب بها، من بينها ايضا حماية قادة 14 آذار وتوضيح موقف حزب الله من الحوار.
وابدت مصادر 14 آذار امس، امتنانها للدور الذي اداه رئيس الجمهورية في حل قضية "الداتا"، معتبرة ان هذا الامر يشكل خطوة اساسية في مسار تحقيق العدالة والقبض على المجرمين او الذين يديرون محاولات الاغتيال.
واستغربت المصادر ما وصفته بمحاولات وزير الاتصالات نقولا صحناوي تسخيف دور IMSI في التحقيق، مؤكدة ان خصوصية المواطن محفوظة بالكامل، خصوصا انه لا امكانية عبر "الداتا" المقدمة للتنصت او مراقبة الرسائل النصية.
وكان صحناوي الذي أعلن وضع "الداتا" بتصرف الاجهزة الامنية بناء لقرار الهيئة القضائية المختصة، قد اتهم فريق 14 آذار بوضع عينه على الانتخابات، مشيرا إلى ان اتهام الحكومة بتغطية المجرمين لم تعد محمولة، والى ان IMSI لا يساعد في التحقيق، وان ما جرى في موضوع "الداتا" مخالف القانون، لكنه برر اعطائها "بالضغط الذي لم يتوقف من قبل 14 آذار"، معتبرا بأن الشعب اللبناني هو الخاسر الاكبر، لان خصوصياته باتت مستباحة.
وسبق امتنان 14 آذار للرئيس سليمان، تحية وجهها الرئيس فؤاد السنيورة واصفاً الخطوة بأنها "مهمة على صعيد العمل المسؤول من الحكومة بعدما تدخّل رئيس الجمهورية"، مشدداً على أن يستمر هذا الأمر "بشكل متواصل وتلقائي".
ولفت السنيورة إلى أنه يتابع مع الرئيس سليمان موضوع الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي "لنرى مدى التقدّم الجاري ليصار البحث بشكل جدي باستئناف الحوار".
ومن المقرر أن يعقد قبل جلسة مجلس الوزراء اليوم اجتماع وزاري – أمني برئاسة الرئيس سليمان في بعبدا، لتقييم الآلية التي اعتمدت لإعطاء "داتا" الاتصالات الى الأجهزة الأمنية.

أما الجلسة فقد أضيف إليها جلسة أخرى للحكومة ستعقد غداً في بعبدا مخصصة للبحث وإقرار قانون الانتخاب، في حال لم يتمكّن الوزراء في جلسة اليوم الانتهاء من دراسة هذا الموضوع، نظراً لأهمية الموضوعات التي ستطرح من خارج جدول الأعمال والمتصلة بالوضع في صيدا وإضراب مياومي الكهرباء.
وأوضح مصدر حكومي أن جلسة ثالثة لمجلس الوزراء ستعقد يوم الخميس المقبل، وستكون عادية، وستبحث في جدول أعمال مؤلف من 54 بنداً أضيف إليها بند جديد أمس، بإعطاء سلفة لوزارة التربية لدفع 4 درجات لأساتذة التعليم الأساسي.
ولفت المصدر إلى أن سلسلة الرتب والرواتب ليست مدرجة على جدول الأعمال، باعتبار أن هذا الموضوع سيدرس في اجتماع اللجنة الوزارية يوم الأربعاء المقبل، وفي حال تمكنت اللجنة من إنجاز تقريرها في هذا الشأن، بحسب ما تأمل هيئة التنسيق النقابية التي ستلتقي اليوم وزيري المال والتربية، فيمكن إصدار السلسلة في جلسة الخميس، وعندها، سيعود المعلمون الى مباشرة تصحيح الامتحانات، تمهيداً لإصدار النتائج الرسمية يوم الأحد، وفق ما أعلن عضو هيئة التنسيق حنا غريب، الذي أكد أن المعلمين يحتفظون بحق التصعيد في حال لم تقرّ السلسلة، وأنهم ضد فرض ضرائب على الأهالي، "وأن يعطونا بيد ليأخذوا منا بيد أخرى".

قضية المخطوفين
تزامناً، طرأ تطور جديد في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، تمثل في الكشف عن هوية احد الخاطفين ويدعي "ابو ابراهيم" الذي تنقل بالصوت عبر قنوات "الميادين" و"L.B.C" و"الجديد" معلناً مسؤوليته عن الخطف بعدما تمكن مراسل صحيفة "نيويوركر" الاميركية من الكشف عن هويته، ومقابلته ثلاثة مخطوفين في مكان احتجازهم الذي يبعد نحو 35 كيلومتر عن الحدود التركية.
ولفت "ابو ابراهيم" إلى ان لا حاجة لوساطة احد من اجل اطلاق المخطوفين الذين رفض تسميتهم بالرهائن بل "بالضيوف" مشيرا إلى انه يمكن التفاوض مع الحكومة اللبنانية مباشرة، ومعرباً عن أمله في ان يتم الافراج عن المخطوفين في وقت قريب.
واللافت انه سمح خلال هذه المقابلات الصوتية بالتواصل مع مخطوف او اثنين، وهما ابديا عتبهما على الحكومة وعلى القيادات اللبنانية، إلى حد دفع بأحدهما حسين عباس إلى القول "نحن ضحية السياسة الفاشلة لمن رفض الاعتذار"، في اشارة واضحة إلى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وفي جديد الوضع الامني على الحدود اللبنانية – السورية شمالاً سقوط 4 قذائف ليلاً من الجانب السوري إلى بلدة جنين وعمار البيكات في عكار، اتبعت بسقوط 7 قذائف على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير.  

السابق
ميقاتي مرجعية السلفيين؟!
التالي
الشرق الأوسط: المعلم يهدد من طهران والجيش الحر صامد في حلب