قصة.. الأحدب والكوكايين

لم يكن أحد ضباط مكتب مكافحة المخدرات المركزي يتوقع أن ينتهي تحقيقه مع مروّج مخدرات في وجه النائب السابق مصباح الأحدب. بدأت القصة عندما أوقفت الشرطة مروّج مخدرات ضمن نطاق بيروت، حيث أودع نظارة مخفر حبيش. في تلك الأثناء، رنّ هاتف المروّج فأجاب عليه رتيب التحقيق. الاتصال من فتاة لهجتها غريبة. ذكّرت بأنها التقته قبل عدة أشهر في ملهى ليلي. هنا أيقن رتيب التحقيق أنها لم تكتشف هويته. فجاراها إلى أن أخبرته أنه في تلك السهرة أعطاها «شي طيّب»، تُريد منه اليوم «3 غرامات».

وتبيّن أنها كانت تقصد مادة الكوكايين. سألها عن المكان الذي سيلتقيها فيه لتسليمها طلبها. فطلبت إليه ملاقاتها قرب كنيسة السيدة في الأشرفية. اصطحب عناصر دورية من مكتب مكافحة المخدرات الموقوف إلى المكان المقصود. ولدى وصولهم اتصل بها، لكنها لم تحضر، بل أرسلت شاباً أُوقف فور وصوله ليُستجوب ميدانياً لتحديد مكان الفتاة. أخبرهم أنهم يسهرون في منزل وقادهم إليه. ولدى دهم المنزل، فوجئ عناصر الدورية بوجود ثلة من رجال الأعمال وأحد الفنانين، إضافة إلى النائب السابق مصباح الأحدب الذي استشاط غضباً. صرخ برجال الأمن، متهماً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بفبركة الدسائس ضده على خلفيات سياسية، ثم تلاسن مع رئيس الدورية، طالباً إليه إخلاء سبيل الموقوف. لم يُجبه الضابط، بل لاذ بالمدعي العام في بيروت القاضي جورج كرم. طلب كرم اصطحاب مالك المنزل، وهو أحد كبار رجال الأعمال ويدعى س. خ. لإخضاعه لفحص مخدرات. أتت نتيجة الفحص سلبية، فأطلق سراحه، فيما لم يخضع النائب السابق ولا الفتاة لأي فحوصات. وقد تردد أنها غادرت لبنان في اليوم نفسه. الخلاصة أن المحضر قد أُقفل من دون موقوفين، فيما أُبقي المروّج الذي لا سند له.  

السابق
ارفع رأسك أنت في غزة
التالي
تحريك ملف الاسلحة الكيماوية ضد سوريا :خلفيات و اهداف.. ؟