الاخبار: أزمة المياومين: لقاء ليليّ لتفادي التفجير

تزدحم أجندة الأسبوع الطالع بمواعيد سياسية وأمنية ومطلبية، أبرزها موضوع تسليم داتا الاتصالات إلى الأجهزة الأمنية، ومتابعة درس قانون الانتخابات في مجلس الوزراء اليوم، فضلاً عن قضية المياومين التي عات إلى الواجهة من باب مؤسسة كهرباء لبنان اليوم

عادت قضية مياومي مؤسسة كهرباء لبنان لتتحول إلى فتيل تفجير في فريق الأكثرية. فبعدما وصلت المفاوضات غير المباشرة بين الرئيس نبيه بري وتكتل التغيير والإصلاح إلى الاتفاق على حلول لجوهر الأزمة، والانتقال إلى البحث في شكل إخراج الحل، عادت القضية إلى التعقيد، لتصل إلى ذروتها مع المواجهة المرتقبة في مؤسسة كهرباء لبنان اليوم. وحتى ليل أمس، كانت الأجواء تشير إلى إمكان حصول تفجير ميداني يتحول إلى انفجار سياسي داخل مكونات الأكثرية، قبل أن يجمع النائب سليمان فرنجية ليلاً الحلفاء في منزله، في اجتماع ضمّه إلى الوزير السابق يوسف سعادة ووزير الطاقة جبران باسيل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. وأكدت مصادر المجتمعين أنهم اتفقوا على تحييد مفاوضات الحل عن تحركات اليوم، «لكن مع الخشية من توسع رقعة التحركات وتفاقمها بطريقة تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاتفاق على الحل». وأكدت المصادر أن الأجواء إيجابية، وتم التوصل إلى أكثر من صيغة نهائية للحل، لناحية معالجة قضية القانون الذي صدر عن مجلس النواب لتثبيت المياومين، لكن هذه الصيغ بحاجة «إلى لمسات الرئيس نبيه بري» لإخراجها إلى الضوء. وأكدت المصادر أن الأزمة صارت بحكم المنتهية، «لكن الخوف هو من استمرار الاعتصام، وإمكان تدهور الأمور نتيجة أي خطأ غير مخطّط له».

على صعيد آخر، يبحث مجلس الوزراء في جلسته قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا، مشروع قانون الانتخاب. وأعلن وزير الداخلية مروان شربل لـنا أنه سيطلب في الجلسة استكمال البحث في المشروع الذي سبق أن رفعه الى مجلس الوزراء، والقائم على أساس النسبية. وأشار إلى أن المجلس سيتابع البحث من حيث توقف، أي عند الفصل الأخير المتعلق بتحديد الدوائر، وإذا لم ينته البحث اليوم، وهو الأرجح، فإن المجلس سيواصل البحث فيه غداً الثلاثاء.

وعما سيكون عليه موقف كتلة النائب وليد جنبلاط، التي سبق أن تحفظت على النسبية، أجاب «جنبلاط رفض في الأساس النسبية، ولا اتصالات معه لنعرف ما سيكون موقف وزرائه». ولم يستبعد الذهاب الى التصويت إذا تعذر حصول توافق على المشروع. ولفت الى أن لجنة بكركي أبدت موافقتها على النسبية، لكن بالنسبة الى الدوائر ثمة أفرقاء يتحفظون على بعض أشكالها. وعلى كل حال، فإن المشروع سيذهب الى مجلس النواب، وفي استطاعة أي فريق حينها الاعتراض أو الموافقة عليه.
وسبق لجنبلاط أن أكد لـ«الأخبار» أنه سيقبل أي نتيجة يتوصل إليها مجلس الوزراء في ملف قانون الانتخابات. أما في مجلس النواب، فسيعترض على النسبية. وماذا، لو وقع المحال وتوافقت كل القوى السياسية على النسبية؟ يضحك جنبلاط عند سماعه فرضية كهذه، مجيباً: «ماذا سأفعل؟ سأقبل ديموقراطياً بالخسارة».

اجتماع الداتا
كذلك يعقد في قصر بعبدا، اجتماع حكومي أمني لبحث موضوع داتا الاتصالات، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المعنيين ورؤساء الأجهزة الأمنية، استكمالاً للاجتماع المماثل الذي انعقد في الحادي والعشرين من شهر تموز الجاري.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الاتصالات نقولا صحناوي أنه جرى تسليم «داتا شركة «تاتش»، على أن تسلّم شركة «ألفا» الداتا الخاصة بها اليوم. وأكد أن الـ «imsi» لا يساعد في التحقيق، وما جرى في موضوع الداتا يخالف القانون، لافتاً إلى أن خصوصيات الشعب اللبناني هي الخاسر الأكبر لأنها باتت مستباحة».

