علوش: حالة الأسير أوجدها حزب الله

رأى القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق د.مصطفى علوش أن حالة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، أوجدها منطق «حزب الله» الاستفزازي للطائفة السنية بشكل خاص والدولة اللبنانية بشكل عام، معتبرا بالتالي أن الشيخ الاسير انطلق من واقع حقيقي، وجزء كبير من خطابه مقبول كونه أتى في سياق ردات الفعل الطبيعية على الكثير من الاذى الذي ألحقه حزب السلاح بالحياة العامة على كل المستويات الى حد الاغتيال، لكن تطرق الاسير أخيرا الى بعض العناوين المذهبية في خطابه كان خطأ حيث أضر بالمصلحة اللبنانية العامة، وهو ما قد يدفع بمن عناهم في خطابه الى المزيد من التصلب ومن ردات الفعل الطائفية.

ولفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» الى أن العمى المذهبي بلغ ذروته لدى غالبية اللبنانيين وتحديدا لدى جمهور «حزب الله» وتنظيماته، الى حد أصبحت فيه ما تسمى بـ «سرايا المقاومة» خارج السيطرة وتتصرف على هواها دون الرجوع الى قياداتها، وذلك نتيجة تربية «حزب الله» لوحش اسمه السلاح ووصفه لحامليه بـ «أشرف الناس» واحتمائه في متراس طائفي ومذهبي، مشيرا تبعا لما تقدم الى أن تعدي عناصر من «سرايا المقاومة» على قناة الجديد ما كان ليحصل لولا شعورهم بفائض القوة والمعنويات وبقدرتهم على تحدي الدولة والقوانين.

ولفت علوش الى أنها ليست المرة الاولى التي يعتدي فيها «حزب الله» على الاعلام والاعلاميين، فهو مارس أبشع الجرائم بحق المؤسسات الاعلامية بدءا من ردة فعله على برنامج «بسمات وطن» العائد لقناة الـ LBC، مرورا بإطلاق الصاروخ على تلفزيون «المستقبل» واستتباعه بإحراق مبنى جريدة «المستقبل»، ومن ثم احتلال مبنى إخبارية «المستقبل» في 7 مايو وإيعازه الى البلطجية في الحزب «السوري القومي الاجتماعي» لإضرام النار في المبنى الثاني للتلفزيون المذكور، وصولا الى تعديه أخيرا على مبنى قناة «الجديد»، معتبرا بالتالي ان «حزب الله» سيبقى يصطدم مع الاعلام الحر ما دام يفتقد انطلاقا من عقيدته للقدرة على سماع الكلمة الحرة وأصوات المناهضين لنهجه وتوجهاته.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة ستستطيع فرض الأمن عملا بخطة «الشهر الأمني»، لفت علوش الى أنه وبالرغم من تقديره لجهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الداخلية مروان شربل، الا ان هذه الخطة مشكوك في نجاحها وهي مجرد مسكن للأوجاع وليست علاجا للمرض الحقيقي المتجسد بسلاح «حزب الله» المتطاول على المدنيين وعلى الشرعية اللبنانية، وذلك لاعتباره أن علة الفلتان الأمني لا تكمن فقط بظهور بعض الغوغائيين على الطرقات العامة وفي الشوارع إنما تكمن بمن يقف وراءهم وبالمربعات الأمنية المقفلة بوجه الجيش والأجهزة الامنية، وبالعمل السري لمليشيا «حزب الله» التي تضرب يوميا منطق الدولة وتستبيح القوانين المرعية الاجراء، مشيرا بمعنى آخر الى أن سم الافعى موجود في رأسها وليس في جسدها.

وأشار علوش الى أن اشتباك بعض عناصر سرايا المقاومة مع الجيش اثر تعديهم على قناة «الجديد» أكد حجم التضليل السياسي الذي يسوقه «حزب الله»، في كلامه عن تأييد دور الجيش، وعليه أكد علوش أن ما يحدث عمليا على الارض من أحداث أمنية دامية يقودها «حزب الله» يؤكد نظرية قوى «14 آذار» بعدم جدوى محاورة الحزب المذكور حول سلاحه وبأن الطاولة الحوارية ستنتهي بمثل ما بدأت، معتبرا في المقابل انه وبالرغم من تلك القناعة، فإن تيار «المستقبل» جلس على طاولة الحوار لإعطاء الفرصة للآخرين كي لا يقال لاحقا ان قوى «14 آذار» رفضت البحث بالحلول.  

السابق
لمعارضة تليق بسوريا
التالي
عوارض عرفات بدأت تصيب حزب الله !