أنان مبعوث روسي_إيراني؟!

بدأ كوفي انان مهمته الفاشلة في سوريا قبل ثلاثة اشهر. ومع وصوله الى دمشق للمرة الثالثة اول من امس يكون عدد القتلى قد ارتفع ثلاثة آلاف بمعدل الف قتيل لكل زيارة. وانان بدأ مهمته الكارثية على انه المبعوث الدولي – العربي بعد رفع توصيات الجامعة العربية الى مجلس الامن، لكن اقنعته تسقط الآن.
فبعد تصريحاته عشية وصوله الى دمشق مدافعاً عن روسيا والصين، ومتعمداً فرض ايران لاعباً اقليمياً عبر حمامات الدم السوري، ومحاولاً تحميل الدول الخليجية مسؤولية فشله، يمكن القول انه ليس اكثر من مبعوث روسي – ايراني عمل ويعمل منذ البداية على اعطاء النظام السوري المزيد من الوقت للحسم العسكري المستحيل!

كان فاضحاً ومعيباً ان يتعمّد انان الغياب عن "مؤتمر اصدقاء سوريا" كما قال الشيخ عبدالله بن زايد غاضباً، لكن الامر ليس مستغرباً بعدما وقف وراء روسيا حيث اعتبر ان "مؤتمر جنيف" يغني عن اي اجتماعات اخرى رغم انه انتهى بخلاف صارخ بين الروس والدول العربية والغربية. والآن عندما يحاول تحميل مسؤولية فشله الفاضح الى السعودية وقطر ودولة الامارات التي تدعو الى تسليح المعارضة، فانه يتجاهل كل اشاراته السابقة الى ان النظام السوري لم يطبق اي حرف من خطة بنوده الستة.

ليس خافياً على احد ان نقاط انان الست دعت الى وقف النار وسحب الآليات من المدن تمهيداً للحل السياسي ولكن النظام لم ينفذ، وعندما جاء المراقبون الدوليون منعهم النظام من امتلاك المروحيات تسهيلاً لمهمتهم وحتى من الحصول على هواتف دولية وحال دون وصولهم الى المدن التي شهدت المجازر فقبع روبرت مود وزملاؤه يتلون الصلوات في فنادقهم في دمشق. ومع ذلك بلغت الفظاظة بانان ان يحاول وضع العربة امام الحصان عندما اقترح في مؤتمر جنيف تشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة بينما كانت المدن السورية تحت وابل من القصف؟

والآن عندما يصل انان الى دمشق قائلاً ان مهمته لم تنجح وليس من ضمانات بأنها ستنجح… "ولكن ليس هناك من حلول بديلة ولا من خيارات اخرى على الطاولة"، يمكن ان نفهم انه يريد الاستمرار في توفير الغطاء للنظام والحل العسكري الذي شبع فشلاً منذ 16 شهراً. لكنه عندما يعود الى نغمة الاصرار على اشراك ايران في الحل في وقت تعتبرها المعارضة جزءاً من المشكلة اخطر وادهى من المشكلة الروسية والصينية، فان ذلك يدفع الكثيرين الى استذكار التاريخ المعيب والسيئ لأنان وابنه، الذي ذهب بعيداً في المتاجرة بآلام العراقيين.

فهل نكتشف ولو بعد حين ان المستر انان الذي تم استدعاؤه من الغبار منغمس الآن في بورصة الدم السوري، وخصوصاً عندما يحاول ان يجعل من مهمته الفاشلة مدخلاً لتلزيم روسيا وايران الازمة السورية، في وقت تكتفي هيلاري كلينتون بالتحذير الفظ من كارثة تتهدد سوريا؟!   

السابق
النظام الطائفي بالمجتمع الطائفي
التالي
هل صدّق أنان الاسد؟

أنان مبعوث روسي_إيراني؟!

بدأ كوفي انان مهمته الفاشلة في سوريا قبل ثلاثة اشهر. ومع وصوله الى دمشق للمرة الثالثة اول من امس يكون عدد القتلى قد ارتفع ثلاثة آلاف بمعدل الف قتيل لكل زيارة. وانان بدأ مهمته الكارثية على انه المبعوث الدولي – العربي بعد رفع توصيات الجامعة العربية الى مجلس الامن، لكن اقنعته تسقط الآن.
فبعد تصريحاته عشية وصوله الى دمشق مدافعاً عن روسيا والصين، ومتعمداً فرض ايران لاعباً اقليمياً عبر حمامات الدم السوري، ومحاولاً تحميل الدول الخليجية مسؤولية فشله، يمكن القول انه ليس اكثر من مبعوث روسي – ايراني عمل ويعمل منذ البداية على اعطاء النظام السوري المزيد من الوقت للحسم العسكري المستحيل!

كان فاضحاً ومعيباً ان يتعمّد انان الغياب عن "مؤتمر اصدقاء سوريا" كما قال الشيخ عبدالله بن زايد غاضباً، لكن الامر ليس مستغرباً بعدما وقف وراء روسيا حيث اعتبر ان "مؤتمر جنيف" يغني عن اي اجتماعات اخرى رغم انه انتهى بخلاف صارخ بين الروس والدول العربية والغربية. والآن عندما يحاول تحميل مسؤولية فشله الفاضح الى السعودية وقطر ودولة الامارات التي تدعو الى تسليح المعارضة، فانه يتجاهل كل اشاراته السابقة الى ان النظام السوري لم يطبق اي حرف من خطة بنوده الستة.

ليس خافياً على احد ان نقاط انان الست دعت الى وقف النار وسحب الآليات من المدن تمهيداً للحل السياسي ولكن النظام لم ينفذ، وعندما جاء المراقبون الدوليون منعهم النظام من امتلاك المروحيات تسهيلاً لمهمتهم وحتى من الحصول على هواتف دولية وحال دون وصولهم الى المدن التي شهدت المجازر فقبع روبرت مود وزملاؤه يتلون الصلوات في فنادقهم في دمشق. ومع ذلك بلغت الفظاظة بانان ان يحاول وضع العربة امام الحصان عندما اقترح في مؤتمر جنيف تشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة بينما كانت المدن السورية تحت وابل من القصف؟

والآن عندما يصل انان الى دمشق قائلاً ان مهمته لم تنجح وليس من ضمانات بأنها ستنجح… "ولكن ليس هناك من حلول بديلة ولا من خيارات اخرى على الطاولة"، يمكن ان نفهم انه يريد الاستمرار في توفير الغطاء للنظام والحل العسكري الذي شبع فشلاً منذ 16 شهراً. لكنه عندما يعود الى نغمة الاصرار على اشراك ايران في الحل في وقت تعتبرها المعارضة جزءاً من المشكلة اخطر وادهى من المشكلة الروسية والصينية، فان ذلك يدفع الكثيرين الى استذكار التاريخ المعيب والسيئ لأنان وابنه، الذي ذهب بعيداً في المتاجرة بآلام العراقيين.

فهل نكتشف ولو بعد حين ان المستر انان الذي تم استدعاؤه من الغبار منغمس الآن في بورصة الدم السوري، وخصوصاً عندما يحاول ان يجعل من مهمته الفاشلة مدخلاً لتلزيم روسيا وايران الازمة السورية، في وقت تكتفي هيلاري كلينتون بالتحذير الفظ من كارثة تتهدد سوريا؟!   

السابق
النظام الطائفي بالمجتمع الطائفي
التالي
هل صدّق أنان الاسد؟