العدل والاقتراع والسلطة

ماذا يجري في البلاد ؟
الناس خائفون من المستقبل.
وقلقون على المصير.
كان فؤاد بطرس يحذر من الخوف.
خصوصاً اذا ما أصبح المواطنون يخافون من سوء نزاهة الحاكمين.
الحمد لله ان وزير الداخلية، يشيد بنزاهة الكورة، ويشيد بتصرفات المرشحين والناخبين.
وهذه هي طبيعة الكورة.
لا يقول الناس الكورة الخضراء، لأنه نادراً ما يجد فيها أحد الاخضرار.
وهم يحلو لهم أن يردوا له التحية بأفضل منها.
ويشيدون بصوت عالٍ، بالإرادة الخلاّقة والنزيهة التي أشرفت على الانتخابات.
والحياد لا يصدر من فوق فقط.
ولا من الوزير وحده.
والتجرد يترجمه المسؤولون من تحت.
ونزاهة قائمقام الكورة كانت أصيلة.
وهذه الصفة افتقدتها السلطة طويلاً.
لكن حيادية القائمقام بالوكالة كاترين الكفوري انجول، كانت رائدة، ومثالية، وكرّست الوجه الأبيض لسلطة، تعارَف الناس على أنها سوداء أحياناً.
الناس ارتاحت الى البروفة الجيدة والخلاّقة في إطلالة السلطة على رعاياها.
ولا يقصّر أحد في انتقاد السلطة، إن أخطأت ولا يقصّرون أيضاً في الإشادة، إن أحسنت التصرف.

منذ سنوات لم تمر انتخابات، والسلطة تكون فيها على الحياد تماماً.
إلا أن مقعد الكورة ذهب الى اصحابه.
والفريقان الرابح والخاسر، اعترفا بانتصار الديمقراطية، في كورة العلم والفكر.
وأصحابها، هم الذين اقترعوا بحرية.
وحجبوا تأييدهم بحرية.
ووضعوا أوراقاً بيضاء بحرية.
والجميع كانوا أصحاب حق في الرأي والرأي المضاد.

الناس قلقون وخائفون.
قلقون من سريان قطع الطرقات.
وخائفون من إتّساع نطاق الاعتصامات.
هكذا بدأت الحرب قبل ثلث قرن.
يتظاهر الناس اذا أخلي سبيل موقوف.
ويعتصمون احتجاجاً على حقّ هذا.
واعتراضا على عدم إنصاف ذاك.
كيف يدين أحد، تصرفات المسؤولين.
ومن يقيم الحق، وهو ضائع وغائب؟
ووصول هذه الأساليب، الى القضاء والى الجيش، هو ضرب غير مسؤول وليس مستساغاً.
تحدث هذه الأمور، وأهل السلطة يستعدّون ل حفلة تعيينات هدفها اقتسام السلطة، وتخاطف الوظائف المدهنة، وترك المواطن يقلّع أشواكه بيديه.
هل يتسلّط الكبار على السلطة.
هل يتخاطفون الكراسي والمناصب، منهم واضع عينيه على مركز حسّاس، وموقع بارز. والبارز فقط هو خطف الكراسي والمناصب.
هل هذه سلطة.
أم في البلاد سلطة للتسلّط، والهيمنة على الوظائف.
أين دور مجالس الرقابة.
هل أرسى قواعدها الرئيس فؤاد شهاب لتبقى مجرد ديكور في البلاد.
يقول جورج بومبيدو، عندما تسلّم رئاسة فرنسا، ان أستاذه التاريخي الجنرال ديغول، أوصاه بالعدل والانصاف بين المحكومين.
لكنه تساءل: هل العدالة تأخذ طريقها الى الحكم بسهولة.   

السابق
لمشاكل طائرات F22
التالي
روسيا لن تتخلى عن الأسد بسهولة