احمد قبلان:لوقف الخلافات والمساجلات والبحث بجدية وعقلانية

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها:"لا شك أن الظروف صعبة وما نمر به ليس سهلا وفيه من التحديات ما يستدعي من الجميع تجاوز كل الخلافات وعدم الوقوف عند المنافع الشخصية والمصالح الفئوية والابتعاد عن كل أمر فيه تحريك للعصبيات، لقد شبعنا مواجهات وانقسامات وحسابات آنية وظرفية، وحان الوقت كي نتطلع جميعا إلى ما يجعلنا قادرين على الوقوف مجددا والانطلاق معا بهذا البلد الذي لن يعرف الأمن والاستقرار ولن يتمكن من النهوض طالما ذهنية التحدي هي المستحكمة، والصراع على الحصص هو القائم".

أضاف:"نعم البلد لا يبنى بالقسمة ولا بتوزيع المغانم بل يبنى بالجمع وتوحيد الجهود وتضافر القوى لاسيما في ظل هذه الظروف الضبابية التي لا تسمح بمثل ما نعيشه من خلافات تستنزف الاقتصاد والاستقرار والأمن في هذا البلد وتدفع بالأمور نحو المزيد من التدهور والانحلال، من هنا ندعو هذه الحكومة إلى وقف الخلافات والمساجلات والبحث بكل جدية وعقلانية بما يفعل العمل الحكومي ويضمن عودة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي بعيدا عن كل هذا الضجيج وهذا الصراخ الذي لن يحل مشكلة ولا ينهي أمرا من الأمور العالقة والمشاكل المتأزمة بدءا بموضوع المياومين في شركة الكهرباء الذي لا يجوز أن يأخذ هذا الحيز من الصراع وشد الحبال، فهؤلاء عمال لهم حقوق وعلى الدولة أن تؤديها خارج إطار الحسابات السياسية والطائفية والمذهبية، مرورا بحقوق الموظفين والمعلمين وسلسلة الرتب والرواتب التي لا بد من إيجاد الحلول المناسبة والموضوعية والعقلانية لها. هناك مشاكل وتراكمات ولكن على هذه الحكومة أن تستبصر الطريق الصحيح وتعتمد الحلول بعيدا عن التجاذبات السياسية فحقوق الناس يجب أن لا تكون موضع مساومة أو ابتزاز من أحد، وعلى الجميع عدم استعمال هذه الورقة كوسيلة من وسائل التسلق على أكتاف الفقراء وأصحاب الحقوق".

وطالب قبلان "الجميع بأن يسارعوا إلى التعاون والتوافق أقله في المواضيع الاقتصادية والمعيشية لأنه لم يعد جائزا ولا مقبولا التلهي بالقشور فيما جوهر الأمور يتفاقم ويزداد تأزما وهذا بالتأكيد ليس من مصلحة أي من فريق في هذا البلد أكان في المعارضة أم في الموالاة فالخسارة ستطاول الجميع، لذا نؤكد على ضرورة التواصل والتعاون والتحاور والخروج بما يخدم المصلحة العامة التي توجب علينا جميعا أن نحرص عليها ونعمل من أجل ان تكون بمنأى عن أي زعزعة أو تهديم".

وختم قبلان "أما في ما يتعلق بسوريا فإننا نكرر موقفنا الداعم للاصلاح في سوريا والمؤيد للحوار البناء الذي يؤدي إلى وقف هذا النزف المستمر وهذا التهديد لأمن سوريا واستقرارها وبالتالي أمن واستقرار المنطقة. كما نسجل أسفنا الشديد حيال الموقف العربي المتخاذل والمتواطئ الذي تناسى القدس والمسجد الأقصى وراح بكل ما يملك من أدوات مادية ومعنوية يتآمر للنيل من سوريا موقفا وموقعا، هذا الموقف العربي يندى له الجبين ويحزن كل عربي وكل مسلم تتحرك في داخله ذرة من الكرامة العربية ولكن بكل أسف أعراب هذا الزمن لا يريدون فلسطين ولا يعنيهم المسجد الأقصى ما يريدونه فقط إسقاط الموقع الأخير في الدفاع عن كرامة الأمة وحقوقها. فيا للعار".  

السابق
موسى: ما يجري في صيدا خطير ومسألة المياومين تقنية
التالي
فضل الله: نأمل أن تعود جلسات الحوار إلى الانعقاد