راشـيا: أزمـة الكهـرباء تـطال الأمـن المعيشـي

لم تتوقف سلسلة العذابات اليومية التي يواجهها أبناء منطقتي راشيا والبقاع الغربي عند حدود انقطاع التيار الكهربائي. أنتجت الأزمة سلسلة من المشاكل والمرارات التي تبدأ بانحسار ضخ المياه أو توقفه من مشروع «لوسي» الذي يغذي المنطقة بمياه الشفة، ولا تنتهي باختفاء الحرارة من الهواتف الثابتة التي تستمد إرسالها من محطات هوائية، تعتمد على التيار الكهربائي في شحن مشغلاتها الرئيسية، ناهيك عن تراجع الإنتاجية في المرافق الصناعية.
وأدى مسلسل الأزمات المتتالية إلى الإخلال بالأمن المعيشي والاستقرار الحياتي للمواطنين، نتيجة توسع دائرة النفقات الإضافية والمصاريف الجانبية. وباتت المصروفات الإضافية تتوزع بين شراء صهاريج المياه بأسعار مرتفعة تلامس الثلاثين ألف ليرة للصهريج الواحد، ومضاعفة فواتير المولدات الكهربائية الخاصة، والتي تتراوح بين مئة ومئتي دولار أميركي في الشهر الواحد، ناهيك عن النفقات الأخرى المتعلقة بالهاتف النقال، وغيرها من المتطلبات، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من أزمة اقتصادية قاتلة.
ويثير تفاقم المعاناة امتعاض الأهالي الذين أعربوا عن خشيتهم من تواصل الحالة واستمرارها، مشككين بدور الإدارات الرسمية المسؤولة، التي وصفوها «بالمتقاعسة» عن تلبية أبسط المقومات الحياتية المشروعة للمواطن.
ولفت رئيس رابطة مخاتير راشيا كمال ناجي إلى المرارة التي يعيشها المواطن في المنطقة، وما يواجهه من عذابات يومية، ناشئة عن التقنين الحاد الذي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان، والذي يلامس العشرين ساعة في الأربع والعشرين. لا بل أكثر من ذلك حيث يتخلل ساعات التغذية انقطاعات متكررة قد تصل أحيانا الى عشر مرات في دقائق محدودة، فضلا عما يخلفه انقطاع التيار من أزمات تتعلق بتوقف ضخ المياه من مشروع «لوسي»، الذي يغذي المنطقة بمياه الشفة، واختفاء الحرارة من الهواتف الثابتة، التي يرتبط إرسالها بمحطات هوائية، تعتمد على التيار الكهربائي في شحن مشغلاتها. ويحول انقطاع التيار الكهربائي حياة المواطنين إلى جحيم حياتي واقتصادي مرير وسط حرمان متعدد الأوجه. ويسقط المواطنون بين أنياب الفقر والحاجة والعوز، مع أنهم لم يتوانوا يوماً عن دفع المستحقات المطلوبة منهم، وبالتالي من حقهم على الإدارات المسؤولة أن توفر لهم التيار الكهربائي، وأن تؤمن لهم مياه الشفة، وأن ترفع الضرر اللاحق بهم جراء توقف الهاتف عن العمل.
ويعبر حسن عبد الخالق عن امتعاضه من هذه الحالة، لافتا الى حجم الأزمات التي تلاحق المواطنين في المنطقة، وتضيق عليهم الخناق في كل التفاصيل الحياتية، مؤكدا ان الخلاص من هذا المستنقع الآسن يتطلب تغييرا كاملا على المستويين الإداري والسياسي في البلد. وقال إن انقطاع التيار الكهربائي يؤدي الى حرماننا من مياه الشفة، ويعطل المشغلات الرئيسية للمحطات الهوائية، فتختفي الحرارة من الهواتف الثابتة، وتتوقف حركة التخابر داخليا وخارجيا، ما ينعكس سلبا على الحركة التجارية.
ويصف أسد أبو رافع تحرك الدولة «بالعبثية»، فهي «تأخذ غطة أهل الكهف، ولا تبالي بما يتهدد المواطنين في أمنهم المعيشي واستقرارهم الحياتي، ولا تسعى لإيجاد الحلول للمشاكل والأزمات الخانقة». ويرى أن عشرات الآلاف من أبناء المنطقة يعيشون على ضوء الشموع، ويقتلهم العطش، فهي، أي الدولة، في واد والمواطن في واد آخر.
في المقابل، يؤكد مصدر مسؤول في مصلحة كهرباء لبنان ان حالة انقطاع التيار الكهربائي تعم لبنان، مشيرا الى ان 130 محطة كهربائية في المنطقة تفتقد الفواصل ونظام الحماية، وأن عمليات الصيانة لم تعد تفي بالغرض المطلوب، والأمر بات يتطلب تبديلا وتغييرا لكل الشبكات، وخطوط استجرار الطاقة، إضافة الى المحولات والصحون.
ويشير المصدر إلى ان المنطقة تتغذى بالتيار الكهربائي من مخرجين الأول من جب جنين قوته (15 الف فولت) والثاني من مركبا، مؤكداً ان «المحطات بالية، وبعضها تالف ويعمل بطاقة ضعيفة جدا، لا تزيد قوتها (على 120 فولت)».  

السابق
مخاتير بنت جبيل: مكتب عقاري ينتحل صفتين
التالي
حركة امل كرمت عوائل شهدائها في الشقيف