طيردبّا تحتضن مهرجاناً فولكلورياً لبنانياً ـ فلسطينياً

التراثان اللبناني والفلسطيني، متداخلان ومتشابهان في كثير من مكوناتهما، بحكم عوامل الجغرافيا والتاريخ والتواصل.
وعلى سبيل المثال، فإن «الدبكة الشعبية اللبنانية»، تكاد تكون صورة طبق الأصل عن أختها الفلسطينية، والأشعار الشعبية كالعتابا والميجانا والشروقي وأبو الزلف، هي هي في البلدين الذين فرقتهما الحدود التقسيمية، ناهيك عن العادات والتقاليد والروابط العائلية وأنماط المعيشة في المجالات الزراعية والتجارية والاجتماعية، والنضال المشترك لاسترداد الحقوق المغتصبة من براثن العدو الصهيوني، وما يحاك من مؤامرات داخلية وخارجية لزرع الفتنة بين الشعبين المناضلين لفكّ أواصر العلاقة، وإضعاف وحدة المصير النضالي.
وتجسيداً لهذه القيم والمبادئ والمفاهيم في النفوس، انبرت نخبة من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين العاملين في الميادين السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية من خلال الأنشطة والمناسبات الاحتفالية التراثية والفنية المشتركة التي تنظمها «جمعية التواصل اللبناني ـ الفلسطيني» في عددٍ من المناطق الجنوبية، وكان أبرزها، الاحتفال الذي أقامته الجمعية بالتعاون مع «نادي المستقبل الثقافي الاجتماعي» في بلدة طيردبا برعاية عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية علي خريس.
أقيم الاحتفال في باحة مدرسة البلدة الرسمية، وحضره إلى راعي الاحتفال، ممثلون عن الجيش اللبناني وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية، ووجوه بلدية واختيارية واجتماعية وثقافية وتربوية، وتخللته كلمات وقصائد شعرية وعروضات تراثية وفولكلورية، أبرزت صوراً جلية عن عمق هذه الثوابت المشتركة بين لبنان وفلسطين ومتانتها وأصالتها، والحفاظ على الهوية والقضية لتبقى حية في نفوس الاجيال المقبلة.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، قدّم للاحتفال الأستاذ كامل شبلي، واستهلت الكلمات بكلمة مدير المدرسة ورئيس النادي محمد فقيه الذي رحب بالحضور، مؤكداً أن هذا الاحتفال يأتي في زمن العصبيات الطائفية والمذهبية، ونحن نسير عكس السير لنؤكد وحدتنا المشتركة بين لبنان وفلسطين. 
 

السابق
نجلا مبارك أمام الجنايات في قضية البورصة
التالي
حفل تكريمي لطلاب المدرسة الإنجيلية الوطنية في النبطية