الانوار: مهلة 48 ساعة امام الدولة من النائب حرب ومعتصمي عكار

ظلت تداعيات الاهتزاز الامني الجديد مخيمة على الساحة السياسية امس، من خلال تحقيقات في محاولة استهداف النائب بطرس حرب، وتحركات شعبية في عكار عزلت المنطقة عن طريق اقفال طرقها بالعوائق والاطارات المشتعلة. وقد فتحت الطريق الدولية جزئيا مساء امس في حين ستبقى الطرق الداخلية مقفلة حتى احالة قضية مقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب على المجلس العدلي.

وقد تواصلت التحقيقات القضائية في محاولة استهداف النائب حرب، وانجزت المباحث الجنائية رسما تقريبيا للجاني الذي كان يحاول زرع عبوة في المصعد. وقالت مصادر معنية للوكالة المركزية ان التحقيقات في القضية تنطلق من مجموعة ادلة تم العثور عليها في مكان الحادث، وان لدى القوى الامنية معلومات دقيقة وجدية والمعطيات حول المحاولة تصل الى درجة الخطورة.

وقد امهل النائب حرب الذي زار رئيس الجمهورية امس واطلع على مجريات التحقيق، الجهات القضائية والامنية 48 ساعة للكشف عن ملابسات محاولة اغتياله، وفي ضوء ذلك سيعقد مؤتمرا صحافيا يوم الاثنين المقبل. كما دعا وزير الاتصالات نقولا الصحناوي الى ان يعطي داتا المعلومات كاملة وليس فحوى المخابرات. وقال: اذا لم تتجاوب وزارة الاتصالات بتقديم المعلومات، فلا يمكن السكوت عن ذلك، لان جميع اللبنانيين معنيون.

عزل عكار

على صعيد عكار، فقد عزلت المنطقة عن بقية المناطق اللبنانية جراء التحركات الشعبية التي سادت إحتجاجا على تخلية سراح الضباط والعسكريين الموقوفين في قضية الشهيدين الشيخين احمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب.

فقد أقدم عدد من المحتجين على قطع الطرق بالخيم والاطارات المطاطية المشتعلة والصخور والرمال، في عدد من القرى عند مفارق منجز والبيرة وبلدة الشيخ محمد ووادي الجاموس، وبلدة خريبة الجندي وطريق حلبا – الجومة، إضافة الى طريق العبدة – طرابلس في المحمرة في الاتجاهين، الأمر الذي تسبب بزحمة سير خانقة، واضطر العابرين الى اللجوء الى طرق فرعية وداخلية بين قضاءي المنية – الضنية وعكار للوصول الى منازلهم.

وقد اعيد عصرا فتح طريق العبدة – المنية جزئيا في حين ان الطرق الداخلية ستبقى مقطوعة حتى يوم الاثنين، في انتظار صدور قرار عن الجهات المختصة يقضي باحالة قضية مقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب على المجلس العدلي، باعتبار ان مجلس الوزراء دعي لعقد جلسة مساء الاثنين في قصر بعبدا.

اجتماع نيابي

وقد عقد اللقاء الوطني – الاسلامي اجتماعا في منزل النائب معين المرعبي في طرابلس مساء امس بحضور النواب: محمد كبارة، سمير الجسر، خالد ضاهر، قاسم عبد العزيز، النائب السابق مصطفى علوش، والمشايخ كنعان ناجي، بلال بارودي، زكريا المصري، ومسؤول الجماعة الاسلامية في طرابلس حسن الخيال.

