الشرق الأوسط: المرشحان في انتخابات الكورة الفرعية يتبادلان الاتهامات باستخدام المال السياسي

اتسمت معركة الانتخابات الفرعية عن المقعد الأرثوذوكسي الشاغر بوفاة النائب الراحل فريد حبيب في قضاء الكورة في شمال لبنان أمس، بطابع الاتهامات المتبادلة بين مرشح حزب القوات اللبنانية الدكتور فادي كرم، ومرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي وليد العازار، بشأن استخدام المال السياسي للتأثير على المقترعين، فيما تخطت نسبة المقترعين 45 في المائة.
وفي حين اعتبر كرم أن تلك "الحجج تبرير مسبق لخسارتهم (الحزب القومي) في هذه الانتخابات"، أكد مدير الدائرة الإعلامية في الحزب القومي معن حمية لـ"الشرق الأوسط": "إننا نمتلك وثائق تؤكد استخدام المال السياسي والرشى الانتخابية"، قائلا: "إننا نعد ملفا كاملا حول هذا الموضوع لنتقدم به أمام وزارة الداخلية والجهات القضائية المعنية".
وشهدت الكورة أمس يوم انتخابات هادئا، لم تتخلله أي تجاذبات بين مناصري الطرفين. وقال شهود عيان من بلدتي دده وأنفه إن "العملية الانتخابية جرت بهدوء وبشكل سليم"، مؤكدين لـ"الشرق الأوسط" أن "التنافس جرى في إطاره الديمقراطي الطبيعي".
إلى ذلك، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن "العملية الانتخابية استمرت بأجواء طبيعية وهادئة وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي"، مشيرة إلى "زحمة ناخبين في مركزي الاقتراع في بلدة كوسبا (قرية النائب الراحل فريد حبيب) ما أضفى حرارة على الجو الانتخابي".
وعلى الرغم من الهدوء الميداني الذي اتسمت به المعركة الانتخابية، برزت الاتهامات المتبادلة حول استخدام المال السياسي. ورأى المرشح كرم أن "الخصم فتح المعركة بطريقة الاتهامات لكل من لا يوافقه الرأي، فيتهمهم بالفساد البيئي والفكري، كما قسم الناس إلى أصيلين ودخلاء"، معتبرا أن "كل الناس سواسية وأبواب المعركة المفتوحة سنمارسها بالطرق السلمية". وأكد كرم أن الاتهامات باستخدام المال السياسي "حجج تبرير مسبق لخسارتهم"، مشيرا إلى أن تلك السلوكيات "غير مقبولة من الكورانيين".
وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس المجلس النيابي النائب فريد مكاري الذي يدعم المرشح كرم أن "كل من يتهمنا هو شخصيا يستعمل المال السياسي ويأتي بالناخبين من الخارج"، معربا عن أسفه "لأن هذه الاتهامات توجه لأهل الكورة"، وقال: "أنا على يقين أن أصواتهم ليست للبيع والشراء".
وإذ اعتبر مكاري أن "أهالي الكورة جزء من الشعب اللبناني وهم يعبرون عن توجه أهل الكورة في حين أن الفريق الآخر هو الذي يعبر عن بلد آخر"، شدد على أن "المعركة هي بين التوجه اللبناني الذي تمثله قوى 14 آذار والتوجه الذي يمثله حزب الله وإيران والنظام السوري".
في المقابل، رأى مرشح القومي أن "العقل الكوراني المنفتح سيهزم المال السياسي الآتي من خارج الحدود"، داعيا إلى حصر المعركة الانتخابية داخل حدود الكورة. واعتبر العازار أن "المعركة بدأت بأموال انتخابية تفوق 200 أو 300 ألف دولار" لمرشح "القوات اللبنانية" وقوى "14 آذار" فادي كرم. وردا على سؤال حول اتهام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع العازار بأنه مرشح الرئيس السوري بشار الأسد، قال العازار: "نحن موجودون في الكورة قبل كل الأنظمة ومحفورون فيها"، معتبرا أن حظوظه "عالية جدا" للفوز.
من جهته، أوضح حمية لـ"الشرق الأوسط" أن الاتهامات الموجهة إلى مرشح القوات باستخدام المال السياسي "تستند إلى حجم الإنفاق على الدعاية والإعلانات الانتخابية الذي فاق السقف المحدد للإنفاق الانتخابي، وإلى صرف المال على استقدام المغتربين للتصويت لصالحه، وإلى المشاهدات الموثقة التي تؤكد دفع رشى انتخابية لبعض المقترعين في بعض القرى"، مشددا على أن "تلك الاتهامات موثقة، وعرضنا بعضها في مؤتمر صحافي"، مؤكدا: "إننا سنعد ملفا كاملا ونتقدم به أمام السلطات القضائية المختصة". وأشار قائلا: "إننا مطمئنون إلى سير العملية الانتخابية وإلى ترجيح فوزنا على المرشح الآخر".
ونفى حمية الاتهامات الموجهة إلى الحزب السوري القومي بأنه استخدم المال السياسي في هذه الانتخابات، مؤكدا أن "الحزب لا قدرة مالية له لاستقدام المغتربين للتصويت لصالح المرشح وليد العازار"، مشددا على "شفافية الحزب في هذا الإطار، ويمكن الاستدلال على قدرتنا المالية المحدودة من خلال اللافتات والإعلانات الانتخابية البسيطة التي وضعت للترويج لمرشحنا".
في هذا الإطار، أكد وزير الداخلية مروان شربل خلال مؤتمر صحافي عقده من سراي أميون – الكورة أن "وزارة الداخلية والبلديات لم تتبلغ أي شكاوى بالرشى" حتى بعد ظهر أمس، داعيا "من يملك معلومات عن رشى فليبلغنا بها والنيابة العامة تفصل بها".
وكان شربل لفت في حديث تلفزيوني إلى أنه "في كل انتخابات هناك اتهامات من قبل الأطراف المرشحة"، مشددا على أنه "علينا أن نأخذ الشكاوى التي تقدم حول الانتخابات بجدية ونحقق فيها". وتمنى على المرشحين والمواطنين "عدم تضخيم أي أمر كاذب، وإعطاء المعلومات الصحيحة لتفادي الصدامات ومن أجل حلحلة المشكلة سريعا". 
 

السابق
الأنوار: 14 آذار : فوز كرم في الكورة انتصار لمشروع الدولة
التالي
الأخبار: القوات تحتفظ بمقعد الكورة: الأمر لنا