المفتي قباني: لبنان لن يكون بعيدا عن الفتن والاحداث قادمة اليه بدمار أعظم

ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أول خطبة جمعة في شهر رمضان المبارك في جامع الامين في وسط بيروت، وقال فيها: "أخوة لنا اشقاء وأعزاء في سوريا يتعرضون للمذابح والقتل والتدمير ويعيشون في ظلالها، والذي يظنون اننا لم نتكلم قبل اليوم لأن لنا موقفا آخر هم كذابون والله عز وجل، ولكن نحن لا نريد ان نكون سببا للتقاتل بين الناس، ولا نريد ان نحرض فريقا على آخر، نحن نقول اننا مع الله ونحن واعون لما يجري في سوريا ولما يقع على الشعب السوري من مظالم تنتهك فيها اعراضهم وتذل فيها رجالهم ونساؤهم ويقتل فيها ابناؤهم من الحكام الظلمة في سوريا".

أضاف: "لكن لماذا تكلمت اليوم، تكلمت لأمور كثيرة، اولا لقد طفح الكيل، من المظالم في سوريا، والأمر الثاني حدث بالأمس، واكثركم لا يعلمه، عند الحدود اللبنانية – السورية في المصنع. في البقاع وفي جهة عرسال يقف المسلحون اللبنانيون ويمنعون المهاجرين السوريين الهاربين من الظلم والذبح والقتل من دخول لبنان، واما على المصنع فقد كان بالأمس وفي اول ظلام الليل عشرات الآلاف من اخواننا السوريين الاشقاء من الرجال والنساء والأطفال يريدون دخول لبنان، وحرس الحدود اللبنانية يمنعونهم من الدخول، ولقد راجعت أحد المسؤولين فقال لي نحن نسمح لمن عندهم سيارات فيدخلوا اما بقية الناس ف"معترين" فهؤلاء لا ندخلهم، قلت له يا ويلك من الله، هؤلاء ينبغي ان تدخلهم اول الناس، ولذلك فإنني أطالب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والنواب، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء أن يفتحوا ابواب لبنان من شرقه وشماله وبقاعه وجهة جنوبه الشرقية لإخواننا السوريين الاشقاء، فهؤلاء مهاجرون إلى الله لأنهم يبحثون عن رحمة الله سبحانه وتعالى".

وتابع: "أيها المسؤولون اللبنانيون جميعكم ولا نستثني منكم احدا لأننا لا نخشى الا الله، وان لكلمة الحق مقالا وان كلمة الحق لا تقدم اجلا ولا ترفع رزقا، نقول لكم جميعا افتحوا الحدود اللبنانية، ألم يؤوكم السوريون ايام حرب اسرائيل عليكم التي دمرت فيها الطرق والجسور والبيوت، أين انتم ايها الغافلون، ايها المسؤولون اللبنانيون، ما هذه الغفلة؟ أمن اجل السياسة؟ من اجل ان تكونوا مع هذه الجهة او تلك؟ ان الله عز وجل سوف يدك حصون الظالمين وسوف ترون ذلك بأعينكم، وان المسؤولين اللبنانيين اذا لم يرتدعوا ويفتحوا الحدود اللبنانية – السورية لهؤلاء المهاجرين فانتظروا فإن الله عز وجل سوف يشرد اول من يشرد من لبنان هؤلاء المسؤولين".

وأردف: "لا نريد في سياستنا اللبنانية خطبا رنانة، السياسيون في لبنان أعمتهم السياسة، كل واحد منهم يريد ان يقوم الآخر ليجلس محله، هذا هو الانتصار في نظر كل فريق منهم، هذه ليست سياسة، السياسة معناها في اللغة العربية الرعاية، ان ترعى الناس، فالكلام البذيء الذي تهاجم به الاخر هذا ليس سياسة، السياسة ان تتكلم الكلام اللائق، الناس يفهمون السياسة أنها خصام، فالسياسة ان بقيت في لبنان على هذا الامر فهي سياسة معيبة والشعب اللبناني هو اول ضحايا هؤلاء السياسيين، الا اذا رجع هؤلاء السياسيون الى الله تعالى وكانوا في مقدمة الرحماء".

وقال: "لقد تلقيت بالأمس اتصالات هاتفية كثيرة من اخواننا المهاجرين ومن علمائنا على الحدود اللبنانية – السورية في المصنع، واتصلت برئيس مجلس الوزراء مرة ومرات ولكنه لم يعاود الاتصال بي، واليوم صباحا اتصلت به ولم يعاود الاتصال بي، انا لا اقول هذا لاني مع فلان او ضد فلان، ثم لماذا لم يذهب نوابنا الذين هم مع الشعب السوري الى المصنع بالأمس ويقفوا سدا منيعا ويجبروا حراس الامن العام على الحدود لدخول السوريون المهاجرين الى لبنان؟ كل هؤلاء السياسيين الذين يدافعون بألسنتهم فقط عن الشعب السوري كانوا بالأمس نائمين لم يفعلوا شيئا، لماذا التجمع المليوني في المناسبات فقط حتى نعلن المواقف، لماذا لا نذهب هناك الى الحدود".

أضاف: "أخواني لا تظنوا بأن لبنان سيكون بعيدا عن هذه الفتن، ان هذه الاحداث قادمة الى لبنان وبأشد وبدمار أعظم، لذلك أدعوكم منذ الان ان تحرصوا على وحدتكم، ولا يكون لديكم ردات افعال، ستجري احداث، وهذا ليس رجما بالغيب وإنما لأننا نرى اللبنانيين متحفزين لمواجهة بعضهم، سياسيوهم لم يعرفوا كيف يجعلوا من اللبنانيين متحابين حتى لو كانوا مختلفين في الرأي".

وتابع: "الحكومة اللبنانية اوقفت الاستشفاء للمهاجرين السوريين في المستشفيات اللبنانية، حتى وان كان السبب ان ليس لديها المال، فيجب عليها ان تسعى مع الدول العربية وغير العربية لتأتي بالمساعدات لاستشفاء هؤلاء الجرحى، هذا وبعد الصلاة سوف يقف اخوان لكم على ابواب المسجد لتتبرعوا بشيء مما من الله به عليكم وبشيء مما رزقكم الله اياه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة". وهذا المال سوف يعود الى هيئة الاغاثة والمساعدات الانسانية في دار الفتوى، وهناك رجال يتابعون توزيع هذه المساعدات على المهاجرين السوريين في كل انحاء لبنان، واعلموا ان ما تدفعونه من حسنات في هذا الشهر الكريم سوف يضاعفه الله لكم في الدنيا والآخرة".  

السابق
جنبلاط: الأسد لن يستسلم لذلك الإسراع في إسقاطه أفضل
التالي
“اندبندنت”: اسـرائيل لن تنجرف لحرب مع “حزب الله” وايران رغم تفجير بلغاريا