الشرق: محاولة اغتيال حرب مترابطة مع المحاولة ضد جعجع

حوادث الاغتيال او محاولات الاغتيال احجية في لبنان وقد يكون البلد الثالث بعد باكستان والفليبين الذي يبقى فيه المجرم مجهولا لكنه يكشف عن نفسه في سياق تسلسل الاحداث.

حتى اللحظة، لم يكشف عن القاتل الحقيقي للشهيد الكبير معروف سعد الذي فجر الحرب الاهلية في وقت لاحق وبقيت حوادث الاغتيال جميعها من فعل مجهول على رغم ان المستفيد منها كان معروفا بالاسم .

من حاول اغتيال حرب؟ والان من حاول اغتيال الشيخ بطرس حرب وما هي اهدافه؟
بادىء ذي بدء إن حادثة من هذا القبيل تحتاج الى فريق كبير لديه التمويل الكافي أي ان الفريق بحاجة الى مبالغ ضخمة لتغطية تكاليف اقامته ونقلياته وطعامه واتصالاته ولتغطية عمليات المراقبة والرصد والتي تحتاج في بعض الاحيان الى اشهر .

وعادة تكون هذه العمليات من فعل طرف قوي يعمل لصالحه اكثر من شخص وقد يكون دولة او جهاز مخابرات او جهة سياسية بكل الاحوال فان محاولة اغتيال حرب ليست منفصلة عن حوادث اخرى، فقد سبقها محاولة اغتيال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وقد يكون هناك محاولات أخرى لشخصيات أخرى، لكنها لم تجد طريقها الى التنفيذ بانتظار ساعة الصفر.

المحاولة غير مفاجئة

والمحاولة الأخيرة ضد حرب لم تكن مفاجئة لا للاجهزة الامنية ولا للاوساط السياسية، قد تبلغ السياسيون تحذيرات جدية من محاولات لاغتيالهم، وفرضت اجراءات امنية مشددة على زعماء الاحزاب والوزراء والنواب حتى ان رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط يلازم منزله في كليمنصو ولا يحضر حتى اجتماعات قيادة الحزب الاشتراكي ويزور المختارة. لكن الاجهزة التي تبلغت التحذيرات التي تردد ان مصدرها مخابرات دولة غربية لم تتبلغ اسم الجهة المنفذة المحتملة لكنها اكتفت بوضع خيارات امام هذه الجهة او تلك.

اطراف اخرى غير اسرائيل

في السابق كانت تلصق اية محاولة اغتيال باسرائيل والاخيرة ليست بريئة باي حال لكن ليس كل مايحصل وراءه اسرائيل. فهناك اطراف اخرى محلية وفي المنطقة لها مصالحها واهدافها ومهما كان اسم الفاعل فهو يهدف من دون شك الى تحقيق اهدافه عبر محاولات الاغتيال اولا التخلص من الخصم السياسي بواسطة القتل ولاحداث فتنة.

الخصوم السياسيون

ويخطىء خصوم جعجع او حرب اذا ظنوا ان الاغتيال سيريحهم فما يحصل مقدمة خطيرة لتجفير الوضع الامني لن ينجو احد من آثاره ومضاعفاته . وحادث حرب هو شكل من اشكال محاولات التفجير سواء اكان هذا الشكل عبر حوادث امنية متفرقة او قطع طرقات او حرق دواليب او تهريب او خطف او اطلاق نار على هذا المركز او ذلك، جميعها سلسلة مترابطة تهدف الى التفجير كما سبق وقيل وبالحد الادنى جعل لبنان دولة غير آمنة يتنازع عليها أخصام ويتقاتلون وجعل الشعب اللبناني يدفع الثمن.

اللبنانيون اليوم عليهم التضامن والتوحد والتنديد بمحاولة اغتيال حرب وكأنها استهدفت كل واحد منهم وان الوحدة المفترضة هي اهم سلاح لاحباط اهداف محاولة اغتيال حرب.  

السابق
الديار : بري «يجوهر في الازمات احترام الدستور ولا عودة الى الوراء
التالي
جابر: اصابع الفتنة عادت لتطل برأسها على لبنان