«عامل» تواجه التمييز في المجال الصحّي

تعتقد نسبة 43,8 في المئة من العيّنة أن النساء العاملات في مؤسسات الرعاية الصحيّة يعانين التمييز والمضايقات وسوء المعاملة. وتسلطّ نسبة 31,3 الضوء على التمييز بين الجنسين في طبيعة المهمات المنجزة، ونسبة 29,8 في المئة على التمييز في المراتب المكتسبة في العمل. وتلفت نسبة 56,6 في المئة إلى الإيذاء اللفظي الذي يتعرضن له، ونسبة 45,1 في المئة إلى التحرّش الجسدي. وتصدر نسبة 66,3 في المئة من التصرّفات المبنيّة على التمييز بين الجنسين من المرضى وعائلاتهم، ونسبة 37,9 في المئة من الأطباء ونسبة 35,9 في المئة من زملاء العمل.
تشكّل هذه الأرقام أبرز نتائج دراسة استطلاعيّة في شأن «تعزيز دور العاملات في المجال الصحّي في لبنان وتحسين ظروفهن». وقامت بالدراسة «مؤسسة عامل الدوليّة» بالتعاون مع «منظمة شيستاس» الإيطاليّة. وشملت 282 استبيانا من الذكور والإناث عاملين في مؤسسات الرعايّة الصحيّة في الجنوب وبيروت.
تظهر هذه الدراسة، وفق نسرين رمّال من «عامل»، وجود تمييز يطال العاملات في الرعاية الصحيّة. ترتكز جوانب التمييز على الراتب والإساءة اللفظيّة والجنسيّة والنفسيّة والترفّع في مواقع العمل. ويرتبط هذا التمييز بنظرة المجتمع، وسلوكيات المرضى وأفكارهم المسبقة، وبعدم وجود قوانين واضحة تحدّد حقوق العاملين والعاملات داخل المؤسسات الصحيّة ومسؤولياتهم. تضيف رمّال ان العاملات يتخوّفن من تقديم الشكاوى والإفصاح عما يعانينه خصوصاً في ظلّ غياب المساندة والدعم من قبل الزملاء والإدارات في المؤسسات.
وتندرج هذه الدراسة ضمن مشروع تعزيز وتحسين أوضاع وظروف العاملات في حقل الرعاية الصحيّة في لبنان الذي أطلقته المؤسسة في العام 2009. ويتضمنّ المشروع، وفق العاملة الاجتماعيّة لمى عجروش، مراحل عدّة: الدراسة الميدانيّة، جلسات تدريب لمجموعة من العاملات على كيفيّة مقاربة موضوع التمييز الجندري أو التمييز القائم على الأدوار الاجتماعيّة للمرأة والرجل وسبل مواجهته من خلال تأليف مجموعات ضاغطة، ورفع الشكاوى، والانتساب إلى النقابات المعنيّة، وتحديد مكامن السلطة في العمل وآليات الحدّ منها.
وفي ختام المشروع، تطلق المؤسسة اليوم الحملة الإعلاميّة لتعزيز وضع العاملات في الرعاية الصحيّة تحت شعار «بكفاءتن بيتميّزوا، ما تميّز» بالتعاون مع «منظمة شيستاس» وبرعاية وزارة الشؤون الاجتماعيّة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
تشمل الحملة توزيع منشورات تثقيف وملصقات وبثّ إعلانات على مختلف وسائل الإعلام. وتتوجّه إلى مختلف فئات المجتمع والعاملين في القطاع الصحّي وإدارات المستوصفات والمستشفيات، وتستمرّ لفترة شهر. وبالتزامن مع الحملة، تطلق المؤسسة مجموعة كتيّبات للناشطات الاجتماعيات والعاملات كمادة تدريب وتثقيف في سبيل مواجهة التمييز الجندري.
يؤكّد رئيس «عامل» الدكتور كامل مهنا أن الحملة تهدف إلى نشر الوعي في شأن التمييز الجندري في مؤسسات الرعاية الصحيّة وإلى تغيير سلوكيات الأفراد والإدارات والانطباع السائد في المجتمع عن العاملات في مجال الرعاية الصحيّة. ويرتبط المشروع، وفق مهنا، بالمبادئ الأساسيّة للمؤسسة التي تنضوي على احترام حقوق المواطن، العمل على التنميّة الاقتصاديّة والصحيّة والاجتماعيّة، التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمرّ، ضمان حقوق المواطن في التعليم والصحّة، وتعزيز مشاركة المرأة في المجتمع.  

السابق
جامعة «AUCE» تطلق 612 متخرجاً
التالي
أهالي وتلامذة انجيلية النبطية واصلوا اعتصامهم