اللواء: فوز كرم يفتح شهيّة 14 آذار لكسب إنتخابات 2013

شغلت انتخابات الكورة الفرعية، والتي أبقت على المقعد الأرثوذكسي الثالث من حصة "القوات اللبنانية"، الأوساط الرسمية والحزبية والسياسية على اختلاف مواقعها، نظراً للارتدادات المقررة على مستقبل العملية الانتخابية في العام 2013، وسط قراءات غير متطابقة للآفاق التي يفتحها تكريس المقعد الأرثوذكسي بالاقتراع المباشر لقوى 14 آذار.
وفي جانب بالغ الأهمية، ارتاح اللبنانيون مع الانشغال بالانتخابات الفرعية التي استرعت اهتمامهم، عن المشكلات اليومية من ماء وكهرباء، والتي عزز من معاناتهم ارتفاع موجة الحر، عشية بدء شهر رمضان المبارك.
ومع أن اليوم الاثنين، سيكون يوماً آخر في حياة المعمعة الكورانية التي أثبتت في جانب من الجوانب مدى تعلق اللبنانيين بالأمن والهدوء، ومدى احتكامهم في حل خلافاتهم بالعملية الديموقراطية، بعيداً عن أزيز الرصاص، أو أعمال العنف التي تدور في بعض النقاط الساخنة المحيطة بلبنان، فإن القراءات السياسية تتفق وتختلف في النقاط الآتية:

1- كشفت نتائج الانتخابات، بصرف النظر عن نسبة المقترعين، التي تشابهت مع نسبة الاقتراع في العام 2009، القدرة التجييرية لقوى 14 آذار، وتماسك أدائها في إعادة انتاج السيطرة على المقاعد في منطقة الكورة في انتخابات كانوا فيها في السلطة أو خارجها.
2- أثبتت نتائج الكورة ثبات مزاج الناخب في هذا القضاء لمرشحي 14 آذار، الأمر الذي عزز أجواء التشاؤم لدى خصومهم في 8 آذار من أن النتيجة محسومة لمصلحة هذا الفريق، محدثة بلبلة في صفوف حلفاء الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي وإن أثبت حضوره في منطقة محسوبة تاريخياً عليه، إلا أن قلقاً بدا عند حليفيه "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" الذي يتجه في تدبير عاجل ربما لإعادة النظر بترشيح وزير الدفاع الحالي فايز غصن عن أحد المقاعد الأرثوذكسية في القضاء، خصوصاً وأنه سبق أن خسر انتخابات عام 2009، وربما أيضاً "التيار الوطني الحر" بما يتعلق بترشيح جورج عطاالله.
3- أثبتت نتائج الانتخابات أيضاً متانة التحالف بين تيار "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" الذي من شأنه أن يضع حداً لتسريبات إعلامية كان من شأنها أن تؤثر على مجرى عملية الانتخاب أو التحالفات المقبلة، فيما هنّأ الرئيس سعد الحريري قيادة "القوات" اللبنانية و14 آذار على هذا الفوز، ولأنصار تيار "المستقبل"، أكد الدكتور سمير جعجع أن لا خلاف مع تيار "المستقبل" حول قانون الانتخاب، مشيراً إلى أن ثمة اتفاقاً على رفض قانون النسبية وعلى أن قانون الستين لا يفي بالغرض، متوقعاً أن يتم الاتفاق خلال شهر على تصوّر قانون جديد قد تكون الدائرة الفردية، أو الدوائر الصغرى هي الخيار المقبول.

4 – وضعت النتائج انتخابات 2013 على الطاولة، ليس من زاوية قانون الانتخاب، أو حصول الانتخابات أو عدم انتخابها، بل من زاوية الاعداد والتحضير، وفتحت شهية قوى 14 آذار على التبكير بإطلاق الماكينات الانتخابية، والتحضير بقوة لانتخابات كسروان وجبيل والمتن، بعد إعادة قراءة متأنية لمزاج الناخب المسيحي.
5 – ومع هذه الوجهة، توقعت مصادر سياسية أن تدخل البلاد، مع بدء العد العكسي لنهاية ولاية المجلس الحالي في دوار السباق إلى الندوة البرلمانية الجديدة التي من شأنها، وفقاً لقيادات في قوى 14 آذار، أن ترسم مستقبل إعادة تكوين السلطات بين منتصف 2013 و2014 موعد انتخابات الرئاسة الأولى.
6 – مهما كان من كلام حول مزاج الناخب السني، الذي حاول فريق 8 آذار أن "يلعب" على "تحولات" صاحبته، فان النتائج أثبتت أن هذا المزاج لا يزال مع تيّار "المستقبل" وهو ما اثبته امين عام التيار أحمد الحريري عندما كشف بأن صوت الناخب السني ذهب بنسبة 68 بالمائة لمصلحة مرشّح "القوات" فادي كرم، مقابل 25 بالمائة لمرشح 8 آذار، وهي نسبة تقارب نتائج انتخابات عام 2009 التي كانت بحدود 70 بالمائة، مشيراً إلى أن 2 بالمائة لم تحتسب.
وهذه النتيجة خالفت ما حاول رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان اشاعته عندما روّج بأن نسبة انتخاب السنّة كانت 54 بالمائة مقابل 45 بالمائة
7 – اما مزاج الناخب الماروني، فقد حافظ على تأييده لمرشح 14 آذار على غرار انتخابات الدورة الماضية، إذ بلغت نسبة الأصوات المارونية التي ايدت كرم 71 بالمائة، فيما بقي الناخب الارثوذكسي موزعاً مناصفة تقريباً بين المرشحين
8 – وفي المقابل، أظهرت النتائج أن أصوات الشيعة والتي لا تتجاوز الألف صوت تقريباً، صبت بكاملها لمرشح 8 اذار، بنسبة 99 بالمائة تقريباً، باستثناء 13 صوتاً في ضهور الهوا ايدوا مرشّح 14 آذار بنسبة 1 بالمائة، رغم أن الاقتراع لم يتجاوز نسبة الـ50 بالمائة.
 

السابق
الأخبار: القوات تحتفظ بمقعد الكورة: الأمر لنا
التالي
السفير: ميقاتي للمعلمين: ملتزمون بـالسلسلة ولا مبرّر لوقف التصحيح