النهار: وحدات من الجنوب لخطة الانتشار شمالاً وتعبئة واسعة لمواجهة حادة في الكورة

وسط أجواء بالغة الحذر خلفتها عمليات القصف السورية المتكررة لمناطق حدودية واسعة في عكار، شرعت أمس وحدات تابعة للواء الثاني في الجيش في التمركز على الحدود الشمالية في اطار خطة الانتشار التي وضعتها القيادة العسكرية عقب قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن.
وأعلنت قيادة الجيش ان العملية ستستكمل في الايام المقبلة وقد "تم تزويد القوى المكلفة تنفيذ المهمة تعليمات دقيقة وحازمة تقضي بوجوب التشدد في حماية المواطنين من أي اعتداء وقمع المظاهر المسلحة ومنع التسلل والتهريب على جانبي الحدود اللبنانية – السورية بما في ذلك الرد الفوري على مصادر النيران من أي جهة كانت".
وعلمت "النهار" من مصادر عسكرية ان عملية تعزيز وحدات الجيش المنتشرة في الشمال وكذلك على الحدود الشرقية في البقاع قد بدأت بعدما جرى استطلاع المنطقة وحاجاتها العملانية وبدأ فرز الكتائب التي ستلتحق بالوحدات المنتشرة أصلا على الحدود. وأوضحت هذه المصادر ان عملية تعزيز الوحدات ستكون بالعديد والعتاد، وقد استعين بوحدات الجيش العاملة في الجنوب وتحديدا في شمال الليطاني في المرحلة الاولى، حيث بات الجنوب المنطقة الاكثر أمنا واستقرارا. واذا دعت الحاجة قد يلجأ الى نقل كتائب من منطقة جنوب الليطاني بعد التفاهم مع قيادة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" "التي لا شك في أنها تتفهم وضع الجيش والواقع الذي يواجهه في أكثر من منطقة". وأكدت المصادر في هذا السياق ان الدولة اللبنانية ملتزمة الاتفاق مع الامم المتحدة ومع "اليونيفيل" وأي خطوة من هذا النوع ستأتي بعد التشاور مع قيادة "اليونيفيل".
وأضافت ان الجيش وضع خطة لتعزيز الانتشار على الحدود شمالا وبقاعا مع ادراكه سلفا صعوبة المنطقة ووعورتها إذ من الصعوبة ان يغطي كل متر او مساحة فيها وهذا واقع الحدود في لبنان كما هو بين المكسيك والولايات المتحدة وغيرهما من الدول. ولفتت الى انه لا يمكن نقل لواء بكامله الى هذه المنطقة والا فان مناطق وأقضية قد تفرغ من وجود الجيش، ولذا يجري العمل على فرز كتائب ووحدات من الالوية لتنضم الى الوحدات المنتشرة اصلا والتي لها مواقع على الحدود.
وعلمت "النهار" في اطار متصل ان الفصائل الفلسطينية في مخيم نهر البارد قد تبلغت من رئيس فرع المخابرات في الشمال ان تعميما سيصدر على مداخل المخيم لالغاء التصاريح التي كانت مفروضة على السكان الفلسطينيين في المخيم وذلك ابتداء من عصر أمس. وأوضحت مصادر المؤسسة العسكرية ان هذا الاجراء تقرر ان يصير ساري المفعول بحلول منتصف هذا الشهر بموجب اتفاق عقد بين قيادة الجيش والفصائل الفلسطينية وأبلغ الى الموفد الفلسطيني عزام الاحمد في اطار تخفيف الاجراءات على الفلسطينيين في المخيمات ولا سيما منها مخيم نهر البارد.
أما عن الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذها الجيش أمس في صيدا في مواكبة المسيرة التي قام بها الشيخ أحمد الأسير وأنصاره في اتجاه كورنيش البحر، فقالت المصادر العسكرية إن الجيش لم يكن في وارد التدخل للقمع أو المنع، خصوصاً أن المسيرة كانت سلمية ويعود الى قوى الأمن الداخلي أن تواكبها، فيما يؤازر الجيش هذه القوى في مهمتها.

بيرنز
وكان الوضع الحدودي في ظل انعكاسات الأزمة السورية على لبنان من أبرز المواضيع التي أثارها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليم بيرنز مع المسؤولين اللبنانيين في زيارته لبيروت التي اختتمها بعد ظهر أمس. وأبدى بيرنز قلق بلاده من "أن يؤدي استخدام النظام السوري العنف ضد شعبه الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان"، مشدداً على "مسؤولية النظام السوري في احترام سيادة لبنان". وقال: "نحن نشجع جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس ودعم الجهود المبذولة للحفاظ على أمن لبنان واستقراره بما يتفق وقراري مجلس الأمن 1559 و1701".

السابق
السفير: السلسلة تعطل الدولة: القطاع العام ينتفض الثلاثاء
التالي
دم السوريين يلطّخ شرف العالم!