فضل الله: ليكن شهر رمضان موسم حماية الوحدة الإسلامية

اشار العلامة السيد علي فضل الله خلال "اللقاء السنوي للمبلغين والمرشدين الدينيين في مؤسسات سماحة العلامة المرجع الراحل، السيد محمد حسين فضل الله، والذي عقد في قاعة الزهراء الملحقة بمسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك الى "المرحلة التي نمر بها على مستوى المنطقة والعالم، في ضوء منعطفين رئيسين تمر بهما الأمة الإسلامية، يتمثل الأول بالحملة العالمية التي تستهدف الإسلام كيانا ووجودا وشريعة ومنهجا للحياة، بينما يتمثل الثاني بالفتنة الداخلية التي يراد لها أن تضرب العالم الإسلامي في كل مواقعه، لتكون الفتنة المذهبية هي العنوان الأخطر الذي يحاصر حركة الإسلام في المنطقة والعالم".

ورأى أنه "من المفترض بعلماء المسلمين أن يتحركوا على خطين، خط الدفاع عن الإسلام في كل الساحات العالمية، وعبر صفحات الإنترنت، ومن خلال الاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الحديثة، وخط مواجهة الفتنة بالمزيد من الحراك الثقافي والشعبي، وتعميق أسس العلاقة بين المسلمين السنة والشيعة في مختلف المواقع الرسمية والشعبية والعلمائية".

وأكد فضل الله "ضرورة أن يتحلى العلماء بالكثير من الصبر والأناة في مواجهة ما اعتادت المواقع المختلفة على العمل به على مستوى العادات التي قد لا تملك أصالة إسلامية"، مشيرا إلى أن "على العلماء أن يتصفوا بالجرأة العلمية والموضوعية، وأن يكونوا القدوة في تقديمهم الإسلام للناس بطريقة عصرية لا تخرج عن الأصالة، ولا تبتعد عن مجاراة روح العصر".

وقال: "إننا مدعوون جميعا، كعلماء وطلاب علم ودعاة، إلى أن ننزل إلى الشارع، وأن نجاور الناس ونحاورهم، وأن نتفهم مشاكلهم، ونعمل على معالجة أوضاعهم، وأن نتحرك لإصلاح واقعنا لنبعد عنه كل عوامل الانحراف والخطر المتمثل بالأعراض والأمراض، التي منها الفوضى السياسية والأمنية والاجتماعية، ومنها ملف الانحراف الأخلاقي الذي يصيب الكثيرين، ومنها ملف المخدرات"، داعيا إلى الاقتراب من كل أهل الابتلاء، لمساعدتهم على استعادة الثقة النفسية والذاتية، ولتمكينهم من العودة إلى ساحة نشاطهم، بعيدا من كل الآفات التي تلاحقهم".

وختم بالإشارة إلى "المسؤولية الكبرى الواقعة على عاتق الجميع، ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك"، داعيا إلى "العمل بجدية ونشاط في هذا الشهر، لتعميق الجوانب الروحية والمسلكية الصحيحة في المجتمع، ولمواجهة المخاطر الأخلاقية والسياسية التي تتهدد الأمة"، لافتا إلى أن "شهر رمضان هو الفرصة الأنسب على مستوى السنة لمواجهة ما يتهدد الأمة من أخطار خارجية وداخلية"، داعيا إلى "الاستفادة من هذه الفرصة بأفضل ما يمكن، لحماية وحدتنا الإسلامية والوطنية، وتركيز خطواتنا السياسية، وحماية مجتمعنا من خلال الالتزام بالقيم الرسالية الإنسانية".  

السابق
طعمة: فائض القوة والسلاح في البلد مسؤول عن الاغتيالات
التالي
السنيورة: التضامن الوطني مكن المقاومة من صد العدوان