ميقاتي مرجعية السلفيين؟!

كشفت حركة الشيخ احمد الاسير من اعتصامه وبعض مناصريه على مدخل صيدا الجنوبي، انه يمثل ظاهرة تتنامى في مدينة صيدا ومخيماتها، وهي تكتسب حضورها وقوتها من مواقفها الداعمة للثورة السورية من جهة، وجرأتها على المسّ بما اعتبر مقدساً سياسياً لدى الشيعية السياسية. وفرضت حركة الاسير التي فاجأت المراقبين لجهة عجز القوى الامنية والجيش فضلا عن الحكومة مرورًا بالفاعليات الصيداوية عن وضع حدٍّ لها، تحدياً على الجميع عبر استمرارها منذ اكثر من شهر في اغلاق احد مدخلي الجنوب في صيدا.

وأكثر من ذلك، كشفت حركة الاسير ان هناك من يدعمها سياسياً ومعنويًا على المستوى اللبناني وفي صيدا تحديدًا. وعلى مستوى الدعم المادي يتداول ابناء صيدا اسم احد التجار الكبار في المدينة الذي يتولى مدّ الاعتصام بمستلزماته المادية وحاجيات ناسه اليومية فيما يساهم آخرون من اقرانه، من دون أن تتضح ما إذا كانت هناك جهة خارجية. ودعم بعض التجار يحيله بعضهم الى تداعيات انتخابات غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب التي استطاع الرئيس نبيه بري بالتحالف مع حزب الله ديمقراطياً الفوز برئاستها سياسيًا عبر رئيسها الحالي محمد صالح، بعدما كانت رئاسة غرفة الصناعة والتجارية غير منخرطة في الصراعات السياسية خلال رئاسة محمد الزعتري. وفي معركة اتخذت للمرة الأولى سمة مذهبية سنية –شيعية.

ومن ابرز ما حققه تحرك الاسير كما يروي بعض مناصريه، أن أبناء مدينة صيدا لمسوا تراجعًا في ظاهرة الاستفزاز التي كانت تمارس من قبل جهات من خارج المدينة او محاذية لها ضد ابناء المدينة مستقوية بالسلاح، كما لاحظوا أن حضور حزب الله في المدينة أصبح أقل علانية مما كان في السابق، وصار يستعين ببعض المشايخ الذين نشطوا على مستوى إصدار المواقف المنددة بحركة الاسير. فيما شددت مصادر قريبة من الاسير على انه المرحلة المقبلة سيبقى مصراً على مطلب نزع السلاح غير الشرعي مشيرا الى وجود اكثر من خمسين شقة في مدينة صيدا وضواحيها تعجّ بالمسلحين التابعين لحزب الله مباشرة وهذا امر لن نقبل به وسنواجهه.

في الامس فشل اجتماع بلدية صيدا لجهة الاتفاق على اعلان الاضراب في المدينة اليوم، الحركات الاسلامية القريبة من الاسير في المدينة وفي مخيم عين الحلوة تتحرك والرئيس نجيب ميقاتي يدعم حركتها من اجل انضاج الحل. وعلى هامش معالجة قضية الاسير لوحظ ان الرئيس ميقاتي مهتم ببناء جسور الثقة مع اكثر من جهة اسلامية لبنانية وفلسطينية خصوصا السلفيين منهم وهي جهات المشترك في ما بينها كما ظاهرة الاسير أنها تفتقد الى مظلة سياسية. كما نجح في طرابلس نسبيا يتوقع ان ينجح الرئيس ميقاتي في إنهاء اعتصام الاسير بعون بعض رموز هذه المجموعات الاسلامية التي الفته والفت التعامل معه وتحتاجه ويحتاجها والمناسبات جمّة.
 

السابق
العراق وسورية ومسألة اللاجئين والأخلاق
التالي
اللواء: ثلاث جلسات لمجلس الوزراء والعمالي على خط المياومين