نصرالله: أنا نبيكم الجديد اتبعوني

"نحن قوم نناصر الحق ولأننا هكذا نسير دائما على طريق النصر" بهذا الكلام خاطب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جمهوره المحتشد في حفل تخرج أبناء الشهداء … ولطالما ان حزب الله تغنى بأنه مناصر للحق والحق نصير له…

كلام السيد الأخير لم يختلف عن سوابقه بالجوهر فمنذ العام 2006 والحزب والسيد يكرران نفس الكلام الذي لا يحوي سوى التخوين والاستعلاء، لكن هذا الكلام أتى بمنحى مختلف اذ تحول السيد عن تهديد العدو الاسرائيلي والتبشير بالممتلكات العسكرية الجديدة للمقاومة ليعيد انتاج الحزب وجمهوره من جديد، إذ ركز في كلامه على كيفية شد اواصر المحازبين ورفع معنوياتهم سواء باللجوء الى القيم الدينية أو الى الكلام عن العربدة والسكر والمخدرات.

وقدم السيد نصرالله عرضا عن أهمية الشهادة والسير على دربها قائلا:" إن أتباع الانبياء كانوا جميعهم يندفعون هكذا الى الشهادة". فالسيد وصف نفسه بأنه نبي طالبا من مناصريه إتباعه أيا كان الطريق فهم يسيرون على نهج الشهادة.

في الكلام عن الحق شدد نصرالله على مناصرته دوما وهذه المناصرة تجلت في دعم نظام يقتل شعبه، ويتجسد بحرمان شعب يطالب بالحرية والكرامة من أدنى حقوقه، فهل تكون مناصرة الحق تخضع لما تقتضيه المصالح السياسية؟

يستخدم السيد في حربه السياسية الكلام عن حرب تموز فإن اراد مهاجمة خصومه السياسيين يتهمهم بالتخوين، وإن أراد استنهاض عزيمة المناصرين والمحازبين يعود للغة المؤامرة الكونية التي تعرض لها الحزب في تلك الحرب.

لا شك ان هذا الكلام للسيد تدنى عن مستوى كلامه المعهود ولا شك أن هذا يعود نظرا للظرف العصيب الذي تمر به المنطقة عموما وبيئة الحزب خصوصا ولا شك ايضا أن ليس لدى السيد من شيء جديد ليقوله فذهب للحديث عن المخدرات والسكر والعربدة.

تكلم السيد عن ان هناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل للاستخفاف بقيم المقاومة والشهادة، ولكن ليس عرض قناة المنار لمقطع فيديو لنائب زعمت انه يتعامل مع الضباط الاسرائيليين وينسق معهم ومن ثم يقوم السيد نصرالله باستقباله أليس هذا هو الاستخفاف بقيم المقاومة بعينه؟ وليس هذا هو ضرب لصدقيتها؟

اما في الكلام عن أن الأعداء يريدون ضرب قيم المقاومة والحزب، فليس من يأسر طائفة بأسرها في خيار سياسي يعارض للتطلعات الشعب العربي ومناهض لثورة شعب أراد انتزاع حريته وكرامته هو من يضرب قيم المقاومة والتحرر؟ وليس من يسكت عن الإفراج عن العميل فايز كرم لأجل مصالح سياسية هو من يخون دماء الشهداء؟

وينتقل السيد الى الكلام عن أن الأمن والأمان يسودان لبنان اكثر من نيويورك وواشنطن، لربما ان السيد يعتبر أن النائب بطرس حرب الذي تعرض لمحاولة اغتيال وتشير التحقيقات الى ان محضريها احدهم ينتمي الى حزب الله والحزب رفض ارساله للتحقيق معه ليس لبنانيا أو لا يعيش في لبنان أو ربما لبنان بالنسبة للسيد يختصر بالضاحية.. وأيضا في الكلام عن الامن فهل يتجلى الاستتباب الأمني بقيام مجموعات محسوبة على الحزب سياسيا أن تقطع طريق وزارة الداخلية وتقوم باستعراض عسكري أمامها في اليوم الذي أعلن فيه عن خطة أمنية تستمر شهرا؟ وكيف تفسر سرقات المصارف وحالات النشل على الطرقات؟

ومن الحديث عن الامن ذهب السيد الى الحديث عن المخدرات والسكر والعربدة، فأين أصبحت قضية الكبتاغون والتي يرأسها أخ نائب في كتلة الوفاء للمقاومة وشريكه شيخ معمم ينتمي للحزب؟ وليس من يتدخل لدى القضاء اللبناني لتأجيل التحقيق مع الموقوفين في هذه القضية هو محام ينتمي للحزب؟ وما الهدف من هذا التأجيل؟ ومن يمتلك معامل لتصنيع الحبوب المخدرة وتصديرها الى سورية والعراق والسعودية الخ… وفي أي مناطق جغرافية تقع هذه المعامل؟ وكم من إشكال حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت بسبب المخدرات وكم من قتيل ذهب ضحيتها؟ وهل من يكلمنا عن شبكات المخدرات في الضاحية وبيوت الدعارة؟ وأين أصبحت حملة النظام من الايمان التي اطلقها السيد قبل عامين أو ثلاثة؟ وما الذي يمنع الدولة من القيام بواجباتها إزاء هذه الامور؟

كذلك تحدث السيد عن إنطلاقة المقاومة وانهم كانوا قلة قليلة اتهمت بالجنون وبالتأكيد ما أراد السيد الرمي إليه هو انهم مطلقو المقاومة قاطفا جهود وتضحيات ونضالات الفصائل الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي زرعت بذور التحرير.

من المؤكد ان هذا الكلام لا ينم سوى عن محاولة لتعزيز الالتفاف الشعبي حول الخيارات التي يتخذها الحزب وتتنافى مع مسار التاريخ وتتناقض مع منطلقاته المعلنة في زمن الحرية والتحرر.  

السابق
إلى طغاة العرب!
التالي
تهديدات اسرائيل في رؤية “حزب الله” لا تشي