الجمهورية: حزب الله” يرفض إخضاع أحد مسؤوليه للتحقيق في محاولة إغتيال حرب

ما تزال الأزمة السورية في دائرة الضوء، والنظام الذي يصارع للبقاء ويشنّ هجوماً مضادّاً لاستعادة أحياء في دمشق، ينفي استعداد رئيسه بشّار الأسد للرحيل. لكنّ قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد يؤكّد في الموازاة أنّه سيعلن حلول ساعة الصفر لنهاية الصراع قريباً. أمّا "المجلس الوطني السوري" فيؤكّد أنّ قيادات المجلس وأعضاءَه "سيكونون قريباً بين الثوّار وسيشهدون معاً سقوط نظام الأسد وبدء المرحلة الانتقالية".

وفي هذه الأجواء، وبعد طول مخاض، وافق مجلس الأمن الدولي وبإجماع أعضائه الخمسة عشر، على مشروع القرار البريطاني لتمديد بعثة المراقبين الدوليّين إلى سوريا، "لفترة نهائية لمدّة شهر"، كما أعلنت المندوبة الأميركية سوزان رايس، مضيفة أنّ القرار "يمنح مهمّة المراقبين فرصة أخيرة للنجاح". أمّا روسيا التي حذّر رئيسها فلاديمير بوتين من أنّ أيّ محاولات للعمل التفافاً على المجلس ستكون غير فعّالة وستقوّض سمعة هذه الهيئة الدولية"، فوصف مندوبها فيتالي تشوركين القرار بالـ"متوازن"، وبأنّه "إثبات للمنهجية المتوازنة التي يمكن من خلالها اتّخاذ القرارات داخل المجلس". في حين رحّبت الصين بالقرار معتبرةً أنّ المجلس "عاد إلى الطريق الصحيح لدعم خطة كوفي أنان"، ونبّهت بريطانيا إلى أنّ هذا التمديد "سيكون الأخير للبعثة".
نزوح واسع إلى لبنان
وفي انتظار اتّضاح المسار الذي ستسلكه التطوّرات الميدانية في سوريا، تسجّل عملية نزوح واسعة منها إلى الدول المجاورة ولا سيّما لبنان. وفي هذا السياق، أعلنت المتحدّثة باسم مفوّضية الأمم المتحدة للّاجئين ميليسا فليمينغ في لقاء صحافي في جنيف أنّ قرابة ثلاثين ألف سوري فرّوا إلى لبنان في الساعات الـ 48 الأخيرة. وقالت إنّ "آلاف السوريّين عبروا الحدود اللبنانية أمس (أمس الأوّل) وأنّ المعلومات تقول إنّ ما بين 8500 و30 ألف شخص عبروا الحدود في الساعات الـ 48 الأخيرة"، لافتةً إلى أنّ "السوريّين يفرّون أيضاً إلى تركيا والأردن والعراق، لكنّ هناك نزوحاً فعليّاً إلى لبنان".
وجدّد مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، التعبير عن قلقه الشديد إزاء العدد الكبير من الأشخاص الذين فرّوا من سوريا بسبب أعمال العنف، وأعربت المفوّضية عن عجزها عن إعطاء حصيلة محدّدة للّاجئين السوريّين.
وفي السياق نفسه، ذكرت تركيا أنّ عدد اللاجئين السوريّين إليها هرباً من الأوضاع الراهنة في بلادهم بلغ 43387 شخصاً، بينهم 710 دخلوا الأراضي التركية بين أمس واليوم. وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للأمن المدني والديموقراطية وحقوق الإنسان ماريا اوتيرو عبّرت عن "القلق الشديد على كلّ الدول العربية المجاورة لسوريا والتي تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود الإنسانية بسبب تزايد تدفّق اللاجئين السوريّين إليها". وأثنت على "جهود حكومات الأردن وتركيا ولبنان والعراق لاستضافة وتقديم المساعدة لجميع أولئك الذين يفرّون من العنف في سوريا وحرصهم على التأكّد من استيفاء احتياجاتهم العاجلة والأساسية".
