شربل إن حكى… بكى

لم يستطع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل حبس دمعته أمام المغتربين أمس. بكى عندما تحدث عن صورة جده الذي هاجر من لبنان إلى المكسيك عام 1890. لا يخجل الوزير شربل من دموعه إذا ما انهمرت وهو يتحدث بصوت متهدج عن شقيقه المهاجر منذ 44 عاماً، الذي عاد منذ «يومين هو وعائلته إلى لبنان». يقول شربل إنه «اللبناني الوحيد بين إخوته الأربعة المهاجرين». ليسأل من بعدها: «لماذا علينا أن نترك خيرة أبنائنا يهاجرون إلى الخارج؟».

أمس، في المؤتمر الذي عقده المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال في فندق مونرو، لم يكن ينقص الحضور سوى أن تتوسط شجرة أرز القاعة وأن يناقشوا مشاكلهم على صدى أغنية «بحبك يا لبنان» لفيروز، ليكون مؤتمراً فولكلورياً بامتياز. لكن غياب صوت فيروز عوّضه حضور صوت أنطون وديع الصافي الذي غنى لكل شيء، فغنى النشيد الوطني اللبناني، و«طلوا حبابنا طلوا» للموجودين.
لم يكن المؤتمر فولكلورياً فحسب، بل إن الزجل كان «شغالاً» بين وزير الداخلية ونسيب فواز، رئيس المجلس الاغترابي للأعمال؛ إذ إن الأخير طلب أن يكون هناك 30 نائباً من دول الاغتراب (5 عن كل قارة)، فردّ عليه شربل طالباً أن يكون الـ«128 نائباً من دول الاغتراب؛ فهؤلاء يحبون ويعرفون قيمة وطنهم أكثر ممن يقطن فيه». وبما أن وزير الداخلية حاضر بين المغتربين، كان من المفترض أن يتحدث أكثر عن قانون الانتخابات الذي أعدّه والذي يلحظ مشاركة المغتربين. كل ما قاله شربل عن القانون أنه أعده بعد وصوله إلى الحكم بثلاثة أشهر، لكن مجلس الوزراء لم يبتّه. يطمئن من بعدها إلى أن «الوضع الأمني في لبنان مستقر رغم كل الصعوبات»، مؤكداً «عدم إمكان نشوب حرب أهلية مثلما جرى في سبعينيات القرن الماضي».

شربل ناقم على الجميع، على «مجلس الوزراء الذي لم يناقش القانون»، وعلى «قانون الانتخابات الحالي الذي لا يجعلنا مواطنين في لبنان الـ 10452 كلم2، بل يجعلنا ننتمي إلى طوائف»، وعلى «وجود 7 أحزاب و7 طوائف تحكم لبنان، لم تنتج سوى نواب طائفيين وحزبيين». يتناسى أنه جزء من هذه الحكومة، وأن هذه الأحزاب تحديداً هي التي أتت به وزيراً.

المغتربون قابلوا صراحة شربل بكثير من التصفيق. فهو الوزير الوحيد الذي حضر مؤتمرهم؛ إذ إن الوزيرين المعنيين مباشرة بهم، أي وزير السياحة والخارجية والمغتربين المدعوين إلى المؤتمر لم يحضرا. بعد كلمة وزير الداخلية سأله أحد الحضور عن الوضع الأمني في صيدا وإغلاق الشيخ أحمد الأسير للأوتوستراد، فردّ عليه بأنه «يمكننا أن نفتح الطريق بثلاث دقائق، لكن ماذا سيحصل بعد ذلك؟»، ليضيف: «نحن نحل الأمر بحكمة». أما عن مشعلي الإطارات، فقال إنه «اعتُقل عدد منهم بعدما كنا قد صورناهم ووصل عدد المعتقلين إلى نحو 400».

في ختام حديثه عمّا يمكن المغتربين أن يقوموا به لأجل لبنان، نصح الوزير شربل بعقد «ندوات ونشاطات تضم كل المغتربين من كل الطوائف، يكون عنوانها محبة لبنان».  

السابق
السكوت من ذهب
التالي
الطائفة المستأثِرة والطائفة المطمئنة