خطط أميركية لتأمين الأسلحة الكيميائية السورية

منذ أيام، تمحورت تصريحات المسؤولين الأميركيين حول الأسلحة الكيميائية التي يُعتقد أن سوريا تملكها، في إشارة إلى حجم مخاوف واشنطن من وصول هذه الأسلحة الى جهات غير سورية، في حال سقوط النظام أو فقدانه السيطرة على الأرض.

وفي هذا السياق، جاء كشف صحيفة «نيويورك تايمز» عن إعداد مسؤولين في الإدارة الأميركية خططاً طارئة لمواجهة تداعيات احتمال انهيار النظام السوري، وتحديداً في ما يتعلق بتأمين الأسلحة الكيميائية، وذلك بعد أيام من إشارة صحيفة «وول ستريت جورنال» الى أن الجيشين الأميركي والأردني يضعان خططاً لتأمين ما يشتبه في أنها مخازن ضخمة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية خشية سقوطها في أيدي عناصر من القاعدة أو حزب الله أو غيرهما من المنظمات.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن مسؤولين في «البنتاغون» أجروا محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن احتمال تحرك إسرائيل لتدمير منشآت الأسلحة الكيميائية.
ووفقاً لهذين المسؤولين، فإن الإدارة الأميركية غير متحمّسة لمهاجمة إسرائيل منشآت الأسلحة، نظراً الى المخاطر التي تحملها هذه الخطوة، وتحديداً لجهة منح الرئيس السوري بشار الأسد «فرصة حشد الدعم في مواجهة التدخل الإسرائيلي».

وفي السياق، نبّه السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، إلى ضرورة «الموازنة بين فوائد هجوم إسرائيل على مرافق الأسلحة السورية، ومخاطر استغلال الحكومة السورية خطوة كهذه لمصلحتها». وحذّر إنديك، ومسؤولون آخرون، من أن الرئيس السوري، قد يستخدم الاسلحة الكيميائية كملاذ أخير، في حال يأسه من إخماد الانتفاضة. لكنه لفت إلى أن الإقدام على هذا الفعل يعني «تجاوز الخط الأحمر»، وسيؤدي إلى تغير طبيعة الموقف الدولي تجاه سوريا، وتحديداً من قبل حلفاء النظام.

وتتركز المخاوف الأميركية على تكرار السيناريو الليبي في ما يتعلق بمخازن الأسلحة ووصولها إلى جهات غير سورية. وفي السياق، رأى روبرت مالي، من «مجموعة الازمات الدولية»، أن إدارة أوباما «لا بد من أن تستشعر القلق من أن تجد ترسانة الأسد، بما فيها الاسلحة الكيميائية، طريقها إلى أيدي آخرين من بينهم تنظيم القاعدة، ما ستكون له تداعيات على دول الجوار». وهو ما يفسر القلق الأردني المتزايد الذي دفع الملك عبد الله الثاني، أول من أمس، الى التحذير من أن «السيناريو الأسوأ» هو أن يضع تنظيم القاعدة يده على الأسلحة الكيميائية السورية.
 

السابق
قرار إسرائيلي صعب في غضون أيام
التالي
بشار يحترق