بيت العنكبوت أكثر وهناً
على صعيد آخر، أعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وجه برقية الى الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في ذكرى حرب تموز، أكد فيها أن «حرب الـ 33 يوماً تشكل فتح الفتوح بالنسبة إلى المقاومة في لبنان والمنطقة». ورأى أن «اليوم، بات بيت العنكبوت أكثر وهناً من أي وقت آخر، وباتت جبهة المقاومة والممانعة أكثر قوة ورسوخاً من أي زمان آخر».
في مجال آخر، وجّه رئيس تيار التوحيد وئام وهاب رداً لاذعاً إلى النائب وليد جنبلاط، موضحاً «أنني لم اتهمه حتى الآن بمحاولة اغتيالي، لكن تصرفاته تشير الى أنه يقف وراء الحزبيين الذين حاولوا تجنيد الشاب راغد عيد الذي اعترف بكل التفاصيل بالصوت والصورة». وأكد وهاب أن لديه «صداقة ندية مع الجميع، لا صداقة دونية». وأشار الى أنه لا يعرف «من أين اخترع جنبلاط كلامي عن مكاتب في الجبل لتخريب أمن الجبل وبأوامر من رستم غزالي. ففي اللقاء مع بهيج أبو حمزة، كان هناك صديقان لجنبلاط ويعرفان أن هذا الكلام غير صحيح». وأكد أنه ليس ممن يوبخه «لا السوريين ولا غيرهم ولم أشتم في مكاتب علي دوبا ولا في مكتب عبد الحليم خدام ولم ترفع الشحاطة يوماً في وجهي من قبل علي دوبا، ولو تجرأ السوريون وتوجهوا لي بكلمة غير مؤدبة لما كنت أزور دمشق». وشدد على أنه لم يستجد «أحداً ليؤمن لي زيارات للسعودية ولا لغيرها لأن كرامتي الدرزية لا تسمح لي بأن أمارس الاستجداء».

خاطف اللبنانيين في حلب: هم أحبّوا البقاء عندنا
على صعيد آخر، ظهر المخطوفون اللبنانيون في حلب، أمس، على شاشة قناة «الميادين» الفضائية، في تسجيلات صوتية، فضلاً عن ظهور أحد خاطفيهم بالطريقة ذاتها، على القناة نفسها وقنوات أخرى. وقال الأخير، ويُدعى أبو إبراهيم: «إنهم (المخطوفون) ضيوف عندنا، ونحن قلنا لهم اذهبوا، لكنهم أحبوا البقاء لدينا! وبالعموم قريباً جداً سيصلون إلى أهاليهم». وفي الاتصال الهاتفي ذاته، تحدث المخطوفان علي عباس وعلي زغيب، فذكر الأول أنهم موجودون في أعزاز في مدينة حلب وبصحة جيدة، محملاً مسؤولية ما يحصل «لمن رفض الاعتذار وللفاشلين الذين يجلسون على الكراسي». أما زغيب فقال: «نحن من الشعب السوري والموجودون لدينا أكثر من إخوة».
إلى ذلك، أكد المخطوف عباس شعيب أنه ومن معه بخير. وفي هذا الإطار، استغرب قريب أحد المخطوفين هذه التصريحات، التي هي برأيه «صادرة تحت الضغط حتماً، أو هي كما يقال نتيجة ما يعرف بعارض ستوكهولهم، حيث يتضامن المخطوف مع خاطفه، وهذه حالة نفسية ربما تكون أصابت بعضهم فعلاً». ويضيف الشخص نفسه: «لا نريد أن نكثر من الحديث في الإعلام، ولكن ما يمكن أن أؤكده أن الجهة الخاطفة تعلم أن المسألة بدأت تفلت من يدها، وأن الحل اقترب كثيراً، ولهذا يظهرون كثيراً في الإعلام في الآونة الأخيرة، وكأنهم باتوا يستنجدون منا في لبنان أن نتواصل معهم، في ظل تجاهلهم من قبل قيادتنا ومرجعياتنا، وعلى كل حال، لينتظر الجميع أياماً قليلة وسيكون هناك بشرى خير نحن موعودون بها».  

السابق
خراب سوريا حيث لا ينفع الدم
التالي
كرم شخص غير مرغوب فيه