إلى طغاة العرب!

الحرية، وما أدراك ما الحرية، بها يحيا الإنسان وعليها يموت، كم طاغية متجبر ذهب إلى مزبلة التاريخ، تلحقه لعنات الأولين والآخرين، لأنه استعلى في الأرض، وظن أنه حاز ملك سليمان! لماذا العرب، ودون غيرهم، من يعانون من سطوة الحكام، وطغيانهم وتكبرهم، حتى بات الواحد منهم ينظر إلى شعبه نظرة الراعي إلى القطيع، استعباد ما بعده استعباد، الأرض ومن عليها ملك لجلالته أو لفخامته أو لسيادته، أو أو، من الألقاب التي لن تشفع له يوم يأتي وحيدا ذليلا بين يدي الواحد القهار، الذي أغرق فرعون في البحر، ادعى الألوهية، فكانت عاقبته ماتعلمون!
ألا ليت حكام العرب، ينظرون إلى الذي زهد في السلطة، وكانت تحت يده، ولم يزهد في الحكم فقط، وإنما في الدنيا بأسرها، وذهب إلى رحاب الدعوة الصافية، بعيدا عن الغلو والتكفير، يعمل بصمت وهدوء، دون ضجيج إعلامي، أو دعايات، إنه المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الذي قاد الانقلاب على الطاغية السوداني جعفر نميري، وسلم السلطة في ستة أشهر بالتمام والكمال، فهل نرى من القادة العرب من يتعظ ويتدبر، ويعلم أن الحياة فانية، ويعلم أن أمامه حسابا شديدا، وأن الدنيا دقائق وثوان كلمح البصر، يا من تزعم أنك تحب شعبك، ترجم أقوالك إلى أفعال، لعلك تحظى بدعوة في منتصف الليل، تدعو لك، تكون لك ذخرا عند الديان الذي لا يموت، ويعم خيرها إلى سابع جيل من ذريتك، فهل أنتم متعظون يا قادة العرب، أم انكم في طغيانكم سائرون؟!
* * *
ذهب الآلاف من شعبه ضحية بطشه، وإجرامه، ولم تتبق لديه أدنى ذرة من المشاعر الآدمية، في النهار يقتل، وفي الليل يقتل، وفي رمضان الذي أنزل فيه القرآن، يقتل، مسيرة دم مستمرة، فهل يظن سفاح الشام، أنه مخلد في الأرض، ألم ينظر إلى العراق كيف كانت عاقبة صدام، وإلى النهاية البشعة التي انتهى إليها معتوه ليبيا، الكل ضدك، حتى أقرب مقربيك تخلى عنك، ومن كنت تستند إليهم ذهبوا إلى الجحيم وبئس المصير، جزاء ما ارتكبته أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء، ألم تتعظ من موتهم، أم في العمر بقية، هكذا تسول لك نفسك؟!   

السابق
دجاج إيران وأسطول البلطيق
التالي
نصرالله: أنا نبيكم الجديد اتبعوني