من هو آصف شوكت؟

لعلّ اللواء آصف شوكت الذي قتل امس، من أهم الشخصيات القريبة من الرئيس بشار الأسد والمقرب من النظام السوري إلى أبعد حد.
لم تكن المعلومات الشخصية المعروفة عن آصف شوكت، خلال حياته، كثيرة. وقد اشارت بعضها الى انه ولد عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، وهو شخص غامض، ويقال عن عائلته إنهم من "الرحل" واستوطنت في قرية المدحلة في محافظة طرطوس، ومعظم أهالي هذه القرية من الطائفة العلوية الكريمة.

انتقل سنة 1968 إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق، لكنه عاد للالتحاق بـ "جامعة دمشق" من جديد لدراسة التاريخ، ومن المفارقات أن أطروحته كانت على «الثورة السورية الكبرى» عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط.
تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط «اختصاص مشاة» سنة 1979، والتحق في الوحدات الخاصة وشارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك و«الإخوان المسلمين»، وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة، وشاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي الحاضر وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء.
آصف شوكت متهم بعمليات خارج سورية أثناء خدمته في سرية المداهمة، منها إصابة سفيري الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية عام 1983، وانفجار قنبلة خارج فندق عمان الدولي في مارس 1984، والعديد من محاولات الاغتيال لشخصيات أردنية وقتل شخصيات أخرى في تلك الفترة.

بعد سلسلة من العمليات التي نفذها شوكت، وأظهر إخلاصاً للرئيس الراحل حافظ الأسد نقله الرئيس حافظ الأسد إلى القصر الجمهوري «الحماية الأمنية – المرافقة الخاصة»، فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة بشرى حافظ الأسد.
وفي منتصف الثمانينات وانطلاقاً من طموحه وذكائه وبعد لقائه ببشرى الأسد (شقيقة الرئيس بشار) وكانت تدرس الصيدلة في «جامعة دمشق» وأصغر منه بعشر سنوات، تحولت العلاقة معها إلى حب جارف من جانبها دفعها لترك خطيبها الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السابق وذي السمعة العائلية المرموقة، رغم أن الخطبة كانت بمراحلها الأخيرة قبل الزواج، إذ وحسب ما روي وقتها، فإن بشرى وخلال زيارتها إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة، التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور بلال إنه «زير النساء»، ما دعاها للعودة باليوم نفسه بالطائرة التي أتت بها من دمشق وفسخت الخطوبة، متجاهلة علاقة أبيها بخطيبها القوية والوثيقة كونه طبيبه الخاص، لكن حافظ الأسد حل هذه الإشكالية عندما اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيبا.

واختارت بشرى الأسد آصف شوكت، الذي كان وقتها ضابطاً صغيراً ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد.

لكن شقيقها الأصغر باسل عارض هذه العلاقة بقوة، واعتبر شوكت رجلاً غير مناسب، لكن آصف أصر على موقفه، ما جعل باسل يأمر باعتقاله، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة، نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته، ولم تنته عمليات مراقبة آصف وبشرى إلا بموت باسل عام 1994 بحادث سيارة مفاجئ، وبعد سنة واحدة من مقتل باسل نفد صبر آصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع آصف للزواج منه، وفعلا غادرت بشرى الأسد مع آصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى إيطاليا ليعلما من هناك الرئيس حافظ الأسد وعائلته بزواجهما السري.

لآصف شوكت دور كبير في تهيئة بشار الأسد ليخلف والده حافظ بمساعدة اللواء بهجت سليمان، وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سورية وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وبخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.
 

السابق
السيد أجمل عندما يتحدّث بـالكبير
التالي
ماذا بعد اغتيال القادة الامنيين في سوريا ؟