هوسٌ ملغوم ينافس السياسة وضحيته شبابنا !!

إنتهت المشكلة السياسية في لبنان لتظهر في السيارات «الملغومة» حسب ما يسميها أصحابها، وليس عما تعوَّد اللبنانيين منذ سنتين أي المفخخة التي تنفجر بالمناطق اللبنانية بل السيارات المعدلة بالمحركات السريعة والمزوّدة بالـ«Nitors» التي تفوق سرعتها الطبيعية وتفقد توازنها ولكون طرقات لبنان وأوتوستراداته لا تستوعب السرعة المعدلة فهناك الموت السريع أو الإصابة الدائمة.
يسأل الكثيرون «من باله في السيارات»؟ في ظل موجة غلاء المحروقات التي تطيح الطبقات المعدومة وتعيدهم إلى الوراء، والإجابة بسيطة جداً، إذا أحصيت السيارات التي تحظى بأهمية كبيرة لدى بعض الشباب وتكاد تفوق محبتهم لها «محبة الحبيبة أو الزوجة».

نفض السيارات
الخطورة لا تتوقف بالمحركات، بل تطال السيارة من الداخل والخارج من الفرش إلى مكبّرات الصوت المزعجة فالزجاج الأسود العازل والأضواء «Exnon» البيضاء والدواليب المجنطة، بعدما دخلت التكنولوجيا عالم السيارات بسرعة.
فـ«علي» 24 عاماً الذي كان يملك سيارة «BM» صغيرة بسعر «1500$» أصبحت اليوم بـ«7 آلاف دولار» بعدما استبدل محركها بمحرك معدل للسرعة أو نفضها حسب تعبيره.
أما «زياد» 25 عاماً يقول كان حلمي أن أُرَكِّبُ صوتاً في سيارتي وأجول فيها «للتجغيل» -«حسب لغة هؤلاء» اليوم تحقق حلمي واشتريت مكبرات صوت بـ700$ ويتابع يعني صوتهم مقبول بالنسبة للأصدقائي.
أما محمد (20 عاماً) الذي يضع الزجاج العازل والنمرة النافرة الممنوعة وبكل ثقة، سألناه عن القوى الأمنية إذا تعرضت له ذات يوم لإزالتها؟ أجاب مبتسماً، كل شيء بثمنه، أعرف مرافق أحد شخصيات فقد جلب لي رخصة تسهيل مرور بـ200$.
وللفتيات نكهة خاصة بالسيارات، فـ«ميساء» طالبة جامعية تحب السيارة ذات الصوت المرتفع أو الزجاج العازل لكي لا يراها أحد، أما فرح وهي أيضاً طالبة تزيد هوس الشباب بلة، فتستفيض بالشرح من الشكل الخارجي والداخلي كيف تحب السيارة، وترى الأمر طبيعياً «كما للذكور للإناث رغبات أيضاً». وتتابع أنا شخصياً لدي صوتاً في سيارتي وكلفته 1000$ أتباهى فيه أمام أصدقائي الشباب، فما المانع!



اكسسوارات ممنوعة مرغوبة

أما صاحب أحد المحال المختصة بتركيب «Fume» وزينة السيارات الذي رفض الكشف عن اسمه، كي لا يأثر الأمر إلى تجارته، مستغرباً اللهفة الكبيرة على تركيب الـ«Fume» والزينة المموعة، ويتابع في جميع أنحاء العالم الـ الزجاج العازل والأصوات القوية ممنوعة إلا بالحالات الخاصة، إما في لبنان جميع أصحاب السيارات حالة خاصة، فلم أطلب من أحد الرخصة لأن لا رقابة علينا وأنني مندهش لكثرة فتح هكذا محال، «ممكن لكثرة الطلب».
لننتقل إلى أحد الإخصائيين «بالسيارات الملغومة» أي المزوّدة بالـNITROS، وبعد عناء طويل، استطعنا أن نأخذ فكرة على عملية «التلغيم» ومن أين مصدره؟
الـ«NITROS» هو نوع معروف من الغازات الكيميائية القابلة للإنفجار، ويوضع عند بخاخات السيارة لتتفاعل عند تشغيل المحرك فيكون الغاز مضغوطاً لدرجة حرارة الصفر في الداخل ليتفاعل مع حرارة السيارة العالية ثم تتضاعف عدد دورات المحرك 10 آلاف في الثانية، ويتابع العمل يكون فيه في غاية الدقة ميكانيكياً لأن أي خطأ سيؤدي إلى مخاطر جدية.
وأن مصدره يكون إما مستورد من الخارج يتم شرائه وعبر الانترنت وكلفته تبدأ من 2000 لتصل إلى 8000$ حسب النوعية.