مصادر الأمن العام
وفي ظلّ سيل الأرقام عن عدد النازحين، أوضحت مصادر الأمن العام لـ"الجمهورية" أنّ حركة العبور على معبر المصنع سجّلت ما بين السادسة صباحاً والسادسة مساءً دخول 3360 سوريّاً وخروج 1400 سوريّ من لبنان. وهي حركة تشبه ما سجّلته حركة المعبر يوم الجمعة الماضي إلى حدّ بعيد، ما يؤشّر إلى استقرار الحركة كما في كلّ نهاية أسبوع.
في المقابل، قالت مصادر مُطّلعة على ملف النازحين إنّ تضخيم بعض الأرقام ليس في محلّه على الإطلاق، وإنّ بعض النازحين السوريّين الذين دخلوا لبنان في الساعات التي أعقبت اشتباكات دمشق بعد تفجير مقرّ الأمن القومي، لا يمكنهم أن يقبلوا السكن في المدارس، ووضعهم الاجتماعي يؤهّلهم للإقامة في الفنادق أو استئجار منازل.
وفي معلومات الـ "جمهورية" أن عدداً من العائلات السورية وصل إلى مرفأي جونيه وضبيه قادمين من الساحل السوري بواسطة يخوت ضخمة، وقد تمّ تسهيل عملية إدخالهم.
وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أنّ "عدد اللاجئين السوريّين في لبنان، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، تجاوز الـ 20000 نازح"، مؤكّداً وجوب "أن تضع الدولة خطة لأن لا إمكانات ماليّة لمساعدتهم"، متحدّثاً عن "استقبال اللاجئين في عدد من المدارس الرسميّة".
وأعلن وزير التربية حسّان دياب بعد اجتماع مع أبو فاعور عن فتح المدارس المقفلة لإيواء النازحين، مطمئناً إلى أنّ "هذا الإجراء لن يؤثّر في السنة الدراسية المقبلة". وكانت الاستعدادات قد بدأت لفتح بعض المدارس اللبنانية الرسمية المقفلة مع انتهاء العام الدراسي والتي تتمتّع بمواصفات تسمح باستخدامها لإيواء النازحين، وبوشرت الاتّصالات مع المنظمات الدولية والسفارات لتمويل برامج دعم النازحين وتوفير أبسط مقوّمات العيش بالحد الأدنى.
التحرّك على الحدود
إلى ذلك، سجّلت التحرّكات العسكرية السورية على الحدود الشمالية والشمالية – الشرقية نشاطاً محدوداً، بحيث تراجعت حركة الآليات العسكرية التي نُقلت إلى الداخل السوري أمس الأوّل، فيما تردّدت أصوات القذائف في تل كلخ وقبالة وادي خالد، وبقيت تسمع طلقات نارية متقطعة طاولت أطراف مزارع وادي خالد.
حرب يستغرب
وفي سياق محاولة إغتياله، استغرب النائب بطرس حرب كيف ان مسؤولا في "حزب الله" يرفض ان يخضع للتحقيق المتعلق بهذه المحاولة. وقال: "عثر داخل العدة التي كان يحملها المشتبه به عندما حاول أن يفجر مصعد المبنى الذي اقطن به على رقم سيارة شخص من "حزب الله" وتم استدعاء هذا الشخص لكن رفض الحضور".
مصير الحوار
إلى ذلك، علمت "الجمهورية" أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قرأ إعلان قوى 14 آذار تعليق مشاركتها في الحوار على أنّه ليس موقفاً نهائيّاً، وأنّه يسعى إلى فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف ومعالجتها بما يؤمّن استمرار الحوار.
