قضية بوكير..هل حُلَّت إتحادياً؟!

أكد المدير الفني لمنتخب لبنان الوطني لكرة القدم المدرّب الالماني ثيو بوكير طغيان الأجواء الإيجابية على الاجتماع الذي عُقِدَ في مقر اتحاد اللعبة، والذي جمعه مع الامين العام جهاد الشحف، بحضور مدير المنتخب فؤاد بلهوان بناءً على مقرّرات جلسة اللجنة العليا يوم الخميس المنصرم، بعدما كان الالماني بوكير تناقش في الموضوع مع رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين، حيث شدّد بوكير على أن علاقته جيدة باتحاد كرة القدم، وهو يحترم رئيسه المهندس هاشم حيدر والأعضاء، خصوصاً أنّه يعمل لدى الاتحاد.

كما أشار بوكير إلى أنّه مدير فني للمنتخب ولا علاقة له بالأمور الإدارية، مكرّراً أنّه لا يوجد أي أمور سلبية بينه وبين اتحاد كرة القدم.
بهذه الكلمات المنمّقة والمختارة بعناية فائقة، أراد «المستر بوكير» إنهاء الأزمة بينه وبين اتحاد اللعبة، معتقداً بأنّ ذلك يُعتبر كافياً للتكفير عمّا ارتكبه بحق المنتخب ولاعبيه، كما تجاه اللعبة واتحادها ماضياً كما حاضراً، علماً بأنّ المطلوب من بوكير، هو توضيح ما سبق وأعلنه قبل توجّهه إلى السعودية لخوض منافسات كأس العرب عبر إحدى الصحف المحلية، وكال فيه الإساءات بالجملة للعبة واتحادها، وهو ما كان موضع استياء من قِبل اللجنة العليا في اجتماع الخميس، حيث كان من المفترض أنْ يلي اجتماع بوكير مع قمر الدين والشحف، إصدار ما يدحض ادعاءاته واتهاماته، لكن أنْ تسير الأمور بهكذا إخراج، عبر الإدلاء بكلمات قليلة عبر نفس الصحيفة التي نشرت مقابلته المسيئة، فهذا ما لا يمكن قبوله، قياساً إلى الحجم الذي كانت عليه نقاشات اللجنة العليا في اجتماع الخميس.
ويبقى السؤال حول رد فعل الاتحاد الذي يجتمع اليوم في جلسته الاسبوعية، فهل يقتنع بقول بوكير إنّ ما يربطه برئيس الاتحاد وأعضائه هو علاقة احترام، وهنا الطامة الكبرى، إذ هل يمكن لمطلق مدرّب ألا يحترم أعضاء الاتحاد الذي عينه، وهو مجرد موظف يتقاضى راتباً، وهل أتى بوكير بجديد حين أعلن عن أنّه يعمل لدى الاتحاد؟..

وصحيح أنّ بوكير «المنبطح» حفاظاً على وظيفته لدينا كمدرّب للمنتخب، أراد أنْ يمحُوَ كلامه المسيء عبر الصحيفة التي قال عبر صفحاتها ما قاله، ولكنه اكتفى بطلب العفو (غير المباشر) من الاتحاد، لكنه نسي إساءاته للعبة بشكل عام، وللاعبي المنتخب الوطني ولمدرّبي أنديتنا المحليين، كما نسي الاعتذار للإعلاميين الذين سيبقى مسؤولاً أمامهم، ولا يمكن أنْ يسامحوه على ما اقترفه لسانه.
من هنا، كل ما أسلفناه يعني أنّ القضية لم تُحل بمجرد تبييض المستر بوكير صفحته أمام اتحاد اللعبة، علماً بأنّه لولا الخوف من إقالته بعد ما أقدم عليه، لما تراجع عن كلامه المسيء بحق الاتحاد حصراً، باعتبار أنّ الأخير هو صاحب الكلمة الفصل ببقائه من عدمه، علماً بأنّ بوكير لو لم يتواتر إليه، أنّ هناك نيّة جديّة لإقالته، لما اعتذر، (وحصراً للاتحاد)، علماً بأنّ مدرّباً غيره، يمتلك بعضاً من الانسجام مع نفسه، لكان امتلك الجرأة على تقديم استقالته التي لطالما هدَّد بها، وذلك قبل انتظار إقالته، والتراجع عمّا يعتقد بأنّه يُعبّر عن قناعاته، لكن المدرّب الألماني الذي هدّدنا بإمكانية بقائه بعد الدور الثالث لتصفيات المونديال، خائف على وظيفته، لا لشيء، سوى لأنّه لا مكان له في أيٍّ من المنتخبات أو الأندية، بعد انفضاح مستواه عبر النتائج الأخيرة لمنتخبنا..   

السابق
إيران: خطة إغلاق مضيق هرمز جاهزة بانتظار الاقرار
التالي
الأسير يوسّع رقعة إعتصامه ويؤهله لوجستياً