إعدام بشار الأسد!

يبدو أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لن يكون الرئيس العربي الوحيد الذي دخل تاريخ المشانق العربية في القرن الحادي والعشرين , فالبعثيون سواء في سورية أوالعراق يؤكدون سيرهم على طريق منهجي واحد , كما يؤكدون نظرية مؤسس حزبهم ميشال عفلق حول معركة المصير الواحد , ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس النظام السوري بأنه لن يخشى من مصير مماثل لماحصل لكل من معمر القذافي الذي قتل بطريقة جماهيرية! أوحسني مبارك الذي تعرض للإذلال والمهانة في آخر العمر بعد ثلاثين عاما من حكم مصر ! فإنه لم يذكر مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين وجماعته وهوالإعدام شنقا, لأنه يتطير من ذلك النموذج كما يبدو, وهونموذج مشابه إلى حد بعيد لنموذجه السلطوي ولمنهجه الفكري والآيديولوجي وحتى لعقليته اليابسة المتخشبة التي تنظر باتجاه واحد فقط , وطبعا الشعب السوري الحر كان حاضرا على الدوام ليبت برأيه ويعلن رفضه لأحاديث الاسد حول محبة شعبه له ورددت حناجر الجماهير الدمشقية وعلى مقربة من الأمن الجنائي في قلب دمشق شعار "الشعب يريد إعدام الرئيس"! وهوعلى مايبدو ليس شعارا استهلاكيا عابرا , بقدر ما هو خطة عمل شعبية ورغبة جماهيرية عارمة ستتحقق في القريب العاجل إن سمحت ظروف معركة دمشق المقبلة بإلقاء القبض على بشار الاسد وبطانته وتقديمهم لمحاكمة عادلة لن يكون حكمها أقل من الإعدام الذي سينفذ في ساحة المرجة أوساحة الأمويين أوالعباسيين أو وسط مدينة حمص الشهادة أوحماة الفداء أودرعا الكرامة. ولكن أغلب الظن أن نهاية الأسد ستكون مشابهة لنهاية معمر القذافي مع بعض الرتوش التي يتطلبها المشهد الثوري السوري , والغريب أنه رغم الاانشقاقات الهائلة والتي ستتوالى في صفوف الأجهزة العسكرية والاستخبارية, والتي ستؤدي في النهاية لانحلال وتحلل النظام من الداخل وسقوطه بطريقة مفاجئة إلا أن رأس النظام يتصرف وكأنه هومن يقرر مسار الأمور وليس الجماهير المليونية التي قررت طوي ملف النظام الإرهابي السوري وترحيله المباشر, وبالبريد المضمون الى مزبلة التاريخ , ومع كل يوم يمر ومع كل جريمة جديدة يتعزز المصير النهائي المفجع والمفزع لقادة النظام القاتل , فحتى النظام الإيراني وهويعيش تداعيات انهيار حلفائه وعملائه لا يستطيع أبدا ضمان حياة الرئيس السوري الذي لايفكر أبدا باللجوء لإيران لأن الحياة هناك لا تناسب أوضاعه وأفكاره وتوجهاته , وهو على ما يبدو بعد أن حشر في الزاوية يعلم علم اليقين أن المعركة تبدأ وتنتهي وتتقرر نتائجها في دمشق , وكل سيناريوهات النهاية الأخرى ليست سوى ضرب من ضروب الخيال والمبالغة والإمعان في التشويق المعلوماتي ليس إلا.
معركة دمشق ستكون الحاسمة والفيصل في تقرير الأمور , وإعدام الرئيس لم يعد مجرد شعار يرفع , بل تحول ليكون حقيقة ستؤكدها جماهير الشام وتعززها خطط الجيش السوري الحر الذي يعد العدة لإنهاء الموقف ميدانيا.. فترقبوا معركة دمشق المقبلة لكونها ستكون ملحمة المعارك الشعبية في القرن الحادي والعشرين وستدخل التاريخ بكونها المعركة التي ستكنس فاشيست البعث من على الأرض العربية.
إعدام الطغاة حقيقة تاريخية مؤكدة , والجماهير السورية الحرة التي غيرت وجه التاريخ لن تخذل الحناجر الصادحة بالثأر من القتلة… سورية تقف على أعتاب أخطر مراحل تاريخها المعاصر , والنظام لن يتزحزح إلا عبر المعركة المباشرة وما سيتلوها من نتائج.  

السابق
مجرّد فرضيّة في الإسلام والديموقراطيّة
التالي
واإسلامااااه!