سلطة بين الأسير وشاكر !

مسكينة السلطة.
كانت دولة وأصبحت أصغر الدويلات.
كانت سلطة، فصارت عنواناً للتسلط.
هل يعقل أن يصبح الشارع شارعين.
وأن يعلو في وقت واحد صوتان :
صوت الشيخ الظاهرة أحمد الأسير.
وصوت المناوئ له، في شخص البرجاوي.
الأول يعتصم في صيدا.
والثاني يجلجل بصوته في بيروت.
مسكينة السلطة. الشيخ الأسير يأسرها بلطفه، لأنه يعتصم ضد السلاح.
وشاكر البرجاوي يخجلها بنبرته الخطابية، داعياً للدولة بالخير.
في النهاية الفريقان يطلبان الدولة!
كل له أسبابه، وعنده مَن يقف خلفه.
والسلطة وحدها لا أحد معها الا ب التذاكي.
إن قمعتهم بالقوة، يقولون إنها تستقوي على مَن ينادي بها.
لكن الدولة مثل ليلى.
الجميع متيَّمون بها.
لكن ليلى مريضة، يقتلها الوجْد.
ومَن هو مغروم بها، هو فعلاً ولهان بسواها.
الشيخ أحمد الأسير، يريد الخلاص من حزب الله.
والبرجاوي… برجه لا يصاقب طموحات العالِم المهيوب، المعتصم مع النساء والشيوخ والأولاد في عاصمة الجنوب.
والعاصمة الثالثة في البلاد مبلبلة.
زعماؤها منقسمون. الرئيس السنيورة مع المعتصمين، وضدهم في آن. وأسامة سعد له مذهبه الخاص في فهم أسرار الأسير، الذي يأسر قلوب الأنصار، لا أنصاره والأصدقاء.

سُئل مرجع سياسي: ماذا يجري في صيدا؟
فردَّ: إنها حرب الآخرين.
غادرت لبنان، وبعض اللبنانيين مكلَّفون بإعادتها الى لبنان.
فريق يناوئ، وآخر يفاوض، وثالث يعرف ماذا يريد، ويدرك لماذا ينزل الى الشارع.
كان جان جاك روسّو قد ترك جنيف، وانتقل الى باريس. كتب العقد الاجتماعي، وبقي ميثاقه بين السطور.
مال الى التربية ووضع رائعته الاجتماعية اميل.
سئل مرة عما يعيق تنفيذ العقدين، فأجاب: ربما لا أزال صغيراً، على تنظيم مجتمع متخلّف اقتصاديا وتربويا.
اكتشف سرّه صديق له، كان عائدا من فرنسا الى سويسرا، فقال لمن سألوه: في الحياة فصول تعيسة، لا تصبح سعيدة عندما يكون الشعب لاهياً عمّا يعانيه، لأن المعاناة تصقل الانسان وتدفعه الى الثورة أو الى الموت.
هل ما يصيب لبنان، هو ما أصاب سواه.
هل الحكام في لبنان، مصابون بمرض الحرتقات، يفتك بهم، ويصرفهم عمّا هو مطلوب منهم؟
الناس، ليس قدرهم الاعتصامات.
… ولا البقاء في الشوارع، ومعظمهم يفتُك بهم الجوع والطفر.
هل الطفر هو الذي يجعلهم أسيرين ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، وانتفاضة البرجاوي ضده.
من منهما حقيقة يريد نزع السلاح، أو إبقاءه، لصالح لبنان الدولة؟
أين هي السلطة؟
هل صحيح انها تريد استغلال ما يحدث، للفوز بتعيينات حلمت بها، ولم تحصل عليها.
هل اتّفقوا على اقتسام الدولة، وفي البلاد أشباه سلطة تحلم بأن تصبح ذات يوم دولة!!
انها المصيبة!!  

السابق
أوباما يعلن حال الكارثة الكبرى في كولورادو
التالي
ليس للأسد إلا إيران