دم السوريين يلطّخ شرف العالم!

مهمة المراقبين العرب الذين ارسلتهم الجامعة العربية الى سوريا برئاسة مؤسس الجنجويد الفريق السوداني محمد احمد الدابي، انتهت بفضيحة محاولاتهم تغطية حمامات الدم التي اغرقت المدن السورية. اما مهمة المراقبين الدوليين الذين اوفدهم مجلس الامن برئاسة الوجه الخشبي الجنرال السويدي روبرت مود فقد انتهت بمهزلة أشبه بالرقص على القبور!
ذلك ان هؤلاء الذين يقبعون الآن في فنادقهم في دمشق في ما يشبه الاقامة الجبرية، بعدما تعذر عليهم القيام بمهماتهم المفترضة، اي مراقبة تنفيذ خطة انان ونقاطها الست، اصبحوا الآن موضوع تجاذب دولي يشبه ايضاً مهزلة الرقص على القبور!
روسيا تريد ان تجدد مدة انتدابهم التي تنتهي في 21 تموز الجاري، ثلاثة اشهر اخرى من دون اي تعديل في قواعد عملهم المعطل، بعدما منعهم النظام حتى من امتلاك اجهزة هاتف دولية، في حين كانوا يطالبون بالحصول على مروحيات تساعدهم في الوصول الى امكنة الاشتباكات والمذابح، بينما تريد اميركا تمديد انتدابهم مدة شهر ونصف الشهر على خلفية المادة 41 من الفصل السابع التي تفتح الابواب بالتالي امام المادة 42 التي تسمح لمجلس الامن باستعمال القوة.
والاستغراب في هذا السياق لا يتوقف عند الخلاف على المدة المقترحة للتمديد او على قواعد العمل فحسب، بل يصل الى الاهداف المضمرة من الدعوة الى استمرار هذه المهمة الفاشلة، ففي حين تريدهم موسكو ان يبقوا ولو مجرد شهود دوليين لم ولن يروا شيئاً، لكنهم يوفرون الغطاء لمهمة كوفي انان التي صارت متجددة للقتل، تتحدث انباء مستغربة عن اقتراحات لا تعارضها الدول الغربية، تدعو الى جعلهم بمثابة لجان ارتباط، في محاولة جديدة لتطبيق خطة انان السداسية ستفشل طبعاً كما فشلت الاولى.
كان واضحاً اول من امس ان المواجهة في مجلس الامن بين القرارين الغربي والروسي ستنتهي بفشل متعادل، ففي وسع "الفيتو" الروسي تعطيل القرار الذي قدمته بريطانيا، بينما في وسع التطورات الميدانية الكارثية في سوريا ان تنسف كل خطط موسكو التي حاولت وتحاول اعطاء النظام مزيداً من الوقت للحسم العسكري المستحيل.
كان من الفاضح دولياً، انه في حين غرق مجلس الامن في عض للاصابع بين الروس والغربيين كانت الانباء تتحدث عن مجزرة جديدة تعرضت لها بلدة التريمسة في حماه.
لقد تمادت المأساة الدموية وستطول اكثر بعدما وصلت الامور الى حائط مسدود، ففي زمن السبات الانتخابي الاميركي والاندفاع الروسي الاستقطابي دولياً والتراجع الاوروبي والعجز العربي المعيب الى درجة القعود عن رفع ولو مجرد إصبع في وجه روسيا، لا شيء يوازي الصراع الدامي بين السوريين إلا الصراع الديبلوماسي بين الدوليين!

السابق
النهار: وحدات من الجنوب لخطة الانتشار شمالاً وتعبئة واسعة لمواجهة حادة في الكورة
التالي
سفر بلا عودة