30 ألفاً من الجيش الحر يستعدون للمعركة الحاسمة في دمشق بحضور أنان

وصل إلى دمشق مساء الأحد كوفي عنان، المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، وذلك بهدف عقد لقاءات مع المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، في وقت كان فيه الجيش السوري يعلن عن مناورات بحرية كبيرة، بينما تابع السيناتور الأمريكي، جون ماكين، دعوة بلاده إلى تسليح المعارضين السوريين.
وتأتي زيارة عنان إلى سوريا قبل الظهور المتوقع للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمام مجلس الأمن لعرض تقريره حول مستقبل عمل بعثة المراقبة الدولية، والتي دعا إلى توسيع عملها عبر إضافة مواكبة مسلحة أو سحبها أو تحويل دورها إلى الجانب السياسي.
كما تأتي الزيارة بعد اجتماع باريس الدولي لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري" والذي شدد على ضرورة رحيل الأسد، وسط انتقادات أبداها وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لعنان بسبب غيابه عن الجلسة.

كشفت مصادر رفيعة في "الحزب الإسلامي العراقي" ل¯"السياسة", أمس, أن المعارضة السورية تعد العدة والخطط الميدانية لدخول دمشق بهدف خوض المعركة الحاسمة مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوضحت المصادر أن اجتماعات عقدت في تركيا جمعت قيادة "الجيش السوري الحر" وأجهزة استخباراتية وعسكرية من دول عربية وغربية لبحث كل التفاصيل اللوجستية اللازمة لنقل المعركة بالكامل الى قلب دمشق, كاشفة ان بعض مجموعات "الجيش الحر" تسلمت صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض – جو لإسقاط المروحيات التي يمكن أن تستخدمها قوات الأسد لمنع الثوار من دخول العاصمة.

ورجحت المصادر العراقية أن يكون "الجيش الحر" جهز نحو ثلاثين ألف مقاتل لمعركة دمشق, مشيرة إلى أن بعض القيادات العسكرية في جيش النظام ربما ارسلت إشارات الى قيادة "الجيش الحر" بأنها ستكون مستعدة للتحرك اذا بدأت معركة العاصمة, وان هذا التنسيق قد يكون احد الاهداف الملحة لخطة التحرك باتجاه دمشق لتمكين بعض القادة العسكريين السوريين من فعل شيء لأن الكثير منهم معزول او تحت الاقامة الجبرية او داخل المعتقلات, وسط معلومات عن وجود حوالي عشرة آلاف عسكري بينهم ضباط برتب كبيرة يخضعون للتحقيق من قبل الاجهزة الأمنية التابعة للأسد.
في سياق متصل, قال الخبير العسكري العراقي ناظم العاني ل¯"السياسة" ان خطة المعارضة السورية لاقتحام دمشق واقعية وممكنة لسببين رئيسيين:

– الأول, ان القوات الموالية للأسد باتت منهكة بعد حوالي 16 شهراً من الثورة, لأن هذه القوات سيما العسكرية منها مدربة في الأساس على خوض حروب تقليدية, وهي تخوض منذ أشهر طويلة حرب عصابات في الارياف والمدن وقد اتسعت جغرافية المواجهات الى مدن حلب واللاذقية والسويداء لتشمل كل المدن تقريباً, وهذا يعني من الناحية الستراتيجية ان الجيش النظامي في ورطة كبيرة جداً على الأرض, بالتوازي مع تصاعد القوة في الجانب الآخر حيث تسلم "الجيش السوري الحر" أسلحة مهمة من الدول الداعمة له تتيح له التصدي لقوات الاسد التي تستخدم المعدات الثقيلة في المدن والأرياف.
– السبب الثاني, ان "الجيش الحر" يمكن ان يطلب تجميع قواته المنتشرة في مدن حمص وحماة ودرعا وهي المدن الاقرب الى دمشق, وقد تصل هذه القوات الى اكثر من 30 الف مقاتل, إضافة إلى القوات الموجودة داخل العاصمة وفي مناطق ريفها, حيث تؤكد التقارير ان سكان الارياف الذين يتجاوز عددهم مليونين ونصف المليون نسمة يؤيدون "الجيش الحر", وقد ترسل هذه الارياف آلاف المقاتلين لدعم الزحف الى دمشق, فضلاً عن مئات المقاتلين المتمركزين في احياء بوسط دمشق, وهذا العدد كاف للسيطرة على المدينة وكسب المعركة فيها, لأن قوات الجيش النظامي لن تكون قادرة على استخدام الاسلحة الثقيلة, والاهم ان حلفاء الاسد سيصلون نقطة يسلمون فيها بقرب انهيار نظامه لأن المعركة داخل دمشق لها دلالات داخلية ودولية واقليمية عميقة.
 

السابق
أنان هو الفاشل!
التالي
كلينتون: الانشقاقات تقلص فرص بقاء نظام الأسد