النهار: لبنان يتحسّب لموجات النزوح السورية الكبرى والحبل على الجرار

شكّلت احدى كبرى موجات النزوح من سوريا الى لبنان منذ نشوب الازمة السورية، والتي شهدتها المعابر البرية اللبنانية ولا سيما منها بوابة المصنع في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، تطوراً طارئاً شغل السلطات المعنية وطغى على اكثر الملفات والقضايا الداخلية الشائكة.
ومع ان التطور السياسي الابرز تمثل في اعلان قوى 14 آذار تعليق مشاركتها في جلسات الحوار الوطني في قصر بعبدا، فإن موجة النزوح من سوريا استدعت استنفاراً رسمياً بعدما فاجأت بحجمها غير المتوقّع الجهات المعنية التي بدأت تتحسب لاحتمال تدفق عشرات الالوف في موجات أخرى تبعاً لاشتداد المعارك في سوريا وخصوصاً في دمشق.

وقالت مصادر مواكبة للجهود التي رافقت الاستنفار الرسمي امس لنا ان الاحصاءات والتقديرات التي اجريت لاعداد الوافدين السوريين الى لبنان في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، اي منذ مساء الاربعاء حتى مساء الخميس، فاقت الـ 20 ألفاً اجتازوا بوابة المصنع وحدها اثر المعارك العنيفة التي دارت في دمشق. واوضحت ان معظم النازحين وفدوا من العاصمة السورية تحديداً، الامر الذي عكس الوضع الكارثي الذي بدأت تشهده دمشق عقب تفجير مقر الامن القومي فيها ومقتل ثلاثة من ابرز اركان النظام السوري وانفجار معارك الشوارع في العاصمة السورية.
واضافت ان هذا الواقع ينذر بتحوّل لبنان بلد نزوح ولجوء على نحو غير مسبوق مما يستدعي جهداً استثنائياً على المستويات الامنية والايوائية والاجتماعية والصحية، وان تكن اعداد كبيرة من الوافدين لا تحتاج الى التدابير الخاصة بالنازحين لكون هؤلاء ينعمون بأوضاع اجتماعية ومادية مريحة.

وأفادت مراسلتنا في زحلة دانييل خياط انه بعد انتقال معركة اسقاط النظام السوري الى دمشق، اجتاحت اللوحات الدمشقية امس نقطة المصنع الحدودية وامتدت ارتال السيارات طوال النهار الى ما بعد عنبر الجمارك وتحدث الوافدون عن اعداد اكبر كانت لا تزال تنتظر في جديدة يابوس. واذ احصي في الساعات الاولى نهاراً دخول نحو 8500 شخص خلال ثماني ساعات، تحدثت مصادر عن ارتفاع عدد الوافدين مساء الى ما بين 18500 و20 ألف شخص. ولوحظ ان غالبية الوافدين كانت من الدمشقيين من الطبقتين المتوسطة والميسورة ووفد معظمهم في سياراتهم الخاصة او في سيارات اجرة. وتحدث بعضهم الينا فقالوا انهم "لم يذوقوا طعم النوم منذ ثلاثة ايام" بعدما انتقلت المعارك الى دمشق. واختصر بعضهم معاناتهم بالقول: "انتم في لبنان تعرفون عما نتحدث".

ابو فاعور
وابلغنا وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور  ان "احصاءات النزوح تأتي من المفوضية العليا للاجئين، علماً ان هناك عائلات عدة اتت سيراً على الاقدام وعبر الجبال من دمشق في اتجاه لبنان وذلك في ظل المخاوف من مجزرة كبيرة في العاصمة السورية". وقال ان الهيئة العليا للاغاثة "لا تملك اية امكانات الآن والمساعدات تأتي من المفوضية العليا للاجئين والمجلس الدانماركي للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي واللجنة الدولية للصليب الاحمر والصليب الاحمر اللبناني ووزارة الشؤون الاجتماعية.
وقد جرى توفير المياه والطعام للمحتاجين فيما أثمر الاجتماع مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والذي جاء بعدما كلفني رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والوزير علاء الدين ترو السعي لدى الرئيس ميقاتي لاعطاء توجيهاته للهيئة العليا للاغاثة بالتحرك فوراً والطلب من وزير التربية حسان دياب تقديم العون للنازحين المحتاجين عبر فتح مدارس رسمية لايوائهم. وعليه فأنا سأجتمع في الثامنة والنصف صباحاً (اليوم) مع زميلي دياب لتحديد المدارس التي تستوفي شروط الايواء".
وقال رداً على سؤال "ان لا معلومات عن وصول مصابين سوريين الى لبنان، فيما توافرت انباء عن اصابتين كانتا لا تزالان (حتى مساء امس) داخل الاراضي السورية".
وقال مصدر عسكري لـنا ان تعليمات قيادة الجيش منذ البداية هي تقديم التسهيلات للنازحين انطلاقاً من الواجب الانساني حيال هؤلاء الذين يفرون من الداخل السوري بسبب الاوضاع الصعبة هناك". ونفى ان تكون ثمة اية مشكلة تتعلق بوجود مسلحين على هذا الصعيد.
 

السابق
السفير: سليمان يعزي الأسد والمخاوف اللبنانية تكبر و14 آذار تعلق الحوار الوطني
التالي
الاخوان في سوريا ؟؟