الاخبار: أزمة قانون المياومين: بري يرفض إعادة التصويت

مشهد ربما لن يتكرر قريباً (مروان طحطح)بدا المشهد السياسي أمس وكأن الانقسام بين قوى 8 و14 آذار لم يعد موجوداً، ليعود إلى نسخة أكثر بشاعة من الانقسام الطائفي. لكن انفضاض التحالفات التي حكمت البلاد منذ اكثر من 6 سنوات لم يؤدّ سوى إلى شلل في الدولة

ففيما الاشتباكات دائرة عند الحدود الشمالية بين مسلحين يهاجمون الجيش السوري من داخل الأراضي اللبنانية، وفي الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق بشكل لافت فوق المناطق الجنوبية، وبعد يوم واحد من تفجير جهاز التجسس الإسرائيلي في الجنوب، تعطّلت الدولة، لأسباب طائفية. قضية المياومين فجرت الاصطفاف السياسي التقليدي، واعادته إلى شكل أسوأ مما كان عليه خلال السنوات الماضية: مسيحيون ومسلمون.

والترجمة العملية الاولى، هي تعطيل مجلس النواب ومجلس الوزراء عن العمل.

التيار الوطني الحر صعّد أمس من مواقفه. الوزير جبران باسيل وجه للمرة الأولى انتقادات قاسية لحزب الله، مذكراً بخسائر التيار نتيجة التفاهم بين الطرفين. وخلف الأبواب المقفلة، رفعت مصادر التيار سقفها اكثر، سائلة عن الاداء بين الحلفاء. كان الهجوم العوني مركزاً صوب الرئيس نبيه بري، مع الغمز من قناة حزب الله وضرورة «تغيير الاداء معنا، بما نمثل. طالب العونيون بمبادرة إما من حزب الله، او من الرئيس نبيه بري نفسه، «تعيد الاعتبار إلى الادء التشريعي

حزب الله التزم الصمت تجاه الازمة الناشئة، إلا أن النائب علي فياض تحدّث عن ضرورة احتواء ما جرى، مؤكداً أن «التحالف مع التيار الوطني الحر راسخ وأمامه شوط كبير من التعاون

في عين التينة، كانت مصادر الرئيس نبيه بري تضع الكرة في ملعب باسيل وحده: «التفاهم مع النائب ميشال عون ممكن، لكن المشكلة تنحصر في كون القانون صدر على غير ما يشتهيه باسيل ترد المصادر بالقول إن «من يظن أن التصويت سيُعاد، هو واهم". ترد مصادر بري على الاتهامات الموجهة له بشأن الادء خلال التصويت على قانون تثبيت المياومين، لافتة إلى ان من يعترضون اليوم على اداء بري كانوا موافقين على طريقة التصويت المعتمدة منذ 7 سنوات، وحتى اليوم. احياناً، يجري التصويت برفع الأيدي، وأحياناً، يجري التصويت بالمناداة. لا مشكلة في عين التينة مع أي تصرف يقوم به رئيس الجمهورية ميشال سليمان. «حقه الا يوقع على القانون، وأن يعيده إلى مجلس النواب. وحقنا أن نعيد تصديقه كما فعلنا أول من أمس في قانون ترقية ضباط من الأمن العام".

وفي القصر الجمهوري، لم يقرر الرئيس ميشال سليمان كيفية التصرف حيال ما يجري. طلب من معاونيه امس دراسة الملف بروية. تلقى من المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك دراسة عن الأعباء التي يرتبها القانون على المؤسسة والدولة، وهو ينتظر الاتصالات السياسية. لا يريد سليمان، بحسب زواره، أن يأخذ الانقسام الطائفي إلى حده الأقصى، وأن يرد القانون إلى المجلس النيابي، من دون حل الأزمتين النيابية والوزارية.

ورغم السقوف العالية في الرابية وعين التينة، كان عدد من السياسيين المتابعين بدقة للعلاقة بين كل من التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل يؤكدون أن الكلام العالي النبرة امس لم يكن سوى لتسجيل مواقف لبداية التفاوض.

ففيما ظهر من كلام مصادر الرابية وعين التينة أن الطرفين لا يكترثان لأي تطور في الأزمة يمكن أن يطيح الحكومة، اكد غير سياسي مطلع على الاتصالات التي بدأت أمس، بوتيرة منخفضة، أن سقف الصراع الدائر حالياً هو بقاء الحكومة.

نهار أمس السياسي كان قد بدأ بمقاطعة النواب المسيحيين، من معسكري 14 و8 آذار، جلسة مجلس النواب، ما دفع رئيسه إلى رفعها داعياً هيئة مكتب المجلس إلى الاجتماع غداً الخميس.. علماً بأن بري يستطيع، بحسب النظام الداخلي للمجلس، السير بالجلسة لأنها استكمال لجلسة أول من أمس فيما يحتاج التصويت إلى حضور النصف زائداً واحداً، لكنه برر رفع الجلسة بأن «أطرافا سياسية اساسية غير موجودة، وانتم تعرفون عادتي، فعندما يحصل مثل هذا الأمر اتمنى على الزملاء الكرام وعلى المجلس ألا نتابع الجلسة حتى يكتمل الحضور".

واعتبر في كلمة أمام من حضر من النواب المسلمين أن الأمر «ليس ميثاقاً طائفيا او مذهبيا كما يعتقد البعض، انما هذا ميثاق سياسي أساسي. لذلك اتمنى ان تعتبروا ان الجلسة ختمت

النواب المسيحيون في كتلة المستقبل، باستثناء النائب نبيل دو فريج، تضامنوا مع زملائهم في كتل «التغيير والاصلاح والقوات والكتائب، وقرروا بدورهم مقاطعة الجلسة.
وسبق الجلسة اجتماع بين بري وميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة وعدد من النواب. واستغرب نائب مستقبلي أداء القوى المعترضة على إقرار القانون، ومن بينهم حلفاء تيار المستقبل، «لأن الرئيس بري سمح لوزير الطاقة جبران باسيل بالحديث لنصف ساعة ليفند الاقتراح المقدم".

ويقول نائب مستقبلي آخر إن «ما أثار حفيظة كتلة التغيير والاصلاح هو تأكيد القانون انه لا يمكن لمن لم يتجاوز 365 يوماً في العمل المشاركة في المباراة، ما يعني انه لا يمكن إشراك أفراد جدد في المباراة المحصورة وأشار إلى ان باسيل «أدخل أخيراً عشرات المتعاقدين الجدد إلى مصلحة مياه البقاع من دون وجود حاجة إليهم، ونسبة المسيحيين منهم تفوق الـ90 في المئة، من دون أن يعترض أحد منا".  

السابق
السفير: بري على موقفه وحزب الله محرج وميقاتي للعقلانية وجنبلاط ينتقد العبثية
التالي
النهار: أوساط السنيورة: أكدنا عدم حضور الجلسات في غياب حلفائنا في 14 آذار وبري يلوّح بهيئة إلغاء الطائفية السياسية