الأنوار: الحكومة تقر الموازنة وتوزع مشاريع المناطق على الوزراء

بسرعة قياسية أقرّ مجلس الوزراء مشروع موازنة 2012 أمس، بعدما سحب منه جميع البنود الخلافية، ووزّع اعتمادات المشاريع وفق محاصصة بين بعض القوى في الحكومة، وقد دفع هذا الأمر الوزير سليم كرم الى الانسحاب من الجلسة احتجاجا على حرمان منطقة زغرتا من أية مشاريع، في حين أذاع الوزير جبران باسيل بيانا زفّ فيه الى البترونيين إقرار سلسلة مشاريع لمنطقتهم…
وفي اطار التسويات التي تمت بين قوة الأكثرية، وجد رئيس الحكومة أمس مخرجا لقضية الداتا.
سحب البنود الخلافية
وقد سحبت من الموازنة البنود المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب، والخطة الاستشفائية، وتمويل الجيش. كما اخرج بند تمويل المحكمة الدولية من الموازنة، بعدما فاجأ الرئيس ميقاتي الوزراء باعلانه ان ما من حاجة اصلا لوضع هذا البند داخل الموازنة لأن المحكمة مولت هذا الصباح امس وبالطريقة نفسها التي اتبعت العام الماضي. وقد اعلنت المحكمة الدولية مساء انها تسلمت حصة لبنان، ولم يتضح فورا مصدر الاموال.
وعند مناقشة المشاريع التي تتضمنها الموازنة، غادر الوزير سليم كرم قاعة مجلس الوزراء وقال: طالبنا بأن يكون هناك حصة لزغرتا في الموازنة، ولاحظنا عدم ادراج هذا الموضوع، وعندما استفسرنا عن الامر طلبوا مني ان ادبر المال لتنفيذ هذه المشاريع. فهل انا من يجب ان يدبر المال ام الدولة.
واضاف: سأعلق مشاركتي في جلسات مجلس الوزراء، الى ان يحل هذا الامر، ولن اصوت على الموازنة.
وفي المقابل، اذاع الوزير جبران باسيل بيانا قال فيه نزف الى البترونيين خبر اقرار عدد كبير من المشاريع العائدة لقضاء البترون في مجالات المياه والصرف الصحي والطرقات والنقل والاتصالات والزراعة والطاقة وذلك على اثر وعلى هامش اقرار الموازنة.
وقالت مصادر المعارضة ان هذه التوزيعات تعكس المحاصصة بين بعض مكونات الحكومة التي ارست قبل اشهر سياسة التفاهم بين بعضها البعض.
وفي اطار هذا التفاهم، لم تقتصر مفاعيل العصا السحرية على الموازنة، بل تخطتها الى داتا الاتصالات، حيث ان الاجهزة حصلت في اجتماع عقد برئاسة ميقاتي على كل ما طلبته من داتا وهذا ما اعلن عنه ميقاتي نفسه بعد اجتماع الحكومة.
اقفال كورنيش المزرعة
ومع احتفال الحكومة بانجازها الموازنة فانها تجاهلت القرارات التي اصدرتها بمنع اقفال الطرق في بيروت. فقد قطع تجمع شباب واهالي بيروت طريق كورنيش المزرعة بالاطارات دون اشعالها، احتجاجا على اعطال الكهرباء وغياب التيار بشكل كامل وعلى مدى يومين في المنطقة المحيطة بمستشفى المقاصد ودار الايتام الاسلامية.
والقى الشيخ خضر القصار كلمة قال فيها كنا نود ان نحرق الدواليب، ولكننا فضلنا ان نكون حضاريين. وهذه رسالة اولية برسم المسؤولين ليبادروا الى اصلاح الاعطال، وسيكون للاهالي في المرة المقبلة خطوات تصعيدية تتعدى قطع الطريق وحرق الدواليب.
اما في صيدا التي شكت فعالياتها من الغياب الكامل للحكومة عما يجري فيها، فقد فك بائعو الخضار والفاكهة اعتصامهم بعدما كان المحتجون قطعوا صباحا في ساحة النجمة في صيدا الطرق الداخلية المؤدية الى اسواق صيدا، بالخضار التي رموها في الشارع والاطارات واقفلوا السوق التجاري.
وافاد بائعو الخضار ان بعض الاطراف السياسية حاولت الاستفادة من اعتصامهم لأسباب سياسية وهم رفضوا ذلك.
  

السابق
المستقبل: المحكمة تسلّمت التمويل والراعي يربط الاغتيالات بالسلاح
التالي
اللواء : موازنة 2012 تقاصص الموظفين والجيش ولا تعالج الخلل المالي