قبلان: ما نشاهده من عدوان وظلم لا يمت إلى الإسلام بصلة

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "شهر رمضان نعمة جمة من نعم الله علينا، ففيه الراحة والاطمئنان والسلامة والأمان وفيه الخير والبركة والعنفوان وفيه العزة والكبرياء والحق والرضوان، فهذا الشهر نسبه الله تعالى اليه فجعلنا في ضيافته ونعمته مما يحتم منا ان نغتنم الفرصة ونعمل جادين لخلاص أنفسنا ومجتمعنا فنحقق فيه المراد الحسن ونبتغي فيه الخير والعافية والسلامة، فلقد كرمنا بهذا الشهر بان جعلنا من أهل طاعته ومبرته فهو شهر البركة والنعمة والخير العميم، فالصوم جنة من النار وهو يقينا من الظلم والشر لان في الصوم حصانة وصيانة للإنسان من الشرور والآلام والبلاءات".

أضاف: "هذا الشهر حديقة غناء نختار منها الحلال الطيب والطاهر لنحيد انفسنا عن الشر والمنكر والرذائل، لذلك فان على الصائمين إن ينعموا من خيرات شهر رمضان حيث ان ابواب الجنان مفتحة وأبواب النيران مغلقة، لذلك ينبغي إن يعرف المسلمون قيمة الشهر فيتمسكوا بتعاليمه ويخطوا الخطى الثابتة في طريق الاستقامة بعيدين عن اللغو واللهو والمخادعة فيجندوا أنفسهم في شهر رمضان ليخلصنا من كل سوء ومنكر، فنعيش شفافية الشهر ونتمسك بنورانيته ونبتعد عن الضلالة والمنكر والبغي فيتقوا الله تعالى، لان التقوى هي الورع والحصن الحصين من كل منكر وبغي وهي الالتزام بطاعة الله وأحكام الشرع الشريف ما يحتم ان نحصن انفسنا بما يخلصنا من مشاق الدنيا وعذاب الآخرة، لنكون مع الله نذكره في الأزمات والملمات فنعمل لما يخلصنا وينجينا من هفوات اللسان، وعلينا إن نكون عصاميين في هذا الشهر بعيدين عن كل شين ومنكر وبغي، وخصوصا ان شهر رمضان كرامة وحصن ما يستدعي ان نتحصن بالعمل الصالح وعمل الخير لنكون من عباد الله الصالحين ومن رواد شهر رمضان وطلاب الثواب فيه، فنذكر الله ذكرا كثيرا ونسبحه بكرة واصيلا فنبتعد عن الوساوس والهموم والمنكرات لنكون في رحاب طاعة الله فنتحلى بالصدق والتمسك بالورع والبعد عن محارم الله حتى ننعم برضى الله تعالى ورحمته وبركته فلا يكون صومنا كيوم فطرنا، لان في يوم الصوم لقاء مع الله في المنعم المفضل المحسن والرازق الذي يعفو عن الإساءة".

ورأى الشيخ قبلان "أن ما نشاهده على أرض الإسلام من عدوان وظلم وشر لا يمت إلى الإسلام بصلة لان النبي محمد أمر أمته بالتحلي بمكارم الاخلاق ومرضي الاعمال والابتعاد عن المساوىء والهموم، فالله أمرنا إن نلتزم بأوامره ونبتعد عن نواهييه، فما يجري في سوريا والبحرين والقطيف ومناطق اسلامية اخرى ليس له صلة بالدين والاخلاق والقيم، وعلى الجميع ان يلتزموا الهدوء وليتبصروا في عواقب الامور ويكونوا عاملين لاستقرار الامور ملتزمين الحكمة والمحبة على الدوام، وعلى الذين خرجوا على التقاليد والقيم ان يتقوا الله تعالى ويتعظوا ليكونوا من عباد الله الصالحين بعيدين عن كل اثم ومنكر. إن شهر رمضان يجعلنا في امن وامان وسلامة وعلينا ان نعمل الصالحات ونبتعد عن السيئات لنكون مع الله في رحاب طاعته لنكون محظيين في رضى الله تعالى، وعلينا ان نبتعد عن كل المساوئ والمحن فيكون الجميع عاملين لإصلاح شأنهم بإنصاف الناس وإعطائهم حقوقهم. ففي شهر الصوم فان خير الله إلينا نازل وشرنا إليه صاعد وعلينا ان نكون بمستوى الإنسان المنصف الصالح والمخلص فنبتعد عن كل ما يسيء إلينا ونلتزم بواجباتنا ونترك الشرور ولا نكون من الأشقياء الذين حرموا من رضوان الله تعالى".

