نتمنى على السيد إصدار فتوى للسلاح

شدد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على ان مدينة طرابلس لن تكون امارة اسلامية او ولاية سلفية، بل هي عاصمة الشمال الاولى ومدينة السلام والعيش المشترك الذي يتلاقى فيه اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسياسية والثقافية، لافتا الى انه لا يمكن لاحد ان يخرجها عن هويتها او ان يسلخها عن تاريخها، آملا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اصدار فتوى بتحريم استخدام السلاح في الداخل او استخدامه لغير مقاتلة اسرائيل، ومتمنيا على الاخوة في حزب الله الا يطفئوا المجد العظيم الذي تحقق في العام 2006.

وقال الشعار في تصريح لـنا: «صحيح ان طرابلس تحتضن العدد الاكبر من الطائفة السنية الاسلامية، فهذا قدر وعطاء من الله تعالى، لان ابناء هذه المدينة بما يمثلون من قيم اسلامية دينية، تجعلهم قادة سلام ورواد ثقافة وانفتاح على العالم، فهي مدينة العلم والعلماء، وليست قندهار، وليس بين سكانها من هم من طالبان، انما هم مسلمون ومسيحيون مؤمنون بالتعايش».

وحول الوضع الامني ما بين باب التبانة وجبل محسن في المدينة قال: «اتصور ان الوضع في حالة جيدة، وسيدوم باذن الله لاننا اخذنا اكثر من وعد عبر المسؤولين، وخصوصا من فخامة الرئيس الذي اخذ الموضوع على عاتقه، ومن رئيس الحكومة ومن قائد الجيش، حيث تم التوافق مع كل منهم على حدة بان دور الجيش هو ان يرد على مصادر النيران، فهذا بحد ذاته كاف لاطفاء اي فتنة او اي مشكلة او تقاتل بين اي فريق وآخر، رغم ان التقاتل الذي وقع بين جبل محسن وباب التبانة، ليس له علاقة بالمذهب ولا بالطائفة ولا بالدين، انما علاقته وطيدة بالسياسة والانتماء الى البلد المجاور العزيز علينا سورية، وقد اعلن ذلك السيد رفعت عيد، ومعلوم من الذي يحرك هذا الامر في طرابلس وخارجها». وردا على سؤال عن الجهات التي تحرك عيد قال المفتي الشعار: «ان عيد أعلن ان ولاءه للسيد حسن نصرالله وحزب الله ولسورية وللرئيس بشار الاسد، ولايران، فالولاء يعني انه لا يتحرك الا من خلال ولائه لهؤلاء، اني اعتقد انه صادق فيما قاله بانه لا يتحرك الا من خلال مصلحة هؤلاء». وفي موضوع سلاح حزب الله، امل الشعار من السيد نصرالله ان يصدر فتوى بتحريم استخدام السلاح في الداخل، او استخدامه لغير مقاتلة اسرائيل، ورأى انه اذا حصل ذلك فسينعكس ايجابا على اللبنانيين وسيشعرون بأمان.

وقال: ان ما حدث في السابع من مايو 2008 هو عودة للوراء واحراق لجانب كبير مما حققه حزب الله، متمنيا على الاخوة في الحزب التمييز بين عملهم في المقاومة والعمل السياسي، وقال: فليكن هناك حزب الله للمقاومة، وحزب الله للسياسة، لان الممارسات السياسية تحمل الكثير من الصواب والخطأ، ويحق لكل انسان الانتقاد، فلا يجوز انتقادنا للعمل السياسي بوجه المقاومة التي تريد مقاومة اسرائيل وردعها. وتعليقا على موضوع عودة الاغتيالات، اكد الشعار ان هذا الموضوع ما من احد يوافق عليه وفي موضوع التصفيات الجسدية مهما كان الاختلاف السياسي او الديني والثقافي والحضاري، مشيرا الى ان الاغتيالات هي من اعمال الجبناء وخفافيش الليل وليست من اعمال الرجال والاقوياء.

وأكد الشعار ان طرابلس لم تكون ا ولاية اسلامية، وكم تعتز طرابلس برئيس الجمهورية الذي اعلن بكلام واضح قطعي ان طرابلس الشمال ليست مقرا للقاعدة ولا للارهاب، بل انها لم تحتضن احدا من الارهابيين او من القاعدة على الاطلاق.

وحول الاتهامات السورية لطرابلس على انها تصدر الارهاب، اسف المفتي الشعار لهذا الكلام، ممن ربما كانوا اول من ساهم في تربية واحتضان مجموعة شابة ناشزة عن التدين، وكانت عارا على الاسلام، منذ سنوات خلت، وكانت من صنعهم، ومن عطاءاتهم لطرابلس والشمال، فطرابلس مستهدفة، وان وسائل الاعلام التي ترتبط بأنظمة عربية تعيش مراحل من الحرج والشدة هي التي تعلن ذلك، وليأت العالم كله لزيارة طرابلس ليرى بأم العين، وقد تفاجأ الجميع الذين زاروا المدينة من السفراء الاوروبيين وغيرهم انها مدينة فيها من الوداعة والتطور وان الاعلام كان قاسيا عليها.  

السابق
6 سنوات على “حرب لبنان الثانية”
التالي
العبور الى الأخلاق .. ثم الدولة