السيد أجمل عندما يتحدّث بـالكبير

يقف الطفل محمد شعيتو، ابن السنوات العشر، بالقرب من جامع القائم في حي الأبيض في الضاحية الجنوبية، حاملاً العلم الإسرائيلي بيد وفي الأخرى ولاعة. يشعل طرف العلم لكنه لا يشتعل. يحاول مرة أخرى ولا ينجح. يرميه على الأرض. يقفز عليه. ثم يبصق عليه وهو يشتمه ويكمل سيره مزهواً باتجاه ملعب الراية، وكأنه لم يُمنَ بالفشل منذ قليل. أراد شعيتو المشاركة في احتفال الانتصار السادس لحرب تموز الذي أقامه حزب الله أمس في ملعب الراية. لا يذكر شعيتو من الحرب شيئاً، فهو حينها كان ابن 4 سنوات فقط. أما حضوره هنا فهو فقط «لشوف السيد حسن» يقول، مع علمه بأن سيد المقاومة سيطل عبر شاشة.

في الملعب كان كل شيء جاهزاً لإطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. الأذان كان قد رفع، والصلاة أقيمت، وفرقة رسالات ألقت أناشيدها الثلاثة، والشخصيات السياسية اكتمل نصابها، وأبرزها السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي كان محجة الجميع، لتعزيته بضحايا الانفجار الذي وقع في دمشق. ولم يبق إلا إطلالة «السيد» بابتسامته المعهودة على «أشرف الناس».
لحظات حتى يطل السيد على الحضور. يقفون وقد سبقتهم قبضاتهم في الهواء. يجلسون منتظرين مفاجأته التي لطالما كان يعلنها في مثل هذه المناسبات. وكما جرت العادة، لا يبخل السيد في إعلان مفاجأة جديدة لجمهوره بأن «المقاومة ستفاجئ العدو في ضربته الأولى إذا فكّر في شن حرب جديدة». ينتفض الحضور مجدداً صارخين بصوت واحد « لبيك يا نصر الله».

وكما جرت العادة، أيضاً، حاول الجميع معرفة طبيعة المفاجأة الجديدة التي أعلنها السيد نصر الله. يقول علي شحرور إنها ستكون «قصف تل أبيب مباشرة». يهدأ الحضور مجدداً، ليكشف مفاجأة أخرى وهي إيهام العدو الإسرائيلي بأمكنة وجود الصواريخ المتوسطة المدى قبيل عدوان تموز. هكذا، تابع الجميع بأعينهم حركات يد السيد وتعابير وجهه. يصدمهم ما قرأه عن مقولة موشي يعالون عن «ضرورة نزع سلاح حزب الله من الداخل اللبناني». يصفّر أحد الحاضرين. يشتم الطبقة السياسية اللبنانية و14 آذار تحديداً.

يكمل السيد الخطاب. يروي ما فعلته سوريا من أجل لبنان، وكيف أن الصواريخ التي أطلقت على فلسطين المحتلة سورية الصنع. يصفّق الجميع للـ«خبرية». يقف شاب حاملاً العلم السوري عليه صورة الرئيس السوري بشار الأسد. يتحول ليصبح قبلة للمصورين. يصل السيد إلى الملف اللبناني. يعلّق أحد الشبان «خليك بالكبير يا سيد»، يضيف «السيد أجمل عندما يحدثنا بالأزمة الإقليمية، فهو يوضح لنا مسار الأزمة». ينهي صاحب الوعد الصادق خطابه. يترك الجميع ملعب الراية الذي كان منذ ست سنوات مكبّاً لركام المباني المدمرة، في انتظار إطلالة أخرى للسيد ليعلن فيها مفاجأة أدسم.  

السابق
بيرس: الأسد قاتل !!
التالي
من هو آصف شوكت؟