وطالب "الشعوب والحكام إن يلتزموا أوامر الدين ويبتعدوا عن نواهيه ويتوبوا إلى ربهم من كل معصية ليكونوا في شهر رمضان من أهل المعروف والبر والتقوى عاملين لاصلاح البلاد والعباد وبعيدين عن الشر والمنكر والظلم، لان بلادنا تحتاج إلى جهود العاملين فيها من اجل الصلاح والإصلاح، فلا يكون عندنا مظلوم ومضطهد فنعمل جميعا لاحقاق الحق وإزهاق الباطل ونحاسب انفسنا على كل فعل سيء، معاهدين الله على تحسين الأوضاع خدمة للبلاد والعباد فنكون على الدوام مع الصالحين بعيدين عن الظالمين والأشرار والفاسدين، وعلينا ان نعالج أوضاعنا فنتسامح في ما بيننا ونتصالح ونكون جادين في تحقيق الإصلاح بعيدين عن الشر والإساءة وعن كل شر ومنكر وخصوصا ان أوضاعنا لا نحسد عليها، فيما المطلوب ان نعمل لما ينقذنا ويصحح مسيرتنا لنكون ذاكرين له مسبحين بحمده عاملين بالمعروف تاركين للمنكر".

كما طالب "الحكومات والمسؤولين ان يتعاملوا مع الشعب معاملة صادقة مباركة وكريمة، وعلى المسؤولين ان يعطوا الشعب حقوقه فلا يظلموه ويكونوا عونا له يتعاملون مع الفقراء والمحتاجين والمطلوبين بالحسنى فيخلصوا الشعب من الجوع والفقر والمرض ويكونوا عونا لإخوانهم فيتعاون المسؤولون مع الشعب لانصاف الناس ورفع الظلم عنهم، فالظلم يهلك الحرث والنسل وعلينا في شهر رمضان ان نلتزم بخط الأنبياء والائمة الذين حرموا أنفسهم لانصاف الناس وليعلم الحكام إن بقاء الحال من المحال ولينظروا إلى من كان قبلهم فيتعظوا منهم".

ودعا الحكام "الى دفع المليارات لخدمة الناس في التنمية والقضاء على الجوع والمرض وتحسن الظروف المعيشية للناس بدل إنفاقها على التسلح وتزكية الاحقاد وتغذية الفتن والنزاعات بين الاخوة والاهل، فيعملوا لإنصاف الناس وإعطائها حقوقها المشروعة ويعملوا الخير لابعاد الناس من الفقر والحاجة والجوع".

كما دعا "اللبنانيين مسلمين ومسيحيين الى ان يتعاونوا على الخير والتقوى لحفظ بلدهم وتعزيز وحدته الوطنية فينبذوا الخلافات والاحقاد ويتواصلوا ويتشاوروا للقضاء على الجوع والفقر والمرض فتكون رعاية شؤون الناس واحتياجاتها في اولويات تحرك المسؤولين".  

السابق
الحجار: ليوضح حزب الله ما قاله رعد عن الحوار
التالي
كبارة: ألم يحن الوقت دولة الرئيس لكي ترفع الصوت لكرامة لبنان؟