اثر الاجتماع تحدث النائب ضاهر باسم المجتمعين وقال: نحن نطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة باحالة هذه القضية الى المجلس العدلي لكي يتم احقاق الحق والعدالة بمعاقبة المرتكبين واطلاق سراح الأبرياء، وبالتالي فان قتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه هي قضية وطنية عامة تخص كل اللبنانيين والمعالجة الصحيحة هي الطريق الصحيح التي تهدئ النفوس وتساهم في عملية تهدئة الرأي العام وازالة كل عوامل الالتباس في ساحتنا العكارية والشمالية وفي كل لبنان، وكل تقاعس هو سبب للفتنة ونحن لا نريد الفتنة، ونطالب المسؤولين بأن يمنعوا حصول الفتنة لأن استهداف لبنان واستهداف ساحتنا في طرابلس وعكار اصبح أمرا مكشوفا وعلى الجميع تحمل مسؤوليتهم الوطنية في عملية احقاق الحق.

وقد حمل الوزير غازي العريضي بعنف مساء امس على طريقة معالجة قضية الشيخين عبد الواحد ومرعب. وقال في حديث الى قناة المنار ان البلد يمر في فترة عصيبة جدا، وبحسب السياسة السائدة، فالبلد متوجه الى الغرق.
واذ لفت الى ان الفساد مستشر في الوزارات، اكد ان كل ما يحصل على الصعيد السياسي هو لمصالح انتخابية.

واكد العريضي ان ما يجري بالشارع يتمتع بالتغطية، والمرتكب يتم تغطيته، مشيرا الى ان ما حصل في ملف مقتل الشيخ عبد الواحد والافراج عن عدد من الضباط، هو قرار خاطئ ولن نقبل بالا يحاكم المرتكب، معلنا ان هناك من قال من داخل المجلس الوزاري، انه لا يجب ان يحاكم المرتكب في هذا الملف.

قضية المياومين

اما في ازمة المياومين، وفيما لم يبرز جديد على خط الحلول والمساعي الهادفة الى تليين المواقف، وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل في قصر بعبدا تحت عنواني تعديل كيفية اعطاء داتا الاتصالات والموازنة العامة، وقد طرحت على الفور اسئلة عما اذا كان وزراء التيار العوني سيعودون عن تعليق مشاركتهم في الجلسات.

وقد واصل الوزير جبران باسيل امس التلميح الى موقف حلفاء التيار الحر وقال: هناك اليوم من يمنع اصلاح الاعطال في الكهرباء. وبالامس نزل فريق عمل الى الضاحية لاصلاح عطل فمنعوه وهددوه. ولا جباية تحصل، وبالتالي لا اموال لدفعها لاستجرار الكهرباء من سوريا. وتابع: الموضوع ليس غيمة بيننا وبين حلفائنا، بل هناك نمط عمل لا يمكن ان نقبل به، اتى من صديق او خصم. فالمؤسسات اقوى من اي تفاهم سياسي.

مغادرة ماكين

من ناحية اخرى، غادر السناتور الاميركي جون ماكين بيروت امس الى ليبيا بعدما التقى الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط.

وردا على سؤال عن كلامه عن المنطقة الآمنة للجيش الحر قال ماكين: انا لا ارى ان هذا الامر قد يطبق من لبنان، بل اما عبر تركيا او الاردن، لان الامر في لبنان مختلف، والمعارضة السورية بحاجة الى الملاذ الآمن انما ليس من لبنان.

وكان جنبلاط رحب بماكين في المختارة، مشيرا الى انها ليست المرة الاولى التي يزور فيها المختارة كما لن تكون الاخيرة وهو الذي دافع عن استقلال لبنان، وعن المحكمة الدولية من اجل احقاق العدالة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري ونخبة من رجالات السياسة والفكر والادب والصحافة، والذي يقف اليوم الى جانب حق الشعب السوري في العيش الكريم والكرامة بمواجهة آلة القتل للنظام السوري الحالية، وان شاء الله بجهوده وجهود المجتمع الدولي وتضحيات الشعب السوري سينال هذا الشعب حقوقه الكاملة.  

السابق
الحياة: ميقاتي يرد على طلب المعارضة استقالته و التجاذب يتجدد
التالي
الديار: الاسير يهاجم ضباط الجيش اللبناني في الجنوب ويشتمهم ويتحداهم