ابي رميا: وثيقة التفاهم مع “حزب الله” غير مهددة

اعرب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سيمون ابي رميا في حديث الى تلفزيون ال "أو تي في" عن "قلقه ازاء موقف بعض الفرقاء اللبنانيين"، مبديا خشيته من "امتداد الازمة السورية إلى الداخل اللبناني"، وقال: "لا اعتقد ان الاسباب المعلنة حول عدم المشاركة الفريق المعارض في الحوار هي الاسباب الحقيقية، فلبنان كان وما يزال مرآة لما يحصل في المنطقة وما زالت المعادلات الاقليمية تنعكس بصورة واضحة على الداخل اللبناني، وما زال هذا الفريق معلقا بحبال عربية واقليمية تتحكم به، ويتغنى بالشعارات عن السيادة والاستقلال، إلا أن قراره السياسي ما زال يتخذ من خارج الحدود اللبنانية".

وعلق ابي رميا على الكلام الاخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن وصف السيد حسن نصر الله للقادة العسكريين السوريين الذين اغتيلوا بانهم "رفاق السلاح" قائلا: "لا ارى اي جديد في موقف وليد جنبلاط، فلطالما اراد التميز عن مكونات الاغلبية الحالية بمواقفه تجاه النظام السوري، واعتقد ان النائب جنبلاط لم يحسم مواقفه بصورة نهائية بانتظار التطورات الاقليمية لمعرفة اين ستكون الجهة الغالبة لكي ينضم اليها، فموقفه لا يفاجئنا اطلاقا، فتقلباته اصبحت من الثوابت".

وعن المساعي التي تبذل لحل الازمة مع كل من "حزب الله" وحركة "امل" قال: "خرق النائب سليمان فرنجية الجدار القائم لجهة الخلاف الذي حصل، والتقى بالرئيس نبيه بري، كذلك التقى الوزير جبران باسيل بقيادات من "حزب الله" للتوصل الى حلول جذرية، ونفضل ابقاء هذه الامور بعيدة عن الضوء الاعلامي".

ورد على الكلام الذي تناوله البعض عن "سقوط وثيقة التفاهم القائمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله"، وقال: "الوثيقة في عمقها غير مهددة، واطمئن الغيارى مسبقا على عدم تحقيق مبتغاهم، الا انني اتفهم الكلام الذي تتناوله بعض الاحزاب في هذا المجال كونه يستخدم للتوظيف السياسي ولدق اسفين في جسم الاكثرية النيابية. اما بالنسبة للقاءات مع "الكتائب" و"القوات اللبنانية" فهي تتمحور حول الالتقاء على قواسم وهواجس مشتركة ترخي بظلال ايجابية على صعيد المناخ الشعبي".

وتكلم ابي رميا عما وصفه ب"الاجحاف الذي يعاني منه العمال في لبنان" وقال : "إن التحركات المطلبية التي تجري حاليا، تعكس جوا حضاريا وايجابيا. وبالرغم من مشاركتنا في السلطة التنفيذية ما زال قلبنا مع العمال واتمنى ان نصل الى مرحلة تحتل فيها المطالب الحياتية والاجتماعية التي تمس كل مواطن لبناني، جزءا اكبر من الحياة السياسية اللبنانية لتصبح هي الاساس في ممارسة الشأن العام. فعلينا ان نسير باتجاه الدول الراقية لجهة ايلاء اهتمام اكبر للامور الاساسية من مناقشة العجز ودرجة النمو وغيرها، بعيدا عن زواريب السياسة الضيقة".

واضاف: "هناك اجحاف في حقوق العمال في لبنان وخاصة أولئك المنتمين الى القطاع العام الذين يدفعون الثمن الاكبر لجهة هضم حقوقهم. فما يقوم به العمال اليوم ليس سوى ممارسة طبيعية لحقهم بالتعبير عن الرأي والتظاهر المكرس دستورا، ويقع على عاتق الحكومة ايجاد التوازن بين تأمين المطالب الحياتية من جهة والحؤول دون افلاس الدولة من جهة اخرى".

وتطرق إلى اشكالية "داتا المعلومات" وقال: "للتذكير، ان موجة الاغتيالات التي ضربت لبنان في العام 2004 واستمرت عدة اعوام جرت في حين كان الفريق المعارض الحالي متسلما زمام السلطة الامنية والسياسية والقضائية؛ ومن هنا اسأل: اذا كانت داتا الاتصالات هي التي تؤمن الاستقرار الامني والحؤول دون عودة الاغتيالات، فكيف يشرح هؤلاء، وقوع اكثر من 10 اغتيالات في حين انهم كانوا يحصلون على هذه الداتا بشكل مسهل؟ ولنعترف بان الحكومة الحالية نجحت بكبح مسلسل الاغتيالات وهي تستعمل داتا الاتصالات بطريقة قانونية ومنظمة تحت سقف الدستور".

واضاف: "انا كمواطن لبناني ارفض ان يتعدى اي كان على خصوصيتي في غياب الحاجة لذلك، فهل اصبح جميع المواطنين اللبنانيين متهمين حتى اثبات العكس، وما هي الضمانات لعدم حصول استنساخ للرقم؟ وما المبرر لاقتحام خصوصية لبنانيين بريئين غير موضوعين في قفص الاتهام؟".

وعن الوضع السوري قال: "ان المشهد الدموي الذي نراه في سوريا مؤسف ولا يمكن الا استنكاره، وان اغتيال آصف شوكت، مع كل ما يمثله هذا الاخير، يشكل ضربة قد تكون قوية لكنها غير قاتلة للنظام السوري، الامر الذي قد يؤدي الى ردات فعل اقسى.

وأضاف: "ان مشهد اللااستقرار في لبنان هو انعكاس للازمة، والتشنجات الحاصلة في قرى عكار وطرابلس والبقاع وغيرها وهو ارتداد لما يحصل في الداخل السوري. وسيبقى لبنان يعيش هذه التقلبات ما لم يحصل حسم جذري في سوريا".

وتابع: "ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالشكل الذي يطمح اليه البعض قد ينجم عنه حرب مذهبية سورية دائمة، وقد يؤدي الى اقامة دويلات في سوريا ووقوع نتائج كارثية ستنعكس آثارها على كل المنطقة، لذلك لا اعتقد ان روسيا ستسمح بتدخل احادي وذلك لاسباب استراتيجية".

وختم ابي رميا بالكلام عن الوضع المسيحي في المنطقة، وقال: "اذكر بكلام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يعكس هواجس المسيحيين في المنطقة ككل، فالمسيحيون بطبيعتهم منفتحون على الآخر ولا يمكن ان يؤيدوا الانظمة الديكتاتورية، لكن ما سمي بالربيع العربي انعكس جحيما على مسيحيي البلدان المعنية، مما يبرر التخوفات الشرعية التي يعانون منها، فالواقع الديموغرافي يظهر بصورة واضحة ان المسيحيين ليسوا المسؤولين عما آلت اليه الامور، بل من اراد تهجيرهم وحرمهم من الحرية والانفتاح والتعددية الذين لا يمكن ان يتواجدوا من دونها".  

السابق
حمود: المطالب محقة لكن نرفض قطع الطرقات والأرزاق
التالي
عون: من يعتبر داتا الاتصالات أهم من أمن الوطن كله فهو يسعى بذلك إلى تخريب الوطن