السنيورة: التضامن الوطني مكن المقاومة من صد العدوان

أصدر رئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بيانا لمناسبة الذكرى السادسة للعدوان الاسرائيلي في الثاني عشر من تموز 2006، جاء فيه:

"تحضر الذكرى السادسة للعدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان وتحضر معها ذكرى شهداء لبنان الأبرار الذين سقطوا جراء هذا العدوان البربري الذي استهدف الأبرياء والمنازل الآمنة والمدارس والمصانع والطرق والمستشفيات والجسور وكرر مجزرة قانا التي ستبقى وصمة عار على جبين الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي الذي سمح بالإفلات من العقاب في كل مرة ارتكب جيشها المجرم جريمة ضد الإنسانية إن في لبنان أو في أية بقعة في الوطن العربي.

وفي هذه المناسبة لا بد من التوقف أمام بعض المحطات لاستعادة الدروس المستخلصة من هذه التجربة ومن هذا العدوان الذي ما تزال آثاره ظاهرة الى الآن، وأولها القافلة الطويلة من الشهداء الذين خسرهم لبنان وخسرتهم عائلاتهم حيث فاق عددهم الألف والمائتي شهيد والخمسة آلاف جريح وقرابة 130 الف وحدة سكنية مدمرة أو متضررة في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية وفي مئات من القرى والبلدات المنكوبة في جميع المناطق اللبنانية.

وفي هذه المناسبة الاليمة التي نستذكر فيها شهداء لبنان، نستذكر أيضا ان هذه التجربة المؤلمة اكدت مسلمة أساسية هي أن الشعب اللبناني نجح في منع اسرائيل من تحقيق الانتصار على لبنان. ويعود الفضل في ذلك إلى الوحدة الوطنية بين اللبنانيين وتماسكهم وتضامنهم ضد العدو الإسرائيلي. ولا يمكنني هنا الا ان استعيد كلمات من الرسالة التي وجهتها الى اللبنانيين والعالم من السراي الكبير في الخامس عشر من تموز عام 2006 حيث قلت يومها: "انها ساعات للتضامن وليست للفرقة. فلنفتح قلوبنا جميعا بعضنا لبعض. إننا مدعوون الى فتح منازلنا ومدارسنا لإعانة من ترك مدرسته وبيته وعمله. اننا مدعوون لتضميد الجراح وللنظر بعيون الأمل والمستقبل، مستقبل هذا الوطن الذي دفعنا ثمن بقائه من دمائنا وأرواحنا اكثر مما دفع أي وطن في الدنيا".
واليوم أكرر ان التضامن الوطني الذي تجلى آنذاك بين اللبنانيين الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم لبعضهم بعضا هو الذي شكل الحجر الأساس لإفشال مخططات إسرائيل وكسر عدوانها وهو ما مكن أبطال المقاومة من صد العدوان وتسطير أبرز وقفات صمود الإنسان العربي في مواجهة العدو المحتل".

أضاف: "هذا التضامن الوطني نفسه هو الذي أفسح بالمجال لكي تتضافر جهود الحكومة اللبنانية الوطنية والسياسية والدبلوماسية مع صمود المقاومة الباسلة في حينه لإجبار إسرائيل على القبول بالبنود المنصوص عنها في القرار الدولي 1701 والذي قضى بنشر الجيش في الجنوب وعلى الحدود الدولية للمرة الاولى منذ ثلاثين سنة، بعد ان جرى منع إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية في كسر شوكة المقاومة والشعب اللبناني وكذلك منعها من احتلال الجنوب مجددا أو من تحقيق اهدافها الدبلوماسية عبر استصدار قرار بنشر قوات متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع الذي رفضته الحكومة اللبنانية وأحبطت كل المحاولات لطرحه أو تمريره في قرارات مجلس الامن الدولي. كما أفشلت محاولات العدو الإسرائيلي في منع أو إعاقة المهجرين اللبنانيين إلى بلداتهم وقراهم فور توقف الأعمال العدوانية.

لقد أفسحت هذه المقدمات والجهود المجال امام نجاح أهم واكبر تجربة اعادة للاعمار بعد حرب ماحقة انطلقت من مؤتمر الدول المانحة في استوكهولم وافسحت المجال امام تدفق المساعدات العربية والدولية لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي.

وقال الرئيس السنيورة: ان اعادة قراءة هذه التجربة بكل دروسها، ويجب أن تدفعنا إلى التمسك بمسلمة اساسية تنطلق من ان قرار الحرب والسلم وباعتباره قرارا يختص بالمصير الوطني، يجب ان يكون منوطا حصرا بالدولة اللبنانية بما هي الجهة السياسية والقانونية التي تجمع كل اطراف الشعب اللبناني وتمثلهم والتي يمكنها أن تقرر باسمهم وتتحمل المسؤولية نتيجة قراراتها كما وبإمكانية تجميع كل الإمكانيات والطاقات المتاحة العسكرية والبشرية والمالية لمواجهة العدو الإسرائيلي التي يجب أن توضع بكنف وإمرة هذه الدولة".
وختم بالقول: "لقد دلت محنة العدوان الاسرائيلي على لبنان على أن التفرد في القرار الوطني مهلك ومدمر حيث إن مقاومة العدو يجب أن تعبر عن كل الشرائح الوطنية اللبنانية بحيث لا تصبح أو تتحول إلى حركة منقوصة تعمل لمشاريع خاصة او اقليمية محددة وغير مكتملة. اننا في هذه المناسبة نعيد تكرار توجيه كل ايات التكريم والاجلال والاستذكار للشهداء الابرار والتعازي والتضامن لعائلاتهم الثكلى المنكوبة والتحية للمقاومين الابطال والتقدير والشكر لاصدقاء لبنان وأشقائه العرب الذين وقفوا معه واخلصوا له لكي يتمكن من إعادة الإعمار والنهوض".  

السابق
فضل الله: ليكن شهر رمضان موسم حماية الوحدة الإسلامية
التالي
عمار الموسوي: المقاومة ضد إسرائيل كانت ولا تزال خيار الضرورة