أوتوسترادات سياسية
تأتي نهاية الأسبوع ليتجمهر أصحاب هذه السيارات، ويتسابقون على الأوتوستراد السياسية حسب قول البعض، ولأن أوتوستراد الرئيس الأسد – المطار – قريب من الضاحية، فأصبح اسمه أوتوستراد الضاحية أو أوتوستراد الدامور القريب إلى الجبل من فأصبح اسمه أوتوستراد البيك بإشارة إلى وليد بيك جنبلاط.
يأتون من جميع المناطق حسب الاتفاق، ويبدأ السباق أو الموت السريع المشهد على الأرض مخيف من كثرة السيارات والدراجات النارية وسرعتها وكأنك في جلبة سباق سيارات عالمية، ولافت أن المطرب نعيم الشيخ ضروري، ومن منا لم يعرف «نعيم» هذا ما يقوله أحد الشبان الموجدين على الأرض، ولماذا نعيم؟ يقول نحن لا نستعمل السلاح لنطلق طلقة الانطلاق لكي لا نخيف القادمين، من مناطق أخرى وخصوصاً أن الأمر متوتراً هذه الأيام فقد استبدلناها بأغنية لـ«نعيم الشيخ» الذي يغني أغنيات شعبية ولجميع الأحزاب السياسية.
فعندما تدخل الأغنية معدل الموسيقى القوية يكون الانطلاق. وإلى جانب السيارات الملغومة، تأتي حصة السياسة، من خلال الفولارات الحزبية الملونة التي تشارك في تشويه منظر السيارة إلى صور الزعماء المبتسمين على الشعب إلى أغنيات حزبية يسمعوها لزيادة التعصب.
إشارة إلى أن الرادات التي وضعت حديثاً لقمع المخالفين بالسرعة استحدثوا المتسابقين «CD فارغ» بـ1000 ليرة لبنانية يوضع تحت مرآة السيارة لا يستطيع الرادار رصدهم.

2007 أسوأ الأعوام

أصدرت جمعية «اليازا» و«سويرود» لتقييم الخسائر الناجمة عن حوادث السير، فسجلت وفاة ما يزيد عن 870 شخصاً وحوالى400 مصاب، كما أن عام 2008 سجل خلال دخوله أول أسبوعين له إلى سقوط حوالى 200 قتيل وأشارت إلى أن الأزمات السياسية التي تمر فيها البلاد كانت السبب الرئيسي في تفاقم الكبير لحوادث السير. «المصدر الانترنت».
يبدو أن هوس اللبنانيين بالسياسة يعادل السيارات، والخطورة تكمن أن هذا الهوس بلغ درجة الموت، فأين الدولة لحماية شبابنا؟  

سؤال لم يصل الى آذان المسؤولين، فها هو صاحب المقال قضى بحادث سير جراء الحفريات والطرقات السيئة التي يزيد القتلى عليها يوما بعد يوم .. لعلنا بموتك يا بلال نسمع عن تحرك هنا او تغير بطريق هناك .. رحمك الله يا صديقنا 

السابق
كنيسة بلجيكية للبيع بيورو واحد
التالي
المصالحة تتعثر مجدداً: حماس تعلق عملية تسجيل الناخبين في غزة