أبالسة السياسة


قبل أن تشرع للقيام بثورة سياسية ابدأ أولا بالثورة الداخلية، داخل قلبك وضميرك ونفسك، الداخل أولى من الخارج، بعض الثوار يحتاج من يثور عليه لسوء فكره وسلوكه، بعض الثورات تحتاج أن تردم قبل أن تقوم.
هناك من يهرول مسرعا وراء كل مخالف، وهناك من يخالف لمتعة الخلاف فحسب، بلا منطق أو حجة، وهناك من يتعصب في خلافه، وهناك المتطرفون في خلافتهم ومخالفتهم، ويبلغون أقصى السلبية وأقساها في مواجهة خصومهم، والاختلاف معهم يفسد للود كل القضايا!!

هناك من ينظر باتجاه واحد، رؤية بعيدة أو قصيرة لكنها قاصرة على ما يريد أن يراه، ولو وسع أفق رؤيته قد يتضح له سوء موقفه، لكنه لا ينفك عن إصراره الأعمى على أن الحق هو ما يرى فقط وما يؤمن به.
كثيرون هم أبالسة العمل السياسي الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف، وخبروا دروب ودهاليز السياسة الملتوية بعيدا عن دربها السالك القائم على الصدق والوضوح والمكاشفة والشفافية، ونجدهم في سبيل غاياتهم الشخصية لا يمانعون من حرق الأخضر واليابس، لكن المهم هو ارتفاع رصيدهم الشعبي وزيادة قاعدتهم الجماهيرية، مهما كان الثمن، وأحيانا الثمن باهظ جدا، والضحايا كثيرون، لكن أخانا لا يمانع بأي شيء في سبيل غاياته، كفانا الله شرورهم، وحفظ بلادنا منهم، وما أكثرهم، ودمتم سالمين.
تغريدة :
لا تقف عند حد، النهاية لا تقررها، الله وحده يعلمها، بادر.  

السابق
هكذا ردّت نانسي على نوال الزغبي
التالي
يخفيان رضيعهما في حقيبة