وكانت مصادر مطّلعة ذكرت أنّ سليمان لم يُفاجأ بموقف قوى 14 آذار لجهة تعليق مشاركتها في طاولة الحوار، وهو الذي تبلّغ مسبقاً من رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة قبل يومين التوجّه الذي قادت إليه مواقف "حزب الله"، لا سيّما التصريح الذي أدلى به رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بعدم الحاجة إلى الاستراتيجية الدفاعية، وكذلك موقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي وضع "حجراً على قبر هذه الإستراتيجية"، كما قال أحد أقطاب قوى 14 آذار لـ"الجمهورية" أمس.
وفي المعلومات التي تسرّبت من اجتماع قوى 14 آذار ليل أمس الأوّل في "بيت الوسط"، أنّ التفاهم على تعليق المشاركة في لقاء واحد لطاولة الحوار لم يكُن مدار جدل طويل، وقد تحقّق الإجماع على هذه الخطوة بسهولة فور وضع الملف على طاولة النقاش بين الأقطاب وممثّليهم.
وقال أحد المشاركين لـ"الجمهورية" إنّ موقفَي السيد نصرالله ورعد قادا إلى هذا التفاهم سريعاً على قاعدة أنّ الحكومة لا تستطيع منع الاغتيالات، فلماذا تعرقل التحقيقات وتحجب داتا الاتصالات عن الأجهزة المختصّة؟
وأوضح أنّ التفاهم قد تمّ على إعطاء رئيس الجمهورية وقتاً أطول لمعالجة الوضع، فلا تنفجر الطاولة بينه وبين قوى الأكثرية، باعتبار أنّ مواقف "حزب الله" وجّهت ضربة قاصمة لمشروع رئيس الجمهورية المتوقّع أن يقدّمه على الطاولة، من دون أن يمسّ طروحات المعارضة وقوى 14 آذار، ولا مصلحة للبنان اليوم في ذلك، أضف إلى أنّ ورقة رئيس الجمهورية إذا لم تستند إلى القرارات الدولية وحصرية امتلاك الدولة للسلاح، ستفجّر العلاقة بين سليمان وقوى 14 آذار. وعليه، ستُصبح مواقف سليمان على نقيض طرفَي الطاولة الأكثرية التي يقودها خطاب "حزب الله" والمعارضة التي ترفض الصيغة المثلثة للاستراتيجيّة. وقال: إذا نجح رئيس الجمهورية في تغيير سلوكيّة حاجبي الداتا عن المحقّقين ومعها الـ"IMZI"، فسيتعيّن على ممثلي 14 آذار الحضور إلى الطاولة في الموعد المحدّد في 24 تمّوز الجاري، والعكس وارد. فقرار تعليق المشاركة في جلسة حوار واحدة تكتيكي، وليس من باب الاستراتيجية.
ميقاتي لـ"الجمهورية"
وعن موقف قوى 14 آذار، وردّ النائب وليد جنبلاط الذي تفهّمه، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"الجمهورية": مَن نُقاطع عندما نقاطع طاولة الحوار؟ وهل لدينا أيّ خيار يتقدّم على الحوار في لبنان؟ وأعرب عن أمله في أن تنجح الاتّصالات التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية، قائلاً: "إن شاء الله يعود الجميع إلى طاولة الحوار للمضي إلى ما يؤمّن الخير للبنان واللبنانيين".
ولفت ميقاتي إلى أنّ "الظروف صعبة وجهودنا منصبة على معالجة الملفات المطروحة والمشكلات القائمة وتأمين الاستقرار في هذه المرحلة المفصلية الدقيقة والخطيرة التي تشهدها المنطقة"، سائلاً: "هل المطلوب منّي وحدي أن أعالج الأمور؟ وهل هي مسؤوليّتي وحدي؟ أنا اعمل ما في وسعي، لكنّ المعالجة تقتضي تعاون الجميع ومشاركتهم، معارضين وموالين، لا سيّما الأطراف المشاركة في الحكومة".
