إيران تنضمّ إلى القافلة؟

التعليقات والتحليلات الأوليّة التي شملت عواصم الدول الكبرى وعواصم المنطقة، التقت تقريباً عند نقطة تشكل قاسماً أو جامعاً مشتركاً بالنسبة إلى الضربة القاصمة التي تلقّاها النظام الحاكم في سوريا.
ثمة إجماع تقريباً على ان هذا النظام الذي يثابر على ممارسة أعلى درجات العنف والقتل الجماعي خلال سبعة عشر شهراً بدأ يجني ثمار ونتائج ما بذر وزرع، وما فعلته الأجهزة، وما هدر من دماء بريئة، وما حصل من دمار يذكِّر بنتائج الحروب العالمية الكبرى، فضلاً عن الأهوال والخسائر.
والمستمرة ربما حتى أسابيع وأشهر مقبلة.

بل حتى تسفر هذه المواجهات القاسية والمؤلمة جداً عن غالب ومغلوب، إذا ما بقيت المساعي والمداخلات التي تبذلها الشرعيّة الدوليّة تدور حول الحلول، متجنّبة الدخول في صلب المأساة وعقدتها الأساسيّة: رحيل النظام.
في المقابل، بل في الوقت ذاته، وعلى خطّين متوازيين، تتسارع أحداث وتطوّرات عاصفة وهادرة ولا تختلف بعلاماتها عن العلامات التي تسبق عادة ثورات البراكين، وتفجّر حممها، وتحوّل رذاذها أمطاراً وأنهراً من نار.
وإذا ما تطابقت النتائج مع التحليلات والتقديرات في الآتي من الأيام، فإن المنطقة ستبقى حابسة أنفاسها تخوّفاً من مفاجآت مزلزلة، قد تجنح ببعض الدول نحو منزلقات شديدة الخطورة… هذا إذا لم تشهد الجبهات السوريّة متغيّرات جذريّة وعلى نطاق واسع، من شأنها التعجيل في حسم الأمور والوضع والنتيجة معاً.

ولا يتردّد متابعون محلّلون في لندن وباريس وبيروت في إضافة اسم إيران إلى جانب اسم سوريا، بعدما انضمّت إلى مقعد متقدّم في الواجهة، وعلى أثر الانفجار الذي تعرّض له أوتوبيس في بلغاريا ينقل سياحاً إسرائيليّين.
خصوصاً أن الإنفجار أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
على حين غرّة حصل ذلك كلّه، وفي الوقت الذي كان العالم يتابع أنباء الإنفجار الصاعق في قلب دمشق، والذي أودى بأركان الرئيس بشار الأسد، أو بما كان يُسمّى "خلية الأزمة"…
عند هذا الحادث، بل عند هذا المنعطف الجديد في المنطقة، بالنسبة إلى وقعه وذيوله المحتملة على الأقل، انصبّ الاهتمام الدولي والعربي:
ما هو جواب إسرائيل عن هذا التحدّي، وكيف سيكون، وأين؟

خلاصة المشهد من هذه الزاوية صدرت عن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو: سارع إلى توجيه الاتهامات، وتوزيعها بين إيران و"حزب الله"… مع "حزمة" من التهديدات التي ليس من الضروري أن توضع غداً موضع التنفيذ.
في هذا الوقت كانت دمشق تنضمّ إلى جحيم القصف العشوائي، وبغزارة لم تألفها المدن الأخرى.  

السابق
بوّابة المرحلة الإنتقاليّة
التالي
بري: محاولة اغتيالي صحيحة