وعن أزمة النازحين السوريين، أكّد ميقاتي أنّ "أولى همومي واهتماماتي في هذه المرحلة لا تقتصر على الهمّ المالي. فنحن نسعى، وسأنجح في توفير المال اللازم، والعملية في اتّجاه الحلحلة والشأن المادي لن يكون عائقاً أمام ما نسعى اليه. فلا نسجّل أيّ تقاعس في مواجهة هذه القضية. فأنا أتابعها وإن شاء الله سنتمكّن من مواجهة العملية في أفضل الظروف الممكنة".
وبعدما كانت المناخات السائدة طوال فترة المفاوضات في مطلع الأسبوع توحي بالإيجابية والتفاؤل، انفجرت الأزمة بين الحكومة وهيئة التنسيق النقابية، الأمر الذي يُنذر ببدء مواجهة حامية بدءاً من الاثنين. ويبدو أنّ الخلاف انفجر على خلفيّة نقطتين أساسيتين:
أولاً- محاولات مستمرّة من الحكومة عبر اللجنة الوزارية المكلّفة التفاوض للفصل بين رواتب المعلمين وموظفي القطاع العام.
ثانياً – المماطلة في إقرار سلسلة الرتب والرواتب ورفض التزام أيّ مهلة زمنية لإقرار المشروع، الأمر الذي اعتبرته هيئة التنسيق بمثابة تسويف هدفه التملّص من الالتزامات.
وقال عضو هيئة التنسيق النقابية نعمة محفوض لـ"الجمهورية" إنّ وحدة هيئة التنسيق أولوية لن يتمّ التخلي عنها، مؤكّداً وقف تصحيح مسابقات الشهادات الرسمية بما يشبه الانتفاضة يوم الاثنين. (تفاصيل ص 11)
وتشمل روزنامة تحركات موظفي القطاع العام عقْدَ مؤتمر صحافي الاثنين في مقر وزارة المال، وتنفيذَ اعتصام وإضراب عام يوم الثلثاء، وتنظيمَ تظاهرة صباح الأربعاء انطلاقاً من منطقة البربير في اتّجاه السراي الحكومي.
كباش باسيل ـ المياومين
وعلى جبهة المياومين، بدت الأمور وكأنّها تدور في حلقة مفرغة، إذ إنّ الكلام الذي أعلنه وزير الطاقة جبران باسيل عن استعداده استقبال المياومين ليشرح لهم ملفّ تثبيتهم، أثار قلق هؤلاء ممّا قد يُدبَّر لهم، فأصدروا بياناً أعلنوا فيه أنّهم وحدهم أصحاب الشأن في التفاوض. ولوحظ في هذا الإطار أنّ باسيل بات يستخدم عبارة "المحتلّين" في إشارته إلى العمّال المعتصمين في مبنى المؤسسة.
وكان باسيل عرض أمس في مؤتمر صحافي تقريراً في شأن خطّة الكهرباء، قائلاً: "إمّا اعتماد هذا الخطّ الذي نقدّمه لتحسينها أو المسار الذي يأخذنا بمسار انحداري تخريبي كما يجري مع المياومين"، محذّراً من أنّ "الوضع سيسوء إذا بقينا على الطريق الموجود وعلى الناس أن يتحرّكوا وألّا يبقوا صامتين".
البنتاغون وبصمات "حزب الله"
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل أنَّ الهجوم الانتحاري الذي إستهدف حافلة تقل سياحًا إسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري "يحمل بصمات حزب الله اللبناني".
وقال المتحدث أمام الصحافيين أنَّ "الاعتداء يحمل فعلًا بعض بصمات "حزب الله" ولكننا لسنا قادرين على ان نحدد بدقة (هوية) من ارتكبه". وأضاف "البلغاريون هم من يتولون التحقيق".  

السابق
اللواء: العودة للحوار رهن تسليم “باسيل يربط الكهرباء” “والمواجهة مع المياومين”
التالي
الأخبار : فرع المعلومات لحرب: المشتبه فيه أحالنا على حزب الله